تشهد قرى نزلة عبيد والحوارتة ونزلة البدرمان أو كما أصبح يطلق عليها «قرى الفتنة الطائفية»، حالة من الهدوء الحذر والترقب بعد أن شهدت تلك القرى أياما عصيبة جراء الأحداث الطائفية التى شهدتها تلك القرى بسبب الخلاف على قطعة أرض أملاك دولة، وشائعة عن علاقية عاطفية بين مسيحى ومسلمة، أسفرت عن سقوط 5 قتلى وإصابة العشرات. مصدر أمنى رفيع المستوى بمديرية أمن المنيا، أكد ل«الدستور الأصلي» أن هناك مساعى حقيقية لإتمام التصالح بين مسلمى قرية الحوارتة وأقباط نزلة عبيد بمركز المنيا، وأضاف المصدر الأمنى أن المساعى تأتى بفضل قيام كبار العائلات من القريتين بإقناع أطراف المشكلة بالتصالح بينهم وتنازل كل منهما للآخر حتى تتم عملية التصالح.
فى ذات السياق، نظم أهالى قرية نزلة عبيد مسيرة داخل القرية تندد بالتباطؤ الأمنى وعدم الحماية الحقيقية لهم واكتفائهم بالوجود للفصل بين أهالى القريتين، ورددوا هتافات معادية للداخلية، وأكد بعض أهالى نزلة عبيد أن الأحداث أثرت سلبا على حركة الحياة لأغلب سكانها وخصوصا العاملين بالمصالح الحكومية والقطاع الخاص خارج القرية بسبب تغيبهم عن أعمالهم خوفا من الخروج خارج القرية وتربص أهالى قرية الحوارتة بهم، كما أكد الأهالى أنهم فوجئوا صباح اليوم بقطع خطوط الإنترنت الأرضية عن القرية بأكملها وذلك بسبب قيام شباب القرية بنشر فيديوهات تبين الوجود السلبى لقوات الأمن بالقرية.
الخوف الشديد من الخروج خارج القرية يعيشه أيضا أهالى قرية الحوارتة التى أكد سكانها أنهم يخشون الخروج خارج قريتهم والذهاب إلى أعمالهم بسبب حالة القلق الشديدة والتوتر بينهم وأهالى قرية نزلة عبيد.
وفى مركز ديرمواس جنوب محافظة المنيا يسيطر أيضا الهدوء الحذر على أهالى قرية نزلة البدرمان بعد أن شهدت مصادمات عنيفة بين أقباطها ومسلميها بسبب إشاعة حب بين شاب قبطى وفتاة مسلمة وأدت إلى مقتل مسلم وإصابة عدد آخر من الأهالى وحرق وتدمير عدد من المنازل.
وكان مدير أمن المنيا اللواء أسامة متولى كان قد تلقى إخطارا من العميد هشام حمدى مدير إدارة البحث الجنائى بتلقيه بلاغا من العميد حاتم حمدى مأمور مركز شرطة المنيا بوقوع مشاجرة بين الأقباط بقرية نزلة عبيد والمسلمين بقرية الحوارتة المجاورة بسبب نزاع على بناء منزل بقطعة أرض أملاك دولة تقع على أطراف القرية الثانية وقيام مواطن مسيحى باستغلال المساحة لصالحه دون رغبة الأهالى ونتج عن المشاجرة وقوع 4 قتلى سعاد حجاز ومحمد شحاتة من أهالى الحوارتة وجرجس كامل حبيب عبد المسيح عياد فانوس من أهالى نزلة عبيد، بينما أصيب 16 آخرون منهم 12 مسيحيا و4 مسلمين.
كما تلقى مدير الأمن إخطارا آخر من مأمور مركز ديرمواس بتلقيه بلاغا بوقوع مشاجرة بين المسلمين والأقباط بقرية البدرمان، وأسفرت عن مقتل حمادة صابر عبد الله (39 سنة)، وإصابة كل من فوزى فايق (30 سنة)، وعمر محمد 25 سنة، وهانى صابر 30 سنة، ونصار عبد الجواد 31 سنة، وإبراهيم شحاتة 22 سنة، وناصر عبد البديع 40 سنة، كما تم إضرام النيران فى 3 منازل مملوكة لمسيحيين بالقرية، كما قام مجهولون بإلقاء الطفلة إيفون بشرى من أعلى منزلها مما أدى إلى إصابتها بإصابات بالغة بمناطق متفرقة بالجسم، وتبين أن سبب المشاجرة قيام أفراد العائلة المسلمة بالذهاب لمنازل العائلة المسيحية بزعم قيام أحد أبنائهم ويدعى مينا «ل. ج» بتحريض ابنتهم على الهرب معه للقاهرة «مكان إقامته»، واكتشافهم وجود علاقة عاطفية بينهما.