نفوذ الجماعات الإسلامية المتطرفة أضاف بُعدًا خطيرًا على الصراع فى سوريا المعقد أساسًا بفعل الأجندات الإقليمية المتضاربة إزاء القتال بين نظام الرئيس بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة، المستمر منذ ما يقرب من 3 سنوات، والذى خلف إلى الآن عشرات الآلاف من الضحايا ونزوح الملايين. الولاياتالمتحدة تبدو مغلولة اليد فى سوريا بسبب نمو نفوذ القاعدة تحديدًا، وهو ما دفعها إلى تجميد تقديم مساعدات للجيش الحر فى مناطق شمال سوريا، رغم أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، صرّح فى مقابلة مع شبكة «إن بى سى» الأمريكية، بأن حكومته تأمل فى معاودة المساعدات «غير الفتاكة» للمعارضة السورية «فى أسرع وقت ممكن» بعد التأكد من حماية المخازن التى تحتوى عليها. لكن كيرى أبدى قلقه من الاقتتال بين قوى المعارضة، معترفًا بتزايد نفوذ تنظيم «القاعدة». ورأى أن وقوع المخازن فى أيدى تنظيمات متطرفة يعود إلى الاقتتال بين الفصائل المعارضة، مضيفًا «هذا جزء من طبيعة الوحش الذى أطلقه بشار الأسد الذى من المرجح أنه يتولى تغذيته لأنه يريد أن يلعب ورقة الادعاء أنه البديل الأفضل من هؤلاء المتطرفين، وهناك بعض المؤشرات لتأجيجه ذلك». غير أنه أضاف «المشكلة أن هناك عناصر إسلامية متطرفة» مثل «جبهة النصرة التى هى عمليًّا تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) وهى تنظيم عنيف جدًّا مشابه للقاعدة، وهناك تنظيمات أخرى، مثل أحرار الشام وهى متطرفة جدًّا، وهناك الآن ائتلاف جديد اسمه الجبهة الإسلامية».
وقال كيرى إن المساعى مستمرة لعقد مؤتمر «جنيف 2» فى النصف الثانى من الشهر المقبل، والذى ستدعى إليه 30 دولة، مؤكدًا استمرار واشنطن وموسكو فى عقد المؤتمر، وأعرب عن ارتياحه لأن خطر استخدام الأسلحة الكيماوية لم يعد حاضرًا. يأتى هذا بينما نفت «الجبهة الإسلامية» التى تضم سبعة تشكيلات سورية مسلحة، أن تكون قد شاركت فى اجتماع جمع بين مسؤولين فى الإدارة الأمريكية وآخرين من قيادة أركان الجيش السورى الحر، فى إسطنبول. وهذا التطور يأتى فى أعقاب أنباء تحدثت قبل أيام عن اجتماع رئيس هيئة الأركان التابعة للجيش السورى الحر سليم إدريس، مع قيادات فى الجبهة الإسلامية، بالإضافة إلى السفير الأمريكى السابق فى سوريا روبرت فورد، إلا أن الجيش الحر لم يؤكد أو ينفى النبأ، كمان أن أيًّا من المسؤولين الأمريكيين لم يعلّق على الخبر.
وقد تمكّنت الجبهة من السيطرة على مواقع ومخازن للأسلحة تابعة للجيش السورى الحر عند معبر باب الهوى الحدودى شمال سوريا، على الحدود مع تركيا، عقب معارك قتل فيها عدد من المسلحين.
وأطلقت الأممالمتحدة أمس «الإثنين»، حملة تتضمن أكبر نداء إنسانى على الإطلاق لإغاثة الشعب السورى، ويستهدف النداء جمع معونات من المقرر أن يوجّه معظمها إلى ملايين المتضررين من الحرب الأهلية فى سوريا. وميدانيًّا، قال المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن 37 شخصًا على الأقل بينهم 16 طفلًا قتلوا فى الغارات التى شنتها قوات الأسد «الأحد» الماضى، على مناطق خاضعة للمعارضة فى حلب، بينما تحدثت مصادر مقربة من الحكومة السورية عن مجازر ارتكبتها الجماعات الإسلامية المسلحة فى عدرا العمّالية (شمال شرق دمشق) التى تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش السورى ومقاتلى المعارضة.