لم تمر ساعات قليلة على قرار قناة «سى بى سى» عدم عرض حلقة باسم يوسف يوم الجمعة الماضى حتى ظهرت على صفحات الإنترنت حلقة منسوبة إلى باسم يوسف بعنوان «انقلاب عسكرى تانى؟»، الحلقة منشورة على صفحة شبيهة بصفحات «يوتيوب» على موقع مجانى اسمه «vimeo»، وهى اشتراك بِاسْم بَاسِم يوسف تحت عنوان «حلقات البرنامج بعد الانقلاب العسكرى.. حلقات تُبَثّ على الإنترنت بدون قيود»، ولا يُسمح فيها بكتابة تعليقات من الزوار، ويظهر فيها باسم فى ديكور الاستوديو المتواضع الذى ظهر فيه فى بداياته فى أثناء ثورة يناير، وكان يبث فيه حلقاته على «يوتيوب». الحلقة المفبركة التى كان واضحا أن من عمل المونتاج لها استخدم بخبث شديد قصّ جمل وعبارات كان باسم يهاجم فيها الجيش بشدة، وهى إحدى حلقاته بعد خلع الرئيس الأسبق مبارك، وكان باسم يعلق على أحداث تلَت ثورة يناير بشهور واستخدمت فيها الشرطة والقوات المسلحة القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين فى التحرير ومجلس الوزراء ومحمد محمود، وكلها أحداث معروفة تم نقدها وقتها من الصحافة والإعلام والحركات الثورية ما عدا الإخوان وبعض الحركات الإسلامية الذين برروا كل ما تم من تجاوزات واتهموا الثوار بالبلطجة، وبدلا من عرض المشاهد التى تصوِّر الأحداث التى يعلق عليها باسم حسب السياق الزمنى لتعليقاته استبدل صانع الفيديو باللقطات المقصودة لقطات من أحداث الحرس الجمهورى ورابعة والنهضة، واستبدل بصور الشهداء الذين كان يتكلم عنهم صورًا لأشخاص من الإخوان ماتوا خلال الأحداث الأخيرة، وتعليقات من قناة «الجزيرة»، ولم يكتفِ المونتير النصَّاب بهذا بل استخدم مقدمة نارية ليسرى فودة بعد حادثة سحل «ست البنات» بالتحرير ليعرض بدلا منها صور هالة أبو شعيشع الفتاة التى استُشهدت فى المنصورة فى إحدى مظاهرات الإخوان كأنها المقصودة بكلام يسرى فودة الذى توقف برنامجه منذ شهور وقبل ثورة 30 يونيو واعتصام رابعة.
الحلقة المفبركة مدتها نحو 20 دقيقة، وتتضمن تجميعًا لكثير من النقد الذى قام به إعلاميون لتصرفات الجيش فى فترة حكم المشير طنطاوى، واستُغِلّت ليبدو الأمر كما لو كان باسم يوسف يهاجم الفريق السيسى، يعرض الفيديو لقطات لأشخاص مسالمين من اعتصام رابعة يكنسون وينظيفون إحدى بقع الاعتصام، كما عرض الفيديو لقطات مطولة لإعلاميين هاجموا الإخوان بشدة فى أثناء حكم مرسى بعد جملة ساخرة لباسم يوسف يقول فيها إنه يريد رأى شخصيات إعلامية ذات مصداقية، وكانت هذه اللقطة فى الحلقة الأصلية تشير إلى الإعلاميين الذين هاجموا الثورة ووصفوا الثوار بالبلطجية، وبالطبع كانت الحلقة نفسها قبل حكم الإخوان وقبل حصول محمد مرسى على منصب رئاسة الجمهورية، وقبل النقد الإعلامى لمرسى والإخوان الذى جاء بعد حالة من الإحباط بعد انقلاب مرسى على الديمقراطية.
ويبدو أن مَن صنع الحلقة المجمَّعة من هنا وهناك لم يلتفت إلى أنه يقدمها تحت اسم باسم يوسف، فقدَّم قبل نهايتها أجزاء من أغنية باسم يوسف من الحلقة التى قدمها الجمعة قبل الماضى وكان يسخر فيها من الإخوان واعتصام رابعة، وقدم صاحب الحلقة المفبركة الأغنية تتخللها مشاهد من قتلى وجرحى رابعة والنهضة.
الحلقة كانت تنشرها صفحات إخوانية وتهلل لها شخصيات محسوبة على الإخوان ومنها الناشطة اليمنية توكُّل كرمان التى وجهت الشكر إلى باسم يوسف قائلة «تحياتى لباسم يوسف بحجم مصر، بحجم الحلم العربى».