تجار المخدرات يحيطون بمدرسة المشير الجمسي والإدارات التعليمية لم تتخذ أي إجراء رغم تكرار الشكاوي والد أحد التلاميذ: البلطجية وتجار المخدرات ضربوا ابني وسرقوه أمام المدرسة والناظر دافع عنه فضربه أحد البلطجية الأمين العام ل«معلمون بلا نقابة»: الحكومة هي المتسببة في سوء أحوال المدارس والطلبة والمدرسين لأنها تختار وزراء فاشلين الزبالة تحيط بتلاميذ مدرسة طريق الحرية تعاني مدارس الإسكندرية التي لم يزورها د. أحمد زكي بدر، وزير التربية والتعليم، منذ توليه مسئولية الوزارة الإهمال والتسيب، في ظاهرة أصبحت لافتة للغاية، بعد أن أصبحت المدارس الحكومية بلا مرافق، ولا حمامات، ولا مقاعد، ولا فصول آدمية، ولا مدرسين لديهم رغبة في التعليم، أو طلبة لديهم الرغبة في التعلم. فمدرسة طاهر بك عزت الإعدادية التابعة لإدارة غرب التعليمية - علي سبيل المثال - جعلت من حماماتها خرابات شبه مهجورة، علي حد وصف الطلبة الذين أكدوا أن هناك مبني قديمًا آيلاً للسقوط بالمدرسة منذ فترة طويلة- ولم يرمم أو يتم إزالته قبل أن يقع علي رؤوسهم. أما مدرسة الوديان الثانوية بنين التابعة لإدارة غرب التعليمية، فقد اعتاد طلابها الهروب المخطط من المدرسة، واستحدثوا في سبيل ذلك فنونًا جديدة للهرب، وهناك معدات وأدوات يستخدمونها للقيام بهذه المهمة بنجاح من أول مرة، وهي صناديق القمامة، والصناديق والأكشاك في الشوارع المجاورة للمدرسة. ويحكي الحاج علي، أحد سكان المنازل المجاورة لسوق المدرسة، عن مسلسل الهروب المتكرر بقوله «بقالهم سنين بيهربوا من المدرسة، المدير يتغير وييجي غيره ويشد أسبوع عليهم بعد كده يرجعوا للهروب أكتر من الأول».. ويضيف «دخلنا المدرسة نشتكي من أفعالهم- كل يوم طوب وخناق وماحدش بيعمل أي حاجة، فلقينا المدير قاعد في مكتبه، والأمن بيجري علي أكل عيشه.. يبيع شاي وقهوة للمدرسين، والطلبة تهرب من فوق السور». وبرر الطلبة أسباب هروبهم قائلين «المدرسة أصبحت كالسجن.. الفصول أعدادها كبيرة، والمدرسين مش بيشرحوا، والكل معتمد علي الدروس الخصوصية، هنقعد نعمل إيه ف السجن دا؟!». وفي مدرسة المشير عبدالغني الجمسي التابعة لإدارة المنتزه التعليمية، تجد المسجلين خطر وتجار المخدرات يحيطون بالمدارس من كل جانب، دون اتخاذ أي إجراءات لحماية الطلاب منهم، رغم تعدد الوقائع التي وقعت فيها أضرار علي الطلبة من قبل هؤلاء المسجلين. يروي معتز - أحد طلاب المدرسة - مأساة مدرسته المحاصرة بأهالي العزبة من تجار المخدرات والمسجلين خطر فيقول «تجمع ثلاثة شباب علي أحد زملائنا، وحاولوا سرقة ما معه، فجري منهم ليحتمي في المدرسة، ورآه ناظر المدرسة وحاول مساعدته والدفاع عنه، فقام أحد الشباب بضرب الناظر علي رأسه وأصابه بجرح في رأسه -حوالي أربع غرز- وتحرر محضر بذلك في قسم الشرطة». من جانبه، قال حسن العيسوي - مدير مدرسة ببرج العرب، والأمين العام والمتحدث الرسمي لحركة معلمون بلا نقابة - إن نصيب التعليم من الموازنة العامة يبلغ 40 مليون جنيه، بينما تبلغ مخصصات أحد بنود رئاسة الجمهورية ثلاثين مليون جنيه، وبالتالي فإن الحكومة لم تعط التعليم نصيبه الذي يستحقه من الموازنة وعطلت مسيرة تطوره نظرا لضيق الإمكانات المخصصة له». وتحدث العيسوي عن أحوال المدرسين مؤكدا أن المدرس الآن يتقاضي راتبًا متدنيا بالنسبة لواقع الحياة التي نعيشها في مصر، وبالتالي فإن المدرس يضطر إلي العمل في أي نشاط تجاري آخر، إن لم يلجأ للدروس الخصوصية، وهو ما أفقد مهنة التعليم بريقها واحترامها في مصر. وأضاف: «في المدرسة التي أعمل مديرا لها أكثر من 11 معلما لا يزيد راتبهم علي 140 جنيهًا، فكيف للمعلم أن يؤدي رسالته وهو لا يقدر من قبل الحكومة؟!». ورأي العيسوي أن من أهم العوامل التي نتجت عنها الفوضي والإهمال الذي نشاهده كل يوم في المدارس اختفاء أو انخفاض مثالية التعليم والمعلم المثالي وظهور نموذج جديد يسعي وراء المال، وهو «المعلم التجاري» علي حد وصفه، وقال العيسوي إن هذا النوع من المعلمين لا يهتم بما يؤديه من رسالة ولكن يهتم بما يتقاضي وما سيتقاضاه إذا أعطي درسًا خصوصيًا للطلاب في وقت عمله بالمدرسة. وعن معاناة الطلبة داخل الفصول يقول العيسوي: «هناك مدارس يتعدي طلابها الخمسين والستين طالبا في الفصل الواحد، لذا يلجأ بعض الطلبة إلي الجلوس أحيانا علي الأرض، فكيف نجعل العلاقة بين الطالب والمدرسة بالإيجاب إذا كانت الحكومة لا توفر له أقل حقوقه بتوفير مكان يجلس فيه؟ واتهم العيسوي الحكومة بأنها السبب فيما تعانيه المدارس والطلبة والمدرسون لأنها فشلت في اختيار وزرائها، وقال إن جميع الوزراء الذين تتابعوا عليها غير جديرين بقيادة مسيرة التعليم في مصر، وقال إن وزير التعليم يجب أن يكون رجلا من التربية والتعليم حتي يكون ملما بكل نواحي وجوانب مشكلات التعليم، وقادرا علي أن يعمل علي إصلاحها، وأضاف «لا يمكن لأي إنسان لا يعيش داخل منظومة التعليم أن يصلحها».