النجمة الفرنسية جولييت بينوش هل تقتنص جائزة الأفضل؟! مايك لى مخرج فيلم "عام آخر" مع زوجته ونجوم الفيلم الساعة التاسعة مساء اليوم- الأحد- بتوقيت مصر تعلن جوائز مهرجان «كان» في دورته رقم 63.. كان المخرج «تيم بيرتون»- رئيس لجنة التحكيم- عندما سألوه عن القواعد التي وضعتها اللجنة أجابهم أنه الإحساس، فالفيلم الذي يمس مشاعر اللجنة هو الذي سوف يمنح الجائزة، ويشارك في عضوية اللجنة ثمانية بينهم أربعة ممثلين وممثلات وواضع موسيقي تصويرية وثلاثة مارسوا التأليف والإخراج، وبالطبع إرادة اللجنة ليست بالضرورة معبرة عن إرادة رئيس اللجنة، ولكن بالطبع يشكل رئيس اللجنة في العادة نسبة ما في تحديد توجه الجوائز.. تصدرت مقولة «تيم بيرتون» كتالوج المهرجان «الأفلام دائماً تشبه الأحلام والأحلام تصبح حقيقة».. ولا أستطيع أن أعرف ما الذي تفكر فيه اللجنة ولكنني أحاول أن ألتقط الجوائز وكأنني أفكر بصوت مسموع مع أعضاء اللجنة، وهكذا سوف أنحاز إلي الفيلم البريطاني «عام آخر» للمخرج «مايك لي» أتصوره الفيلم الأقرب للجائزة الأولي «السعفة الذهبية» نظراً لتكامل عناصره علي مستوي السيناريو والإخراج وأداء الممثلين.. بينما الجائزة الكبري للمهرجان فسيحصل عليها الفيلم الفرنسي «آلهة وبشر» للمخرج «زافير بيفوا».. والفيلم يتناول واقعة حقيقية حدثت في مطلع التسعينيات بالجزائر عندما قتل ستة من الرهبان المسيحيين كانوا يعيشون في وئام علي أرض الجزائر مع المسلمين وكان الرهبان ينتقلون من الدير ليشاركوا المسلمين الجزائريين حياتهم ويتعاونوا معهم، والغريب أن قوات الجيش النظامي الجزائري أثناء مطاردتهم للإرهابيين الذين اختطفوا الرهبان هم الذين قتلوهم. جائزة التمثيل النسائي مرشحة لها «جولييت بينوش» الفرنسية عن فيلم «نسخة أصيلة» للمخرج «عباس كيروستامي»، حيث إنها انتقلت في هذا الفيلم بتلك الشخصية التي أدتها من التعبير عن الكذب إلي تصديق الكذب، فهي تعيش كذبة اخترعتها إلا أنها تنقل للآخرين الصدق الذي غلف هذه الكذبة فصارت تعيشها وكأنها الحقيقة بعينها.. خيط رفيع جداً نجحت فيه جولييت بيونش وأتصور أن لجنة التحكيم- والتي تضم أربعة ممثلين- سوف تتوقف كثيراً أمام صعوبة الدور وأيضاً أمام هذا السحر الذي قدمت به «جولييت بينوش» دورها.. ومن الممكن أن تنافسها الممثلة الكورية يان جانغي بطلة فيلم «شعر» وهو الفيلم الكوري الثاني الذي يمثل كوريا الجنوبية بعد فيلم «الخادمة»، وقد سبق للممثلة نفسها أداء دور مساعد فيهما. جائزة أحسن ممثل يتنافس عليها «خافيير باراديم» بطل الفيلم المكسيكي «جميل»، حيث إنه يؤدي دور أب تقترب أيامه الأخيرة، وهو يسعي لتحقيق أموال بطرق غير شرعية.. الشخصية تتعاطف معها بكل تفاصيلها حتي خروجه علي القانون تبرره، فهو يريد توفير حياة آمنة ولو لمدة عام واحد لأبنائه بعد رحيله. سبق ل «خافيير» الحصول علي جائزة ممثل مساعد في «الأوسكار» قبل عامين عن فيلمه «لا وطن للعجائز»، وينافس علي تلك الجائزة الممثل التشادي «يوسف دي جارو» عن فيلم «صرخة رجل» إخراج محمد صالح هارون، هذا الممثل يعبر بالصمت عن الصراخ، عيناه تنطق بصوت عال وهي تحمل أحزانه، فهو الأب الذي يفقد ابنه وقبلها يفقد وظيفته ورغم ذلك يكتم مشاعره.. إنها المرة الأولي التي تشارك فيها دولة تشاد في المهرجان ولأول مرة أيضاً توضع علي خريطة العالم سينمائياً، وهو فيلم به من البساطة والتلقائية ما أدي إلي أن أغلب المجلات السينمائية المصاحبة للمهرجان تشيد به وبمخرجه «محمد صالح هارون».. ويؤكد أن الأفلام تصنع بالقليل من الأموال والكثير من المشاعر. جائزة الكاميرا عن دور «الكاميرا الذهبية» التي تمنح للعمل الأول مرشح لها الفيلم الأوكراني وعنوانه «مرحي» من المرح، وهو أول فيلم لمخرجه وأيضاً من المرات القليلة التي تشارك فيها أوكرانيا في مهرجان عالمي، وهو من أفلام الطريق، أي تلك التي تعتمد علي أشخاص يقابلهم سائق أثناء توجهه إلي هدفه، حافظ المخرج علي الجو العام لفيلمه وبإيقاع لاهث تابعنا الأحداث.. السيناريو أيضاً مرشح له فيلم «مايك لي»، «العام التالي» وهو أيضاً كاتب السيناريو، ويبقي علي الجانب الآخر تلك الأفلام التي خذلتنا بتواضع مستواها برغم أنه قد صاحبها الكثير من التوقع، لكن الشاشة كانت تنضح بشيء آخر مثل المخرج الياباني الشهير «تاكيشي كيتانو» الذي راهن الكثيرون قبل عرض فيلمه «انتهاك» علي أن «السعفة الذهبية» تنتظره ثم جاء الفيلم ليحتل مكانة «الأسوأ» بمفرده وعن جدارة، وبالطبع لا توجد في مهرجان «كان» جمعية تمنح جائزة «الأسوأ» مثل مسابقة «الأوسكار» التي تتوافق معها جمعية صحفية تمنح جائزة «التوتة المعطوبة» للأسوأ إلا أنه يستحقها، ونسأل لماذا وافقت إدارة المهرجان علي أن يعرض هذا الفيلم داخل المسابقة الرسمية؟.. وعلينا أن ننتظر مساء اليوم لنعرف بالضبط ما الذي يعلنه «تيم بيرتون».