يبدو أن الزملاء المسئولين عن تحرير جريدة الوفد الحزبية نسوا أن الجريدة مملوكة للحزب وليس لرئيسه الحالي، وتعاملوا بهذا الأسلوب، وهو ما ظهر في تغطيتهم المعركة الانتخابية التي بدأت مؤخرا حول رئاسة حزب الوفد بين محمود أباظة، رئيس الحزب الحالي، والسيد البدوي القيادي بالحزب. وبدا أن الجريدة تقف مع أباظة، وتنشر مواقفه وتحركاته رغم أنها كانت تتجاهل تغطية الموضوع كله في البداية ، وكأنها انتخابات رئاسية في حزب آخر غير الوفد، ولم تهتم بتغطية الحدث إلا إذا كان متعلقًا بفاعليات يحضرها أباظة، وبعد فترة قليلة اكتشفت إدارة التحرير بالصحيفة أن موقف أباظة ضعيف وقررت الوقوف بجواره أو تلقت أوامر بالبدء في الدفاع عنه ومساعدته فتحول موقفها من التجاهل إلي الانحياز، فأصبحت تنحاز إلي أباظة ربما أصبح صعبًا فقررت تجاهل د البدوي تماما، وإن بدأت تغطي بعض جولاته علي استحياء. وكان واضحا أن معظم الأخبار والتقارير التي نشرتها جريدة الوفد موجهة في اتجاه واحد فقط وهو مناصرة ومساندة أباظة علي حساب البدوي، حتي في الاجتماعات التي جمعت الاثنين في مكان واحد لتأييد مرشحي الحزب في انتخابات مجلس الشوري، كانت الجريدة تحرص علي التركيز علي ما قاله أباظة، وما أشار إليه، ومن سلم عليه، وكيف استقبله الأهالي ورحبوا به. وتعاملت الجريدة مع أباظة كما تتعامل الصحف الحكومية مع الرئيس مبارك تماما، كان ذلك واضحا بعدما قيل إن النائبين محمد مصطفي شردي وطارق سباق عضوي الهيئتين العليا والبرلمانية بالحزب وصلتهما رسائل تهديد بالقتل علي هواتفهما المحمولة لأنهما يساندان السيد البدوي لرئاسة حزب الوفد، وما كتبته جريدة الوفد عن هذه الحادثة كشف اتجاه الجريدة وموقفها، فلم تهتم بهذه الرسائل ولا بالتهديد الذي تعرض له النائبان؛ وإنما كان اهتمام الجريدة الأكثر بما قاله أباظة حول ذلك، وأكدت أن أباظة أعرب عن «تضامنه الشديد» مع شردي وسباق، بل طالبهما بإبلاغ النائب العام عن هذه الحادثة. الخبر في ظاهره يؤكد أن أباظة يأسف ويحزن علي ما حدث لكن في جوهره دعاية غير مباشرة لأباظة لتصويره بأنه مدافع شرس عن أعضاء وقيادات الحزب حتي لو كانوا من الفريق الآخر الذي يقف في صف خصمه مع معركة الرئاسة بالوفد. الواضح أن سعيد عبدالخالق رئيس تحرير الوف أدار الجريدة وكل محرريها لنشر أخبار رئيس الحزب ومساندته في معركته الانتخابية التي ينافس فيها عضوًا آخر في الحزب؛ رغم أن المنطق والقانون يؤكدان أن الجريدة لابد أن تقف علي الحياد بين الطرفين، وعندما تنشر مؤتمرًا أو لقاء لأحد المرشحين يجب أن تنشر للمرشح الآخر لقاءاته ومؤتمراته، لا أن تنشر لمرشح دون آخر، لكنها ثقافة «إحنا وراك ياريس».