وبدون أي «فذلكة» يمكن لواحد غلبان مثلي أن يحل مشاكل جمهورية مصر العربية بقرار واحد... وللعلم فأنا لست مرشحاً لأي منصب من أول منصب رئيس الجمهورية وانتهاء بمنصب رئيس اتحاد ملاك أي عمارة ولو من دورين...وآخر مرة فكرت فيها في الترشيح في نقابة المحامين استبعدني المستشار «فاروق سلطان» بنفسه من جدول نقابة المحامين وذلك قبل أن يصبح رئيساً للمحكمة الدستورية. وباعتباري من المرفوض ترشيحهم لأي منصب فمن حقي أن أقترح أي اقتراح دون أن يتهمني أحد بالتمويل من أمريكا أو أني أصبحت «آية الله خلقلي نوح» المهم أنه من السهل توفير أكثر من مليار جنيه سنوياً بجرة قلم من خلال إلغاء المجالس التي لا لزوم لها...وأول هذه المجالس هو«مجلس الشوري» طبعاً ذلك المجلس الذي يستنزف من أموال الشعب ملايين الملايين ما بين رواتب للعاملين ومكافآت للنواب وللسادة رؤساء المجلس ووكلاء المجلس وسفريات المجلس هذا بخلاف مصروفات الانتخابات واللجان والمكافآت فضلاً عن المكافأة التي تصرفها الدولة لضباط الشرطة بعد أي انتخابات وهي لا تقل عن راتب شهر للرتب الصغيرة... أما الرتب الكبيرة فخليها في سرك... مع إن الدستور نفسه لم يجعل لهذا المجلس أي اختصاصات سوي تقديم الاقتراح... والذي لا يصدقني عليه الرجوع إلي نص المادة 194 من الدستور التي تنص علي اختصاصات مجلس الشوري التي تنحصر في دراسة واقتراح ما يراه المجلس كفيلاً بالحفاظ علي مبادئ ثورتي 23 يوليه 1952 و15 مايو سنة 1971 وحماية المكاسب الاشتراكية، ونرجو أن ندقق في كلمة الاشتراكية وتعميق النظام الاشتراكي.. إلي آخر الكلمات التي بها اشتراكية واشتراكي ومشترك. والإحالة إلي مجلس الشوري هي لمجرد أخذ رأي سيادته فقط، وهو ما تشير إليه المادة 195 والتي يبدأ نصها بعبارة «يؤخذ رأي مجلس الشوري فيما يلي.......» يعني المسألة يا سادة أننا أمام مجلس يمكن الاستغناء عنه وتعيين مستشارين من أهل الخبرة لتقديم الرأي لرئيس الجمهورية ولمجلس الشعب وللحكومة إذا احتاج أحدهم إلي الرأي... أو يمكن الاستعاضة عن مجلس الشوري وذلك بتشغيل بعض المجالس المركونة والتي ينفق عليها الملايين أيضاً مثل «المجالس القومية المتخصصة» والتي لم يسمع عنها أحد وإذا سمع فلن تجده يعرف لها وظيفة... مع إن رئيسها الحالي هو عضو الحزب الوطني المخلص... جداً لهذا الحزب وهو الأستاذ كمال الشاذلي... وينبني علي ذلك إن حكاية الانتخابات في مجلس الشوري... تعتبر من قبيل الدعاية للنظام السياسي... حتي لو شاركت فيها المعارضة... وما حدش يزعل مني...فمجلس الشوري ليس له علاقة بالشوري... أو الديمقراطية... فهو مجلس ينقسم إلي ثلاثة أقسام الأول بالتعيين والثاني بالتزوير والثالث بالتعيين التزويري... فهو مجلس استرضاء الأشخاص الذين يعملون في بلاط النظام الحاكم... بمنصب «كلشن كان» وهي كلمة علي النطق التركي للغة العربية ومعناها «كل شيء يريده الحاكم أو السلطان فهو كائن» وتم اختصارها إلي «كلشن كان»... ولا أعرف أحداً من عموم الشعب يقرأ أخبار انتخابات الشوري مهما كان اسم المرشح... أما أصحاب النوايا الحسنة في الترشيح فنحن نقول لهم نصيحتنا في أن يراجعوا الحساب مرة أخري... فعلي رأي الست دي أمي «دخول الملاهي... تلاهي وملاهي» ومع ذلك فبعض الناس يحبون المراجيح...فيدفعون المال لكي يتمرجحوا... ومن هنا فإننا نعلن أن المراجيح مسئولية كل متمرجح». ولكن ليس مجلس الشوري وحده هو الذي سيوفر للدولة ما يقرب من مليار جنيه سنوياً لا سيما أنه يشغل مساحة من الأرض تساوي مئات الملايين وحدها لكن هناك مجالس أخري تنفق الملايين وليس لها معني ولا دور مثل المجلس الأعلي للسياحة مع إن عندنا وزارة للسياحة، ومجلس أعلي للثقافة مع إن عندنا وزارة ثقافة، وخد عندك كمان مجلس أعلي للصحافة، ومجلس أعلي للفنون، ومجلس أعلي للبحث العلمي، ومجلس أعلي للآثار، ومجلس أعلي للأمومة، ومجلس أعلي للطفولة، ومجلس أعلي للرياضة، ومجلس أعلي للأجور ومجلس أعلي لحقوق الإنسان، ومجلس أعلي للمرأة.. وحرصاً علي سطور المقال والمساحة المحددة سنكتفي بهذا القدر، لاسيما أني تعبت من كثرة عد المجالس التي لا لزوم لها والتي من المفروض أن تقوم بعملها الوزارات المختلفة. الخلاصة يا سادة فلو جمعنا مئات الملايين التي تنفق علي هذه المجالس لأنهينا مشكلة إسكان الشباب في عام واحد؛ فكل مائة مليون من الجنيهات تبني لنا ما يقرب من أربعة آلاف وحدة سكنية اقتصادية للشباب والفقراء والمهجرين والذين ينامون في العشش الصاج والذين لا يجدون العيش الحاف، ليس لأن الفرن بعيد عن سكنهم وإنما لأن البلد يحتاج إلي قليل من الضمير ثم يضاف إليه شيء من الإخلاص مع حصوة ملح... فتكون هذه الوجبة صالحة جداً لإطعام الفقراء، وبهذه المناسبة فقد سأل المدرس تلاميذه عن أغني بلد في العالم فأجابه التلميذ «عبقرينو» إنها مصر فتعجب المدرس وسأله كيف تكون مصر وهي الفقيرة هي أغني بلد في العالم فأجابه التلميذ.. «لأنها بتتسرق يا أستاذ من أربعة آلاف سنة ولسه أهلها لاقيين ياكلوا». وعجبي