بثت وكالة أنباء الشرق الأوسط، خبرا الساعة الثانية ظهرا و47 دقيقة بعنوان "إحالة نجل أيمن نور للتحقيق بسبب قيامه بالغش فى إمتحان معهد السينما"، وإذا كان عنوان الخبر يقر بقيام نجل زعيم حزب الغد بالغش، رغم أنه في تفاصيل الخبر يتضح أن أستاذة بقسم المونتاج كانت تترجم الأسئلة فقط لشادي نجل أيمن نور في مادة "تاريخ وتذوق الفن التشكيلي" ولم تكن تنقل له أي معلومات، وإذا كانت حرية تداول المعلومات التي ينادي بها الجميع تقر طبعا ببث أي أخبار عن أيمن نور وأسرته باعتباره من الشخصيات العامة مع التقرير بأن الطالب متهم بالغش ولم يتم حسم الأمر بعد، فإن المدهش في الأمر هو سرعة انتقال الخبر من معهد السينما إلى الوكالة "الرسمية" مباشرة فور حدوثه، وكأن هناك ترتيبا لذلك، بل الأكثر إثارة أن تفاصيل الخبر تقول بأن عميد معهد السينما "عادل يحيى" قام بتصور أستاذة المونتاج وهي تقف بجوار شادي نور بكاميرا ديجتيال "لإثبات الواقعة" على حد تعبير الوكالة الرسمية، وكأنه من المنطقي لأي عميد كلية أن يتجول بين اللجان وهو يحمل كاميرا تصوير! وأضافت الوكالة في الخبر أنه تم إحالة نجل أيمن نور وأستاذة المونتاج إلى التحقيق إضافة إلى وكيلة المعهد لأنه سمحت للطالب بدخول إمتحان هذه المادة رغم أنه محروم من ذلك. وأصل القصة التي لم تنشرها وكالة أنباء الشرق الأوسط كاملة، أن شادي أيمن نور أصيب قبل فترة بأنفلونزا الخنازير، الأمر الذي منعه وعدد آخر من زملاءه في المعهد من حضور دروس مادة يقوم بتدريسها المخرج د.محمد كامل القليوبي، ولما كان النجاح في هذه المادة يتطلب في جزء منه حضور الطلاب للمحاضرات فقد تم منع نجل أيمن نور وعدد من زملائه من دخول الامتحانات، قبل أن يقدموا لوكيلة المعهد ما يثبت أنهم تغيبوا عن المحاضرات بسبب إصابتهم بأنفلونزا الخنازير، فتم السماح لهم بدخول الامتحان في هذه المادة التي هي بالأساس غير مادة "تاريخ وتذوق الفن التشكيلي" التي قالت الوكالة أنه تم ضبط واقعة الغش فيها. إضافة إلى ذلك فإنه بحسب ما قالته أستاذة المونتاج فإنه كانت تترجم أسئلة الاختبار إلى الإنجليزية لنجل أيمن نور لأنه يحمل شهادة بريطانية، وطبقا للتقاليد المتبعة داخل المعهد، فإنه من حق الطالب الذي يحمل شهادة أجنبية أن يقوم له أحد الأساتذة بترجمة الأسئلة من العربية إلى الإنجليزية.. فمن أين أتت واقعة الغش إذن؟ مراقبون ومتابعون لمواقف أيمن نور وزوجته جميلة إسماعيل على الساحة السياسية، ذهبوا للقول بأن الموضوع به كيدية واضحة ، وأن ما حدث مع نجلهما يستهدف بالأساس تشويه سمعتهم وسمعة أبناءهم عقابا لهم على مواقفهم المناهضة للنظام، وأن ذلك أحد التنويعات على الحملات السياسة التي تنظمها جهات في النظام ضد أيمن نور بسبب جراءته الواضحة في معارضة مبارك ونجله.