«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سامح عيد يكتب: رسائل البنا التكفيرية «الحلقة الثانية»
نشر في الدستور الأصلي يوم 10 - 12 - 2013

رسائل البنا تقنع كل إخوانى أن الشهادة فى انتظاره لأنه يحارب أعداء الله الذين يقفون حائلاً دون نشر دينه

البنا أنشأ تنظيمًا خاصًّا ارتكب أبشع أنواع العنف ويدعى أنه وأعضاء جماعته يحملون القرآن فى يمينهم والسنة فى يسارهم

انتقد البنا تجارب البشرية كلها وقال «الإسلام هو الحل» كالقومية والرأسمالية والاشتراكية وغيرها.. وهرب من التفصيل وانتهى أجله ولم يفصّل لنا شيئا

تحت عنوان: «نحن والسياسة» كتب حسن البنا:

«يا قومنا.. إننا نناديكم والقرآن فى يميننا والسنة فى شمالنا، وعمل السلف الصالح من أبناء هذه الأمة قدوتنا، وندعوكم إلى الإسلام وتعاليم الإسلام وأحكام الإسلام وهدْى الإسلام».

هو يبدأ بنحن، فهو يتحدث عن نفسه وعن جماعته، وأنه وجماعته، ينادونهم، وهم القرآن والسنة وعمل السلف الصالح، وهم دعوة الإسلام وتعاليم الإسلام وأحكام الإسلام وهدى الإسلام، وهو يدعو المسلمين إلى الإسلام!! ولا ننسى أن حسن البنا شارك فى العمل السياسى، أى شارك فى المنافسة السياسية مع القادة السياسيين وأنشأ تنظيما خاصا ارتكب أبشع أنواع العنف، ورغم ذلك فهو يتترس بالقرآن والسنة والعمل الصالح، فأى براءة فى الأقوال وأى شر فى الإفعال، أم أن هذه الأقوال المقصود بها تخدير الأتباع والمريدين، لا المقصود بها الآخرين من المجتمع، لأن الفطرة البشرية تدعو دائما الفرد إلى رؤية الأفعال لا الأقوال، فمن الممكن أن يتحدث واعظ عن البذل والعطاء مئة خطبة، ولكن آخر لم يقل كلمة واضحة، ولكنه بذل بشكل عملى على الأرض فى موقف يحتاج إلى هذا، فمن المؤكد أن الناس سيحكمون على الأفعال لا الأقوال بواقع الفطرة والتجربة.

تحت عنوان «قوميتنا وعلى أى أساس ترتكز»:

أيها الأخ:

لاحظ بداية القول فهذا كلام ليس للآخر، ولكنه يحدّث أتباعه وبدأها بأيها الأخ.

استدعى كثيرا من الآيات القرآنية فى هذا المقطع وهو يتحدث عن نفسه وجماعته.

«الله ولى الذين آمنوا».

«ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز» (الحج).

«الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور» (البقرة).

«بل الله مولاكم وهو خير الناصرين» (آل عمران).

«إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» (المائدة).

«إن وليى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين» (الأعراف).

«قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» (التوبة).

«ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون» (يونس).

«ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم» (محمد).

«ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون» (المنافقون).

عشر آيات قرآنية فى مقطع من صفحة واحدة وهو يحدث إخوانه وجماعته كلها عن المؤمنين الأوائل من الصحابة، وأن الله وليهم وأن لهم العزة، تخيل معى تلك الجموع الهائمة التى تستمع لحسن البنا وهو يقول تلك الآيات، وربما يكون يرتلها بشكل مؤثر لتخرج من هذه الحالة وأنت مغمض العينين تحت تأثير المخدر متقمص شخصية عمر وأبو بكر وعلى، وأن الآخر الذى يقف أمامك ويعوقك هو أبو جهل وأبو لهب وعتبة ابن ربيعة، ليختزن قلبك بالكراهية والاستعداد للانتقام من هؤلاء الذين يقفون فى طريق الدعوة أو بمعنى آخر يقفون فى طريق الإسلام الذى تمثله أنت، فهو قد أتى بكل الآيات التى تستدعى معية الله، وأن الله مولاكم وهو مولى الذين آمنوا، وأنه يتولى الصالحين، بل الله مولاكم وهو خير الناصرين، ربنا معانا يا إخوة وهو ناصرنا وهو مولانا، لأنه مولى الصالحين، هكذا يسرب لأتباعه الأحادية، وما أشبهها بقول اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه، وليس علينا فى الأميين سبيل.

تحت عنوان «أعظم مصادر القوة»:

«وفى النسبة إلى الحق تبارك وتعالى معنى آخر يدركه من التحق بهذه النسبة (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) (آل عمران).

ولأمر ما كان الواحد من أولئك القلائل المؤمنين بالله وثقته وتأييده يقف أمام الجحفل اللجب والجيش اللهام، فلا يرهب صولته ولا يخشى أذاه لأنه لا يخشى أحدا إلا الله، وأى شىء أعظم من تلك القوة التى تنسكب فى قلب الرجل المؤمن حين يجيش صدره بقول الله تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)

فمن للعالم بأن يجتمع بقوة حول راية الله».

حسن البنا يحدّث مدنيين لا عسكريين، ويقول إن الناس قد جمعوا لكم ويتحدث عن النصر والوقوف أمام الجحفل اللجب والجيش الهمام، أنا أقرأ هذا الكلام وفى ذهنى الحاليون من الإخوان المسلمين لا السابقون، خصوصا أنهم يدرسون تلك الرسائل، بل ويحفظها بعضهم ويُسمِّعها فى اختبارات إخوانية، ويستشعر أنه منتسب إلى الله تعالى، وأنه لا يخشى الناس الذين جمعوا له، وربما يعتقد فى داخله أن هؤلاء الناس هم الدولة والمجتمع الذى يقف فى طريق دعوته، وأن الله سينصره لأنه منتسب إليه، وأنه يكتسب القوة من الله، عندها أستطيع تفسير ما يحدث الآن على الأرض، وحالات أشبه بالانتحار، ولمَ لا والشهادة فى انتظاره وهو يحارب أعداء الله الذين يقفون حائلاً دون نشر دينه، وأنه يقف تحت راية الله، إنها ليست وجهة نظر ولا رأى إنها راية الله؟! وهو يتحدث عن الانتساب إلى الله ولا يدرك هذا الانتساب إلا من التحق به، فهو يجزم أنه وأتباعه التحقوا بهذا الانتساب، سامح الله حسن البنا وغفر له إن كان مخلصًا فى ما يقول.

تحت عنوان «أحلام الأمس حقائق اليوم»:

«وأصارحكم بأن عقيدة الإخوان المسلمين يحيون بها ويأملون الخير فيها ويموتون عليها، ويرون فيها كل ما تصبو إليه نفوسهم من متعة وجمال وإسعاد وحق (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) (الحديد).. أيها الإخوان.. إذا اتفقتم معنا على هذا الأساس فاعلموا أن انتسابكم إلى الله تبارك وتعالى يفرض عليكم أن تقدروا المهمة التى ألقاها على عاتقكم، وتنشطوا للعمل لها والتضحية فى سبيلها، فهل أنتم فاعلون؟».

عقيدة الإخوان المسلمين، لاحظ كلمة عقيدة واستدعاء الآية تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، والفاسقون الذين لم تخشع قلوبهم ويستمعوا إلى الحق، وأن الإخوان وهو يخاطبهم «اعلموا أن انتسابكم إلى الله وهو يفرض عليكم»، فهو يتحدث هنا باسم الله بالنشاط والعمل والتضحية، وهو فريضة من الله وينهيها فهل أنتم فاعلون؟ فى صيغة سؤال من المؤكد فى تلك الحالة أن يصيح المستمعون المغيبون نعم فاعلون. نعم فاعلون. نعم فاعلون، ولو أمرهم الإمام بأى شىء بعدها حتى ولو كان القتل والتخريب فإنهم سيستمعون وينفذون لأنهم تحت راية الله وينتسبون إلى الله، وهذا فرض الله عليهم، وهو يستدعى آية قرآنية عظيمة فى موقع خطير، وما نزل من الحق، وكلمة الذين أوتوا الكتاب، فهو يتقمص شخص النبى الذى أوتى الكتاب ونزل عليه الحق، ربما أكون مبالغا ولكن استدعاء الآية وهو يتحدث عن عقيدة الإخوان المسلمين من الخطورة بمكان.

تحت عنوان «حق الإنسانية.. يتحدث عن المسلمين»:

«ثم أمرهم بعد ذلك أن يجاهدوا فى الله حق جهاده بنشر هذه الدعوة وتعميمها بين الناس بالحجة والبرهان، فإن أبوا إلا العسف والجور والتمرد فبالسيف والسنان:

والناس إن ظلموا البرهان واعتسفوا فالحرب أجدى على الدنيا من السلم».

نريد أن يعلم القارئ أن المختمر فى ضمير أعضاء الإخوان حالة من التطابق بين دعوته أو جماعته والدعوة الأولى إلى الإسلام، فمنذ جاء حسن البنا وسمى مذكراته بالدعوة والداعية، وأن دعوته هى الدعوة إلى الإسلام، ويتحدث عن عقيدة الإخوان المسلمين وإسلام الإخوان المسلمين وتحكيم القرآن، وقد اختمر فى ضمير المريد أن دعوته وجماعته هى دعوة الإسلام، وبالتبعية من يقف حائلاً دونها فهو يقف ضد الإسلام ذاته، ولذلك فالإمام يحدثهم فى تلك الفقرة عن الجهاد، وأن معهم الحجة والبرهان، ومن يتمرد عليهم فبالسيف والسنان، واستدعى بيت الشعر فمعهم البرهان والحجة والآخر ظالم ومعتسف والحرب معه أجدى من السلم، وهذا كله تحت عنوان حق الإنسانية، السيف والسنان والحرب، تحت عنوان حق الإنسانية؟! ثم تسألون بعد هذا عن الكراهية والتطرف، ونسمع من يقول إن الإخوان الحاليين انحرفوا عن طريق حسن البنا إلا إذا كان يقصد أن بعض الحاليين أقل كراهية وأقل تطرفا من حسن البنا، ربما من هذا المنطلق أنا أؤكد أن بعض الإخوان الحاليين وليس جميعهم قد انحرفوا فعلاً عن طريق حسن البنا.

تحت عنوان «استعمار الأستاذية والإصلاح»:

يتحدث عن الجهاد فى سبيل الدعوة وأن الناس أمامهم إحدى ثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) (التوبة)، وأن الله أمرهم أن يجاهدوا فى سبيله (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) (الأنفال).

ويحدث الإخوان أن العبادة ليست كافية..

«لا لا أيها الإخوان، القرآن بينكم يناديكم بوضوح وجلاء: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون) (الحجرات).

(إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد فى سبيل الله، أدخل الله تعالى عليهم ذلاًّ، لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم)».

الحديث عن الجهاد أمر حقيقى موجود بالقرآن والسنة، ولكن المشكلة هنا جهاد مَن؟ هل جهاد المستعمر فى هذا الوقت أم جهاد ضد المختلفين معك سياسيا من أقرانك من المسلمين؟ والتبرع بالأموال لمَن؟! هل للجماعة أم للدولة؟ لاحظوا عقوبة من يضن بأمواله على الجماعة أدخل الله عليهم ذلاًّ، الذى يضن بدفع الاشتراك المالى وهو 8٪ من دخله الشهرى! مصيره الذل ولن يرفع عنه حتى يراجع دينه! وبالنسبة إلى قضية الجهاد بالنفس، وإذا كان الإخوان الآن يدرسون هذا الكلام فعلى من سيسقطونه، من المؤكد أنهم سيسقطونه على المؤسسة العسكرية والشرطة وربما والشعب أيضا الذى يقف فى طريق دعوتهم، والذى أخرج مندوبهم فى الرئاسة من القصر وأودعه السجن.

تحت عنوان «المنهاج واضح»:

«فالعالمية والقومية والاشتراكية والرأسمالية والبلشفية والحرب وتوزيع الثروة والصلة بين المنتج والمستهلك، وما يمت بصلة قريبة أو بعيدة إلى هذه البحوث التى تشغل بال ساسة الأمم وفلاسفة الاجتماع، كل هذه نعتقد أن الإسلام خاض فى لبها، ووضع للعالم النظم التى تكفل له الانتفاع بما فيها من محاسن، وتجنب ما تستتبعه من خطر وويلات. وليس ذلك مقام تفصيل هذا المقال، فإنما نقول ما نعتقد ونبين للناس ما ندعوهم إليه، ولنا بعد ذلك جولات نفصل فيها ما نقوله، فخير للأمم التى تريد النهوض أن تسلك إليه أقصر الطرق باتباعها أحكام الإسلام».

بمنتهى البساطة أنهى تجارب البشرية كلها، وقال «الإسلام هو الحل» وهرب من التفصيل، وقال إنه سيكون له جولات يفصل فيها ما يقول وانتهى أجله ولم يفصل لنا، ليأتى هذا العصر ويصل أتباعه إلى الحكم بمشروع النهضة، أو بالإسلام هو الحل لنجد فشلاً ذريعًا، مع العلم أن الحضارة التى بناها المسلمون وحتى التشريعات التى صنعوها فى تاريخهم الطويل كانت نتاجا بشريا بمقتضى التجرية والاستفادة من الحضارات والإمبراطوربات التى عاصرتهم والكتب التى ترجموها أحيانا، فالقرآن لا يفصل فى مثل هذه الأمور، ولكنه يتحدث عن الكليات عن العدالة والحرية والتعايش والسلام أو ما يسمى بالمقاصد العليا للشريعة، والبشر من يجربون ويدرسون ويتعلمون ويتفقهون حتى يحققوا تلك القيم الكلية والمقاصد العليا، ومن الممكن أن يصيبوا وأن يخفقوا، فيجوِّدوا إصابتهم ويعالجوا إخفاقاتهم، وإلا فما معنى الاستخلاف فى الأرض، إذا كانت الروشتة التفصيلية موجودة، ولكن الإمام البنا أراد أن يعزل مريديه عن تلك المؤثرات الخارجية بكلمة تحتمل على معانى الإرهاب الفكرى، إنها الإسلام، ولذلك كان معظم أتباعه من العوام، أما الجامعيون فى هذ الوقت كانوا يتبعون الأحزاب وينتمون إلى الأفكار وينظِّرون لها، ومنهم من ينقدها على علم فيستفيد منها ويأخذ ما يفيد مجتمعنا، وينقد ما لا يتناسب مع مجتمعنا، وكان هناك فلاسفة كبار فى هذا العصر مثل زكى نجيب محمود والعقاد وعبد الرحمن بدوى وغيرهم كثر، وهناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام «الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أولى بها»، وعندما جاء الحديث عن حلف الفضول الذى كان فى الجاهلية قبل مجىء الرسول عليه الصلاة والسلم، قال فى ما معناه لو شهدته لأمَّنت عليه، لأنه كان اتفاقا أخلاقيا بنصرة المظلوم، والوقوف بجانب الضعيف، فالأخلاق والحكمة ليست حكرًا علينا، وتراكم التجربة البشرية مهم، ومن الممكن أن تسبقنا شعوب إلى الاقتراب من العدالة، بل هى سبقتنا فعلاً من قرنين من الزمن، ولم نستطع أن نلحق بها حتى الآن، حيث توجد هناك كفالة للمسنين، بل وللأيتام، وتأمين صحى حقيقى، وبدل بطالة للعاطلين، وحقوق إنسان معتبرة، ولا أنسى أن حكى لى أحد العراقيين فى أثناء الحصار الاقتصادى على العراق، كانت تأتى سيارة من السفارة خصيصا، لجيرانهم لأن ابنهم اكتسب الجنسية الأمريكية لمولده هناك كما يقره القانون الأمريكى، فكانوا يأتون له بحليب الأطفال والفيتامينات وكذلك انتظام الكشف الطبى والرعاية الصحية، وبعض المقويات لوالدته لمجرد أنها ترضع رضيعها الأمريكى، لمجرد اكتسابه الجنسية وما تستتبعه من حقوق، حتى ولو فى بلد ليس بلدهم الأصلى، رغم تحفظنا على انتهاكهم لحقوق الآخرين وإهدارها، ولكننا نستطيع أن نستخلص الخير فى حضارتهم ونسعى لتطبيقه عندنا، خصوصا التأمين الصحى والتعليمى الجيد، والحقوق الإنسانية أمام جهات التحقيق، والمساواة أمام القانون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.