الشيخ محمود عبد الحميد: قوى خارجية تحرك الإخوان «عشان توقع الجيش» الجيش المصرى طول عمره كتلة وتربية واحدة.. وفكرة الانشقاق وهمٌ يعيشه الإخوان وجدنا من الإخوان غدرًا وكذبًا وبهتانًا.. وفعلوا كل شىء حتى لا يكون للدعوة السلفية وجود الشيخ محمود عبد الحميد أحد أهم شخصيات الدعوة السلفية، وهو عضو مجلس إدارة الدعوة والمسؤول عنها فى محافظة الإسكندرية، المعقل الرئيسى لها، كما أنه عضو مجلس الشيوخ بحزب النور، الذى مهمته الفصل فى القضايا والتحقيق فى المخالفات.
الشيخ عبد الحميد يحاول كشف العلاقة بين الإخوان والسلفيين منذ النشأة الأولى، ونظرته إلى مستقبل جماعة الإخوان، وكيف تحاك المؤمرات للجيش.
■ ما شكل العلاقة بين الإخوان والسلفيين منذ النشأة الأولى؟
- نحن أقدم من جماعة الإخوان المسلمين، حيث أنشأ محمد حامد الفقى جماعة أنصار السنة المحمدية عام 1924، وهو نفس اتجاه الدعوة السلفية، حتى تم إيقافها عام 1954 بالتزامن مع صدام الإخوان مع مجلس قيادة الثورة، وقام الشباب فى أوائل السبعينيات بإنشاء الجماعة الإسلامية ثم المدرسة السلفية، وفى منتصف السبعينيات قمنا بإنشاء الدعوة السلفية بعد انفصالنا عن الإخوان، وحدثت سجالات بين حسن البنا ومحمد حامد الفقى، لكن بداية من 1974 بدأت مشكلات الوجود بين الإخوان والدعوة السلفية، وتم استخدام ممارسات سيئة اتجاهنا استمرت حتى ثورة يناير، وحاولنا نصلح منهم لكن تكررت نفس المشكلات التى كانت تحدث على مر السنين، كنا نتحمل السب ولا نرد وندعو إلى الحق ونقول الصدق، وعانينا منهم عناء شديدًا جدا من قبل الثورة وبعدها، ولم نجد إلا الغدر والكذب والبهتان، وهو ليس موقفا سياسيا، لكن كان كل همهم أن لا يكون للدعوة السلفية وجود.
■ ما ردكم على تأكيدات جماعة الإخوان بوجود انقسام داخل كيان الدعوة السلفية؟
- لا نحب التعليق على مثل هذه الأكاذيب التى لا تستند إلى حقيقة، هم حاولوا إحداث وقيعة عندما تم الترويج أن الشيخ أحمد فريد من المشايخ الرافضة لمسار الدعوة الحالى، لكنه خرج وأعلن موافقته الكاملة على قرارات الدعوة والحزب، وما نريد توضيحه أن هناك بعض المشايخ تؤثر السلامة ولا تريد الحديث فى السياسة.
■ لماذا خالفت الدعوة السلفية الكيانات الإسلامية الأخرى وتحركت فى مسار مغاير تماما؟
- جميع الأحزاب السلفية الأخرى كرتونية وصنيعة الإخوان، هم من قاموا بإنشاء «الفضيلة والأصالة والراية والشعب والوطن»، وهى أحزاب بلا مقرات أو أعضاء، أما «البناء والتنمية» فهم عبارة عن 5 آلاف واحد فى مصر، أقوى كيانين فى التيار الإسلامى الإخوان والدعوة.
■ ما ردك على من يقول إن «النور» يسعى إلى الحصول على أصوات غير الإسلاميين فى الانتخابات القادمة لكنه واهم؟
- إذا اجتمعت جميع الأحزاب الليبرالية لن يكون لها نفس وزن الدعوة السلفية، حيث إن لنا فى كل دائرة أمانة تتكون من شياخات، وما من حزب لديه قوة وجودنا، وما من حزب لديه أفراد يعملون ببلاش، بالإضافة إلى أن دعايتنا لا تحتاج إلى فلوس، وهو غير أى حزب، كل هذه الأمور مجانا والآلة الانتخابية قوية لدينا.
■ ما نظرتك لممارسات طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر وبقية الجامعات من أعمال عنف وبلطجة؟
- ما يحدث فى الجامعات اعتداء على حرية الآخرين، وأقول لمن ينتمى إلى الإخوان «اعتقد ما تشاء وكما تريد، لكن لا تجبر أحدًا أن يتبنى مواقفك»، هم يعتدون على من يخالفهم فى الرأى ويمزقون ورق الامتحانات ويقومون بإجبار الآخرين على المشاركة فى تظاهراتهم، نقول لهم «الزم حدك فى كليتك، لا بأس أن تصفنى أننى باطل دون استخدام ألفاظ خارجة، إذا كان طلبة الإخوان لا يريدون الدراسة يبطلوا، لكن لا يعملوا على إفساد الدراسة على جميع الطلاب، هم ارتكبوا اعتداء صارخا على حرية الناس من اعتداء على ممتلكات عامة وخاصة، وما يفعله الإخوان من أعمال تخريب وتعد على أساتذة الجامعة أمر مرفوض، وليست من أخلاق المسلمين، وعليهم عرض مواقفهم بصورة حضارية دون استخدام أدوات العنف والترهيب.
■ هل يقع أذى على الطلبة السلفيين فى الجامعات المصرية؟
- بلا شك هناك ضرر واقع على الطلبة المنتمين للتيار السلفى، حيث يتم الاعتداء عليهم ومحاولة إجبارهم على المشاركة مع الإخوان فى فاعلياتهم، وهو أمر مرفوض ولا يصح حدوثه، الطلاب عايزين يذاكروا ومتضررين وهم يأتون من أماكن بعيدة عشان يدرسوا، وما يحدث داخل الجامعات اعتداء على الحرية لا يجوز شرعا، حيث إن تعطيل الدراسة مصادرة وإرهاب فكرى.
■ هل تتفق مع من يرى أن الإخوان أغلبية داخل جامعة الأزهر؟
- بالطبع لا، جامعة الأزهر تضم 500 ألف طالب والإخوان ليسوا أغلبية، لكن صمت المسالمين ومن يحب الابتعاد عن المشكلات هو السبب وراء ظهور الإخوان بشكل يوحى بأن أعدادهم كبيرة داخل جامعة الأزهر، وهناك طلاب ضد الإخوان يخافون الذهاب إلى الجامعة ويتجنبون الاحتكاك، لذا يظهر صاحب القضية وإن كانت أعدادهم قليلة.
■ لماذا لا يتم التصدى لأنصار الإخوان فى أثناء محاصرة منازل المشايخ الكبار؟
- مش معنى أننا مابنردش عليهم إننا مش قادرين نجيبهم من بيوتهم ونربيهم من جديد، لكن نحن نفهم جيدا إنهم عايزين يبقى فيه صراع جانبى يشغل الناس وعايزين الناس تقاتل بعضها فى الشارع.
■ من خلال معرفتك بجماعة الإخوان، هل لديك مخاوف من قدرتهم على إفساد الاستفتاء؟
- الاستفتاء هيعدى، مش هيقدروا يعملوا أى حاجة، وعندما وافقنا على الدستور كان أهم ما يشغلنا أنه سيكون بداية الطريق نحو استقرار البلاد بغض النظر عن رضانا، ونعلم أن أمريكا بتزق الإخوان عشان يعملوا اضطراب اقتصادى وحرب مع الجيش وحرب أهلية، وعايزين تقسيم البلاد مثل العراق.
■ هل تتوقع أن تعود جماعة الإخوان لنفس القوة التى كانت عليها قبل 30 يونيو؟
-هم بحاجة إلى وقت طويل عشان يرجعوا تانى، لكن لا بد أن يحصلوا على عفو من الشعب أولا، لأنهم أساؤوا إليه كما أساؤوا إلى السلطة القائمة، بالإضافة إلى أن جزءا كبيرا من الشعب يرفضهم، وإذا استمر الحال كما هو فمستقبل الجماعة سيتحول إلى تنظيمات سرية خلال الفترة القادمة، وتنفيذ عمليات اغتيالية وتفجيرات ويبقى تطور يقضى عليهم خالص.
■ هل ترى الدعوة السلفية على الساحة السياسية من لديه القدرة على إدارة البلاد؟ ومن الشخصيات التى ستدعمها الدعوة؟
- القرار العام هو الانتظار، حتى يتم إغلاق باب الترشح للرئاسة وقبول الطعون، لكن التجربة السابقة تجعل التيار الإسلامى بحاجة إلى مراجعة ولا نستبق الأحداث، ونحن طلبنا من الإخوان بعد ثورة يناير أن يكون رئيس الجمهورية بلا انتماء للتيار الإسلامى لأن المهمة صعبة، وكان من الخطأ أن يتم الاستحواذ على البرلمان والسلطة وكل شىء، ونحن لا نمتلك كفاءات إدارية سواء إخوان أو سلفيين لإدارة البلاد.
■ ما ردك على دعاية الإخوان بوجود انشقاق فى الجيش؟
- من يتحدث عن أن هناك انشقاقات فى الجيش لا يعرف شيئًا، لأن الجيش المصرى طول عمره كتلة وتربية واحدة، وفكرة الانشقاق والتصدع والانقلاب «وهم» يعيشه الإخوان، وهناك قوى خارجية تحرك جماعة الإخوان وجعلتهم يلبسون فى الحيط، وقالوا لهم إن الجيش يعانى من أزمات حتى تظل البلاد فى حالة من عدم الاستقرار وتسقط مصر، ونحن كدعوة سلفية على استعداد أن نتنازل عن كل المكاسب من أجل مصلحة البلاد.
■ كيف تنظر إلى شائعات الإخوان المستمرة بتعرض وزير الدفاع إلى أذى ووصل الأمر أحيانا إلى التهديد بالاغتيال؟
- خيال يراوضهم، ولو حدث مكروه للسيسى لن ينتهى الأمر، فالمؤسسة العسكرية تدار من كبار الضباط وهناك احترام للقيادات وبدائل عديدة والتربية العسكرية مبنية على احترام الشخصيات ذات الخبرة، ولم تنته المؤسسة العسكرية من أول عبد الحكيم عامر وأبو غزالة حتى السيسى وستظل دائما قوية، وطنطاوى ظل 20 سنة وتركها واستمرت تعمل بقوة.
■ هناك من يشكك بشكل دائم فى وجود انشقاق داخل مجلس أمناء الدعوة السلفية وخلافات بين «الستة الكبار» فما تعليقك؟
- يتكون مجلس أمناء الدعوة من 6 أفراد، الشيخ سعيد عبد العظيم سافر إلى السعودية وغير مواكب للأحداث ويحمل موقفا مخالفا للدعوة منذ فترة حكم الإخوان، وترك مصر وأصبح الكلام عن موقفه لا يفيد، لأنه لم يعد له أثر فى مصر، لكن هل يرجع عن أفكاره وينضم إلى الدعوة لا نعلم.
أما المقدم فيرفض الحديث فى السياسة، وبقية الأعضاء موافقون على خط الدعوة والمسار الذى نتحرك فيه.
■ لماذا سقط مرسى من وجهة نظرك؟
- هذا البلد كبير ولا يستطيع فصيل واحد أن يقوده، وهذا البلد مثقل بالمشكلات الكبيرة جدا، وكانت تحتاج إلى تكاتف الأيدى للخروج من هذه الأزمة، بحيث يكون فيه تضحية من جميع الفصائل، فهى أكبر من أى فصيل موجود وكانت تحتاج إلى خبرات جميع الكفاءات فى الأحزاب والمستقلين وأبناء البلد المخلصين للمساهمة بخبراتهم وجهدهم لارتقاء البلد، وعندما حدث إقصاء للفصائل الأخرى وحاولت جماعة الإخوان إدارة البلاد بمفردها مع غياب الخبرة والكفاءة كان ذلك كفيلا بنزول الناس ضده، كانت إدارته لعزبة لا دولة مصر، حيث كان مرسى وجماعته فى واد والشعب فى واد، ولم يكن لديه القدرة على اتخاذ القرار وكانت الرئاسة تبع الجماعة.
■ وما الحل كى يعم الاستقرار وتنتهى مظاهر العنف؟
- يجب أن يكون الحل جذريا وأن يتدخل العقلاء، وأن تكون هناك دعوة جادة إلى المصالحة، كى نتجاوز الأزمة، لكن عندما تستخدم جميع الوسائل ويرفض طرف الاندماج مع الشعب المصرى، فإن الأمر بحاجة إلى وقفة.
■ ما رسالتك للشعب المصرى قبل الاستفتاء؟
- أقول للناس انزلوا للاستفتاء بكثافة وصوتوا ب«نعم» كى نتخطى المرحلة ونحافظ على البلاد ونحقق أحلامنا ولا تسقط البلاد ولا يفسد الأمر، وكى نظل متعايشين ولا يحدث لنا كما حدث فى لبنان من صراع طوال 20 عاما، ظل الناس فيها تتقاتل على الهوية وانقسمت البلد وأصبحت الحكومة بلا سلطات، ونحن فى مصر أعدادنا كبيرة وبحاجة إلى كمية كبيرة من الغذاء ونعيش فى ظروف صعبة، وعلى الجميع أن يحافظ على الوطن لأنه فوق الجميع، وأنصح نفسى وغيرى أن نتكاتف حتى تتقدم البلاد والنصيحة بالتساوى لجميع المؤسسات.