«بابا نويل» و«بابا محمد»!

بمناسبة العام الجديد وصلتني رسالة علي الإيميل رأيت فيها الشيخ «خالد الجندي» في حواره مع «عمرو أديب» في برنامجه «القاهرة اليوم» عندما سأله طفل بكل براءة عن هدايا «بابا نويل» هل هي حرام أم حلال؟ الغريب أن الشيخ «خالد» والذي من المفروض أنه يقف في خندق الإسلام المستنير كان شديد الانغلاق وهو يحرم ذلك رغم أنه لم يقل مباشرة حلالاً أم حراماً ورفض التأكيد، لكنه قال: نتلقي هدايا من «بابا محمد» و«بابا مصطفي» و«بابا علي» ولكن ليس «بابا نويل».. كيف تقتل براءة الأطفال الذين خلقهم الله يحبون الله ويحبون عباده ولا يعنيهم هل هذا مسلم أم مسيحي أم يهودي.. ليس هذا هو الأسوأ في حوار الشيخ خالد ولكن ما قاله بعد ذلك أسوأ.. وأضاف الشيخ قائلاً لعمرو: ما رأيك عندما تري «جورج بوش» يذبح أضحية العيد مشاركة للمسلمين.. ألم ير الشيخ كيف أن «نجيب ساويرس» أثناء الحج لبيت الله الحرام يرسل إلي المطار للحجاج ومرافقيهم من يستقبلونهم في المطار محملين بالأكل والساندوتشات ويقيم سرادقاً لرعاية الحجيج وتخفض أسعار المكالمات طوال فترة الحج.. ألم يعلم أن عدداً من المهندسين المسيحيين ساهموا في بناء الجوامع وعدداً من المسلمين ساهموا في بناء الكنائس ألم يشاهد مسلسل «خالد بن الوليد» الذي لعب دوره المسيحي «باسم ياخور».. أغلب أصدقائي الأقباط يتعمدون في رمضان أن يتناولوا طعامهم في نفس توقيت إفطار المسلمين.. أعرف بعضهم يشاركون في دفع العيدية.. أهدي لأصدقائي المسيحيين نتائج رأس السنة عليها صورة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليه السلام ونذهب للكنائس في أفراحهم وأحزانهم كما يذهبون هم أيضاً لمشاركة المسلمين أفراحهم وأحزانهم في الجوامع.. ما الخطأ في كل ذلك؟ أسوأ نظام للتدريس في مصر هو ما يجري داخل مدارسنا في حصة الدين عندما يذهب المسلم إلي فصل والمسيحي لفصل آخر وتبدأ هذه القلوب الخضراء في البحث عن الاختلافات بدلاً من أن تعثر علي المشترك بين الأديان وهو بالمناسبة يتجاوز 90% فكلها تدعو لنفس المبادئ السامية.. حزنت جداً لما أراه من تزمت للشيخ «خالد الجندي» وبخاصة وأنه صار الوجه الرسمي في التليفزيون المصري لأنه يطل علينا أسبوعياً مع أشهر برنامج وأهم مذيع «محمود سعد» في برنامج «البيت بيتك».. وكان لدي أمل في أن يغير هؤلاء الشيوخ تلك النظرة الضيقة والمتخلفة التي تحيط بالدين الإسلامي ولكن صدمني الشيخ «خالد» وهو يقول للطفل ألا يقبل هدايا «بابا نويل».. خذها من «بابا محمد».. لماذا كل هذا العنف يا سبابا خالد»؟!