حالة من التدنى الشديد فى البنية الأساسية داخل معظم مدارس مراكز وقرى محافظة أسيوط والمتمثلة في سوء حالة المرافق والمبانى من فصول وحمامات وأثاث ونقص حاد فى مقاعد الطلبة، وبالإضافة إلى تهدم أسوار المدارس، واستئجار كثير من المباني واستخدامها كمدارس، وتعانى تلك المبانى من ضيق الحجرات بالمقارنة إلى أعداد التلاميذ داخل الحجرة الواحدة. وانتقد أولياء الأمور ومدرسو المحافظة سوء حالة المدارس الحكومية، خاصة الابتدائية، منها استمرار تجاهل وزارة التربية والتعليم لها خاصة أن الكثير منها خاصة المدارس الابتدائية الموجودة بالقرى غير آدمى. ولا يراعى فيها أبسط حقوق الطفل والكثير منها يمثل مناخا مناسبا لانتشار الأوبئة والأمراض بين التلاميذ وليكون ذهاب الكثير من الطلاب لمدارسهم مغامرة مع الموت قد تودى بحياتهم تحت أسقف والجدران المتهالكة أو وسط الجبال وبجوار الحيات والأفاعى أو بين طرق تحمل الموت اليومى لمن يسلكها. إضافة إلى انتشار واضح للخصومات الثأرية بين العائلات بالقرى وغياب تام للأمن، حيث وصل الحد بين العائلات المتخاصمة فى أسيوط إلى استخدام أسطح المدارس فى إطلاق الرصاص على خصومهم وهو ما يعرض حياة الطلاب يوميا للخطر. ومن بين المدارس المتهالكة التى أوشكت على الانهيار مدرسة نزلة عبد الله الابتدائية، على الرغم من أن المدرسة لا تبعد عن مدينة أسيوط سوى كيلومتر فقط وتتوسط العمارات السكنية فى مدخل مدينة أسيوط إلا أنها عبارة عن مبنى مؤجر من الأهالى ومبنية من الطوب اللبن والعروق الخشبية وشبابيك وأبواب تلك المبانى تآكلت من حرارة الشمس. وأكد عدد من المدرسين أن تلك المدارس بنظام الفترتين ويصل عدد تلاميذ كل فترة ما يزيد على 350 تلميذاً وتحوى المدرسة بين حوائطها الحيات والعقارب، وفى حالة تحريك أى من الأثاث أو أى دولاب يجدون أسفله عقارب وأنواعا مختلفة من الزواحف فضلا عن أن المنازل المجاورة للمدرسة قديمة وأسقف المدرسة من الخشب ومعرضة للانهيار فى أى لحظة. وأشار المدرسون إلى الزيادة الشديدة فى كثافة الفصول والتى وصل فيها عدد طلاب الفصل وصل إلى 55 تلميذا فى الفصل الواحد فضلا عن أن السبورة التى يتعلم عليها التلاميذ متهالكة. وأكد عدد من الطلاب أن حمامات المدرسة لا تصلح للحيوانات وكادت تنهار فوق رءوس التلاميذ من رشح المياه وصنابير المياه قليلة جدا مقارنة بأعداد التلاميذ التى تعانى من قلة مياه الشرب داخل المدرسة وكثير من الطلبة يحدث لهم حالات إغماء بسبب نقص المياه. مدرسة أبو عميرة الابتدائية داخل قرية بمركز أبنوب عبارة عن طابق واحد مكون من ثلاث حجرات مستأجر داخل دوار لعمدة القرية، ولا يمكن أن تعرف أنها مدرسة إلا من خلال اللافتة التى تحمل اسمها وتضم هذه المدرسة أكثر من 600 تلميذ وتلميذة، وبعد تزايد عدد الطلاب تم تخصيص الدور الثانى كمدرسة مستقلة مؤجرة لوزارة التربية والتعليم وظلت على هذا الوضع حتى تاريخه.وازدادت حجرات المدرسة إلى 8 حجرات، يبلغ مساحة الحجرة الواحدة 10 أمتار ولا تتجاوز مساحة فناء المدرسة 200 متر لدرجة أن الملعب لا يتسع لطابور الصباح أو ممارسة أى أنشطة به مما يجعل المدرسة سجنا للتلاميذ حتى يخرجوا نهاية اليوم. مدرسة عزبة كريم الطابور تحت شريط السكة الحديد وهناك مدرسة عزبة كريم الابتدائية المشتركة التى تبعد عن مدينة أسيوط 10 كيلو مترات تقريبا تضم ما يقرب من 300 طالب من أربع عزب مختلفة وهم (عزبة كريم – أبو لبو – أبوزيد – عبكة – النجارين) وحالها كبقية المدارس المؤجرة من أهالى , عبارة عن منزل, الفصل فيها مساحته لا تتعدى 10 أمتار فمساحة المدرسة بالكامل 150 متراً, تتكون من 6 فصول, كثافة الفصل تتراوح ما بين 50 و55 طالباً وأسقف تلك المدرسة مصنوعة من جريد النخيل، التراب والحشرات تتساقط على التلاميذ من كل اتجاه، ولا يوجد فناء للمدرسة، وفسحة التلاميذ تكون فى الشوارع أمام المدرسة ولا يقام للمدرسة طابور للصباح، وتقع المدرسة أمام شريط السكة الحديد والقطارات تمر أمامها، فى مخاطرة قد تؤدى إلى موت الكثير من هؤلاء الطلبة، والشيء الخطير والذى يتسبب فى انتشار كثير من الأمراض لهؤلاء الطلاب بسبب وجود دورة مياه واحدة تكفى لعدد يتجاوز 300 تلميذ، فيضطر الطالب، إلى قضاء حاجته أمام المدرسة بين منازل أهالى القرية. مدارس عزبة خلف والمعابدة والبدارى هى مدارس الدم والنار بأسيوط وإذا كنا نتحدث عن مدارس لا تصلح للدراسة فهناك مدارس أخرى غير آمنة على تلاميذها وهى المدارس التى أطلق عليها الأهالى والمعلمون مدارس الدم والنار فطلابها مذعورون ومتخوفون من الذهاب للمدرسة وأولياء أمور يترقبون عودة أبنائهم جثثا بسبب انتشار السلاح والخصومات الثأرية وإطلاق النيران بمحيط المدارس , ففى مدرسة عزبة خلف التابعة لقرية قصير العمارنة بمركز القوصية تسببت الخلافات الثأرية لكثير من المخاطر التى تؤثر على الحالة الأمنية بالمنطقة، ووصل الأمر إلى أن المتخاصمين لم يحترموا حرمة المساجد وذهاب الاطفال إلى مدارسهم، وأدى ذلك إلى إضراب كثير من الطلبة عن الذهاب للمدرسة لحين إنهاء الخلافات بالقرية. وكذلك الحال فى مدارس قرية المعابدة بمركز أبنوب، والمدرسة الثانوية بالبدارى فإطلاق الأعيرة النارية لا يهدأ ليل نهار مما أدى إلى قيام عدد كبير من المدرسين بالتظاهر أمام إدارة أبنوب التعليمية رافضين الذهاب إلى المدرسة بسبب عدم وجود تأمين للمدارس فضلاً عن أن العائلات المتخاصمة, يستخدمون أسقفها لتبادل إطلاق النيران مع خصومهم. ومن جانبه أكد عبد الفتاح أبو شامة وكيل مديرية التربية والتعليم بأسيوط أن هذه المشكلة تؤرق المديرية، فالمشكلة ليست فى هذه المدارس فقط بل فى جميع المدارس المؤجرة من أهالى حيث الكثير من المعلمين يرفضون الذهاب إلى مثل هذه المدارس لأنها تعانى من نقص فى المقومات التربوية التى لا يستطيع المعلم خاصة التربية الرياضية من القيام بعمله فيها.