هنيئاً لك يافاعل الخير..والأجر والثواب علي الله..أسابيع قليلة ويبدأ موسم التسول عبر الفضائيات في رمضان..حيث ستنتشر الإعلانات من كل لون.. تحثك علي التبرع لمستشفي أو مركز طبي..في أسوأ استغلال للحالة الإيمانية التي يكون عليها المسلم في الشهر الكريم..سيستدرون عطفك ويتاجرون بآلام المرضي..ويجعلونهم مادة إعلانية تمتهن آدميتهم..المهم تتبرع وخلاص. هناك أذكياء بدأوا حملاتهم الإعلانية مبكرا..وإذا كانت إحدي الفضائيات قد أعلنت عن مسلسلاتها قبل حلول رمضان بثلاثة أشهر..فالمدهش أن يحذو حذوها مستشفي 57357 لمرضي سرطان الأطفال..وقد بدأ بمساحات إعلانية في أكثر من صحيفة مثل الأهرام والجمهورية..وإذا عرفت أن إعلاناً مساحته ربع صفحة في صحيفة يومية يتكلف أربعين ألف جنيه غير الضرائب..فلك أن تتخيل إجمالي ماتنفقه إدارة مستشفي 57357 لجلب مزيد من الفلوس..حتي باتت حملاتها الإعلانية طوال العام تنافس إعلانات شركات المحمول والألبان..رغم اختلاف نوعية النشاط. ظني أنه بعد نجاح (مشروع) المستشفي في القاهرة..قرروا استثماره في محافظات أخري..فكان الإعلان عن فرع طنطا..لسنا ضد أعمال الخير ولا تبرع المتبرعين..جزاهم الله خيراً..بل نتمني أن تسود ثقافة فعل الخيرات بين المصريين طوال العام..وليس قصره علي شهر بعينه..لكن من حقنا أيضاً أن نعرف من خلال الدولة وأجهزتها المختصة..كم يبلغ حجم المبالغ التي تجمعها هذه المستشفيات وكيف يتم إنفاقها..قرشا قرشا وجنيها جنيها..لأنه مال عام..وليس «مال سايب»؟!. وإذا كان السيناريست الكبير الأستاذ وحيد حامد قد بح صوته عما يجري في مستشفي 57357، لكنه توقف قرفا فلا أحد يتحرك لأن الدولة غائبة..ولا تزال إدارة المستشفي ترفض حتي الآن نشر ميزانية سنوية معلنة في الصحف..تحدد فيها كم جنيهاً تلقته من تبرعات المواطنين..وكم جنيهاً أنفقته وفيم أنفقته..لأن سياسة التعمية لا تتفق وأفعال الخير التي يدعونا إليها المستشفي في إعلاناته..خاصة أن له إدارة ذكية تعرف من أين يأتي المال، أقصد التبرع..لذا جندت مشاهير المجتمع من فنانين وإعلاميين وشيوخ وقساوسة واستغلت حب الخير في النفس البشرية..فجاءوا للمستشفي والتقطت لهم الصور ووظفتها إعلانياً..بما يذكرني بما فعلته شركات توظيف الأموال عندما كانت تنشر في الصحف صور رؤساء مجالس إداراتها مع الشيخ الشعراوي..دعك مما يقوله بعض الزائرين عن مستوي الخدمة والنظافة وروعة التصميم داخل المستشفي..كل ده ع العين والراس..السؤال هو:كم جمعتم من أموال الناس؟..وفيم أنفقتم؟.. وماهو حجم ودائعكم في البنوك باسم المستشفي؟ وإذا كان عائدها يغطي النفقات السنوية للمستشفي..فلماذا قبولكم التبرعات؟. قال لي أحد الزملاء الذين زاروا المستشفي والتقطوا له الصور ونشروها في الصحف..كيف أن إدارة المستشفي طاردته بسؤالها:لماذا لم تكتب عن الزيارة حتي الآن؟!..واندهش من حجم الإلحاح..وتأكد أن الزيارة كانت للشو الإعلامي. سطوري السابقة هي بلاغ لمن يهمه الأمر..بفتح ملف جميع المستشفيات والمراكز التي تستغل المصريين وحبهم لفعل الخيرات خصوصا في رمضان..وحتي تبرأ ذمة مستشفي 57357، نطالبه بنشر ميزانياته منذ بداية إنشائه..وذلك عبر مكاتب محاسبة قانونية معتمدة..حتي نرفع له القبعة بل ربما نكون له من المؤيدين..فهل يفعل؟. مايثير الحزن والأسي..أن في مصر معاهد أورام في أمس الحاجة للتبرع وتكاد تغلق أبوابها..ولاتجد من يسمع لها..كما أنها لاتجد لصوتها صدي لدي الناس حيث لاتملك مالاً للإعلان عن حاجتها للتبرع..ولا يزورها المشاهير فتستغلهم للإعلان عن بضاعتها..يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.