زملاء ومعلمو الشهيد يكشفون رواية اخرى لوفاة "محمد" : الخصومة الثأرية .. السبب المدرسة تبدأ يومها بالوقوف حدادا على روح "محمد" ..والبكاء والعويل السمة الغالبة على اصدقاءه بالفصل مدير المدرسة يكتب على سبورة فصل الطفل " الشهيد محمد بدوى " ..والطلاب يرددون النشيد الوطنى .. وكلمة "الله " اخر ما كتبه الوزير على مقعده
مقعدا فارغا ينتظر طفلا لم يات بعد .. دروس فى الفصل والعاب فى الفسحة تنتظر صاحبها الغائب شهيد العمرانية الطفل محمد بدوى زايد بالصف الثالث الابتدائى والذى كان لاخر لحظة فى عمره كان التعليم هدفا له ، حيث استشهد الطفل اثناء توجه بصحبة والده الى درس خصوصى ،ولكن كان الغدر حائلا دون تحقيق الشهيد هدفه الاسمى فى التعليم ، حيث لقى الشهيد مصرعه على يد ارهابى مقنعا اطلق على الطفل الرصاص ، فاصابت الرصاصة الطفل اسفل صدره وسط بركة من الدماء دون ذنب اقترفه.
البكاء والعويل كان السمة الغالبة فى مدرسة عقبة بن نافع الابتدائية – الفترة المسائية ، بين اوساط زملاء الشهيد محمد ضحية احداث العمرانية ، تلك الحالة رصدتها "الدستور الأصلي" ، حيث بدأت المدرسة يوم دراسى جديد تغلفه الأحزان على فراق واحد من طلاب المدرسة وكان ممن يشهد له مدرسيه واصدقاءه بالسلوك الحسن ، حيث علقت المدرسة صورة الشهيد وسط فناءها ،ووقف طلاب ومعلمو المدرسة دقيقة حدادا على روح الطفل الشهيد، داعيين له بالرحمة والمغفرة ،واعقب ذلك ترديد النشيد الوطنى ، قدم مدير المدرسة محمد عبد الحميد قطب فى الاذاعة المدرسية خطبة وداع للطفل الشهيد ،واثنى على سلوكه القويم داخل المدرسة ،وقام مدير المدرسة بوضع صورة الشهيد فى برواز على مكتبه الخاص ، فيما قال محمد قناوى " ناظر المدرسة " ل "الدستور الأصلي" ان المدرسة ليس بها اى توجهات سياسية بأمر وتعليمات من وزارة التعليم سواء بين التلاميذ او المدرسين ،قائلا " ممنوع منعا بتا الحديث فى السياسة ".
ووسط فصل 3/3 الذى كان مقيدا به الطفل الشهيد ،ذلك الفصل يتسم بضيق المساحة رغم انه يستوعب 65 تلميذا ،وكان الشهيد "محمد" يجلس فى اخر مقعدا بالفصل نظرا لحبه للهدوء، الذى كان علامة مميزة له ، ورغم انه ليس له اى نشاط طلابى داخل المدرسة وعدم حضوره الكثير بالمدرسة ،الا ان هذا لم يمنع تلاميذ المدرسة وبخاصة اصدقاء فصله من البكاء الهستيرى الذى امتد الى العويل على شهيدهم تاركين مكانه على المقعد خاليا لا يجلس به احدا تخليدا لذكره ، مؤكدين على ان " الشهيد محمد كان من اميز طلاب فصل 3-3 ، حيث كان يتسم بالهدوء والوحدة الشديدان ، ويتسم بعدم التحدث الكثير مع اصدقاءه ،واشاروا الى ان تواجده بالمدرسة كان محدودا للغاية ،حيث انه كان كثير الغياب ".
كتابة اسم " الله " كان اخر ما دونه الطفل الشهيد على مقعده الذى يجلس به " محمد " بجانب اربعة اخرين من اصدقاءه ،وها تلك الكلمة التى يرددها اصدقاءه فى الفصل تذكرا للشهيد، وسط بكاء هستيرى ،ذلك البكاء الذى امتد الى معلمى محمد ، حيث قام مدير المدرسة " محمد عبد الحميد" بدخول فصل الشهيد ليكتب على سبورة فصله " الشهيد محمد بدوى " ، وهو ما جعل مدرس الشهيد " محمد" واصدقاءه وسط البكاء والعويل بترديد النشيد الوطنى.
معلمو المدرسة رددوا رواية اخرى لوفاة الطفل محمد بدوى خلال رصد "الدستور الأصلي" للمدرسة ، حيث اكدوا ان الطفل الشهيد راح ضحية خصومة ثأرية مع والده.
من جهته وزير التربية والتعليم الدكتور محمود ابو النصر قال ان الوزارة ستصرف تعويضا لاسرة الطفل الشهيد محمد بدوى مبلغ 50 الف جنيه ، بدلا من 5 الالاف جنيه التى تقرر للطلاب الضحايا طبقا لصندوق التأمين على الطلاب .