انتقادات حادة ومتنوعة حملتها خطب الجمعة الأولي في العام الجديد، علي خلفية أحداث العام المنصرم، وكان للحكومة المصرية النسبة الأكبر من هذه الانتقادات بسبب الجدار الفولاذي العازل، الذي وصفه إمام مسجد في المنصورة ب «العقاب الجماعي للفلسطينيين»، فيما وجه إمام مسجد بالفيوم انتقادات حادة لرجال الأعمال متهماً إياهم باستفزاز الشعب المصري والسفه في إنفاق الأموال تحت أقدام الفنانات والأميرات السعوديات، في إشارة إلي القضية التي كان طرفاها رجل أعمال مصري وأميرة سعودية، والتي أكد إمام المسجد أن رجل الأعمال أنفق علي الأميرة السعودية 50 مليون جنيه، في الوقت الذي لا يجد فيه بعض المصريين الخبز.. ووجه إمام مسجد بلال بن رباح بالفيوم، انتقاداً للحكومة متهماً إياها بعدم التنظيم والتخبط، مشيراً إلي إنفاق الأموال علي الشوارع ثم تكسيرها بعد ذلك، ووصف ذلك ب «إهدار المال العام». وهاجم إمام مسجد أبوبكر الصديق بمدينة المنصورة جميع رؤساء الدول العربية والإسلامية لتخاذلهم أمام بناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة، وأكد أن الجدار الفولاذي عقاب جماعي للفلسطينيين، وتعجب الشيخ من إقامة الجدار الفولاذي ليمنع عن الفلسطينيين الماء والمأكل والملبس. وأشار إلي سر قضية الأسير الإسرائيلي «شاليط» والذي وصفه بالكلب والكلاب تجري وراءه في إشارة إلي الصهاينة الذين يحافظون علي أبنائهم، في حين يقوم المسلمون بقتل أبنائهم وإخوانهم في غزة وفلسطين. وتطرق إمام المسجد إلي الوضع الداخلي في مصر بإشارته إلي انتشار البلطجة في كل شيء داخل مصر وآخرها البلطجة داخل مجلس الشعب بعد تبادل السباب والشتائم بين الأعضاء تحت قبة المجلس. وأشار خطيب مسجد «الرحمة» بالمنصورة في خطبته إلي أسباب تدهور حال الأمة الإسلامية الآن، مؤكداً أنها أصيبت ب «الهزال» و«التخلف»، وأن أسباب هذا التدهور عديدة، إلا أن أهمها تغليب المصلحة الشخصية علي المصلحة العامة بعكس الدولة الإسلامية في عهد الرسول «عليه الصلاة والسلام» وضرب مثلاً بفداء سيدنا علي «كرم الله وجهه» للرسول «صلي الله عليه وسلم» عندما حاول الكفار قتله، وأشار إلي أن المصلحة العامة سبقت المصلحة الشخصية في الدول الإسلامية والتي أصبحت بعكس ما يحدث الآن، حيث تغلبت المصلحة الشخصية علي المصلحة العامة فتدهور حال الأمة الإسلامية وأصبح الشغل الشاغل هو جمع المال حتي لو مات الآخرون. وتحدث أيضاً عن حياة سيدنا «عيسي» وكيف أن أتباعه أحبوه وبالغوا في حبه حتي أحبوه أكثر من الله «عز وجل» فعبدوه، ولكنه كان يحب الله أكثر من أي شيء في الحياة، وتساءل الخطيب: في أي مجتمع نحن نعيش، وما هذا الذي يجري في المحال التجارية وفي الشوارع في احتفالات ما يسمي ب «عيد الميلاد» أو «الكريسماس»، كأننا في بلد أوروبي مسيحي، وأضاف: لماذا تُظهر الاحتفال بدين غير دينك في الوقت الذي يجورون فيه علينا، وفي الوقت الذي يمنعوننا فيه من إقامة شعائرنا، ومن بناء مئذنة جميلة الصورة، تعتبر من المعمار الرائع بعيداً عن الناحية الدينية بل من باب التنوع الحضاري، ووصف ذلك ب «العيب»، مؤكداً أن هذا المنع غير لائق ويدل علي الغباء في معاملة الآخرين، وعلي جهل بما يوجبه علينا الإسلام في هذه القضية. وشكك الخطيب في موعد ولادة المسيح، وقال إن المسيح لم يولد في الشتاء ف«مريم» حين جاءها المخاض قالت: «يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً»، وقال الله تعالي: «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنياً»، فهل هناك نخل في الشتاء يسقط رطباً؟ فكيف يحتفلون في الشتاء بالميلاد؟. شن إمام أحد مساجد مدينة الفيوم هجوماً حداً علي رجال الأعمال متهماً إياهم باستفزاز الشعب المصري بالسفه في إنفاق الأموال تحت أقدام الفنانات والأميرات السعوديات، مشيراً إلي ما أنفقه رجل الأعمال «أبوهشيمة» علي زواجه من إحدي المغنيات بما يقدر ب 45 مليون دولار، وإلي ما أنفقه «يحيي الكومي» علي الأميرة السعودية والذي أشارت الصحف أنه يتجاوز ال 50 مليون جنيه، واصفاً ما يحدث بالسفه في الوقت الذي يبحث فيه بعض أهالي السيدة زينب عن الخبز في القمامة ويقوم أهالي شبرا بعصر قشر البرتقال كزيت علي الفول، معتبراً أن ما يقوم به رجال الأعمال هو استفزاز كبير لفقراء هذا الشعب، محذراً من الثالوث المدمر لأي شعب وهو المال والسلطة والنساء، الذين تجمعوا في يد بعض رجال الأعمال، وأشار الإمام إلي أن الفساد أصبح رخيصاً وفي متناول الجميع بعد انتشار وسائل رخيصة للتجسس والتنصت والتصوير. بينما تناول إمام مسجد بلال بن رباح التخطيط والتنظيم والأمل كدروس نستقيها من وحي هجرة النبي «صلي الله عليه وسلم»، مؤكداً أن الأمة التي تعلم أبناءها التنظيم منذ الصغر في صفوف الصلاة يشهد واقعها الآن التخبط في القرارات والمشاريع التي تقوم بها من إنشاء مشاريع وإنفاق أموال علي الشوارع ليتم تكسيرها بعد ذلك بزعم عمل مشروعات دون أي تخطيط أو تنسيق بين الجهات المسئولة، مما يعد إهداراً للمال العام. واعتبر الشيخ أن الإسلام هو الذي أعز هذه الأمة وشهد بذلك العالم كله وقالها «عمر بن الخطاب» لأبي عبيدة بن الجراح: «كنا نحن العرب أذلاء فأعزنا الله بالإسلام وإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله»، واعتبر أن ما يحدث في القدس من محاولات لحصار الشعب الفلسطيني في غزة بالجدار العازل يعكس حالة الذل التي نعيشها، وقال إنه من العار علي أي نظام حاكم أن يخنق أخوانه بيديه بدعوي حماية حدوده التي لم يقترب منها أحد ولم يهاجمها إلا الصهاينة من آن لآخر بقتل الجنود. بينما تحدث إمام مسجد التقوي عن علامات الساعة، معتبراً أن مولد النبي «صلي الله عليه وسلم» ووفاته من علامات الساعة، مطالباً كل إنسان بأن يكون علي أتم الاستعداد ليوم القيامة، كما سئل رسول الله «صلي الله عليه وسلم» متي الساعة؟، فقال للسائل: وماذا أعددت لها؟!.