الفوز بالبطولة يصنع أسماء المدربين، ودائماً ما يغفل التاريخ أسماء المدربين الذين لم يحققوا البطولات مع أنديتهم في البطولات المختلفة لذلك يستحق حسام البدري المدير الفني للأهلي أن يسجل اسمه بحروف من نور في سجلات التاريخ بحصوله مع الأهلي علي لقب الدوري هذا الموسم وهو السادس علي التوالي وال35 في تاريخ المسابقة، واستحق البدري أن يتم اختياره كأفضل مدير فني هذا الموسم، لأنه قاد الأهلي للحصول علي بطولته المفضلة في ظل الظروف الصعبة التي واجهت الفريق هذا الموسم، والبداية عندما تخلي البرتغالي نيلو فينجادا عن الفريق في بداية الموسم، ورفض قيادة الفريق خلفاً لمواطنه جوزيه، فما كان من إدارة الأهلي إلا تصعيد البدري من منصب المدرب العام ليتولي قيادة الفريق في سنة أولي كمدير فني، وراهن الجميع علي فشل البدري إلا أن المدرب الشاب رغم أنه في سن الخمسين، كان له رأي آخر ونجح في الاختبار وباقتدار شديد وأنهي الموسم كبطل قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء الدوري، وواجهت البدري صعوبات كثيرة منها سقوط أبرز لاعبيه فريسة للإصابات، فما كان منه إلا الاعتماد علي الشباب وظهر علي يديه نجوم جدد بعدما استنزف جوزيه النجوم الكبار، وغير أسلوب اللعب واعتمد علي طريقة 4/4/2 ونجح في تطبيقها إلي حد ما وجاء تجديد إدارة الأهلي لعقده موسماً آخر كاعتراف منها بنجاح البدري. فيما يعد حسام حسن المدير الفني للزمالك أبرز المدربين في الدوري لأن العميد انتشل الزمالك صاحب الجماهيرية العريضة من منطقة المنافسة علي الهبوط إلي دائرة الصراع علي اللقب، واستطاع ترميم الفريق والذي اجتهد سابقوه علي هدمه وعادت مع حسام الأحلام والتفاؤل بمستقبل البيت الأبيض، وبعدما كانت الجماهير تتمني وجود فريقها في المربع الذهبي أصبحت تطالب العميد بالبطولات التي غابت عن الفريق منذ أن كان حسام حسن لاعباً ضمن صفوف الفريق، باستثناء بطولة كأس مصر في الموسم قبل الماضي، وأصبح الزمالك علي يد العميد من فريق لا يرغب معظم اللاعبين في اللعب له إلي فريق يتمني كل لاعب تمثيله والمشاركة معه في البطولات المختلفة، لذلك فالبطولات باتت علي أعتاب القلعة البيضاء. ويستحق طلعت يوسف المدير الفني للشرطة وطارق العشري المدير الفني للحرس كل التحية والتقدير، فيوسف لا يذهب إلي تدريب أي فريق إلا وتشعر معه بالفارق، فطلائع الجيش قدم أقوي العروض والنتائج علي يديه قبل رحيله والشرطة ظل في الممتاز الموسم الماضي، دون الحاجة للمنافسة علي الهبوط وبعد نهاية هذا الموسم كان في المركز الخامس بفارق المواجهات المباشرة مع بتروجت وكان ذلك ثمرة عمل الخلوق طلعت يوسف، أما طارق العشري هذا المدرب الشاب فواصل تألقه مع حرس الحدود رغم إنهاء الحرس المسابقة في المركز السادس، فالعشري استطاع التغلب علي جميع المشاكل التي واجهت الفريق هذا الموسم والتي من أبرزها رحيل عدد كبير من اللاعبين أمثال وليم منساه وهاني سعيد وعبدالسلام نجاح وأخيراً أحمد عاصم، فضلاً عن دخول عدد كبير من الأندية في مفاوضات مباشرة مع نجوم الفريق، مما أثر في أداء الفريق في الدور الأول ولأن العشري مثل باقي المدربين يبحث عن النجاح استطاع قيادة الفريق من عثرته ومن المنافسة علي الهبوط إلي احتلال مركز متقدم في جدول المسابقة، كل ذلك دفع إدارة الحرس لإعلان التمسك بالعشري. فيما لم يقدم مختار مختار المدير الفني لبتروجت جديداً هذا الموسم واستنفد مختار كل رصيده الفني مع الفريق البترولي، وأصبح رحيله هذا الموسم أمراً طبيعياً لأن المدير الفني لا يوجد لديه الجديد لتقديمه ويجب عليه خوض التجربة في فريق آخر، فمختار دخل في مشاكل عديدة مع نجوم الفريق، وقاد الفريق للسقوط في الكونفيدرالية، وتبخرت كل الوعود والأماني التي كان يطل بها مختار علينا كل موسم في أن بتروجت سينافس بقوة علي البطولات هذا الموسم. وكان يمكن لطارق يحيي المدير الفني للإنتاج الحربي صناعة مجد شخصي له ولفريقه، فبعد البداية القوية للفريق الصاعد علي يديه حتي إن الجميع ذهب بعيداً ولقب الإنتاج بالحصان الأسود للبطولة، إلا أن الحصان مع طارق يحيي بدأ في التعب وتراجعت نتائجه في المباريات الأخيرة بعدما تفرغ يحيي للتحليل في القنوات الفضائية، بالإضافة إلي تفكيره في العروض الكثيرة التي تلقاها في الفترة الأخيرة وبدلاً من إنهاء الإنتاج الدوري في المربع الذهبي اكتفي بالمركز السابع. ولا يختلف اثنان علي كون فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش واحد من أفضل المحللين علي القنوات الفضائية، ولكن يبدو عليه أنه ينسي النصائح التي يقدمها للأندية من خلال تحليلاته عندما يقوم بقيادة الطلائع في المباريات المختلفة، مما أدي إلي تراجع الفريق هذا الموسم، خاصة في الدور الثاني حتي إن الفريق حقق الفوز علي المقاولون العرب وبتروجت في الدور الثاني، رغم أن الطلائع يملك إدارة محترمة ولاعبين علي أعلي مستوي فمتي يعود الطلائع لدائرة الكبار في المربع الذهبي بعدما كان منافساً قوياً علي البطولات، خاصة البطولة العربية. وكاد المصري البورسعيدي أن يهبط مع بوكير لولا تدخل محمد حلمي في الوقت الأخير، ولم يقدم البلغاري مالدينوف ما يشفع له في إنبي حتي الآن، ولم تظهر له أي بصمات واضحة مع الفريق. المدرب المحلي تفوق هذا الموسم علي الأجنبي، خاصة المدربين الشباب الذين فرضوا كلمتهم علي جدول ترتيب مسابقة الدوري، ولأول مرة منذ سنين كثيرة نري المدربين الشباب أمثال: البدري والعميد والعشري وقاسم ويوسف وسليمان أكثر من المدربين الكبار في السن إذ فرض هؤلاء الشباب أنفسهم كمدربين واعدين وكجيل آخر قادم وبقوة للنهوض بكرة القدم المصرية.