أعربت الصحف البريطانية أمس عن ارتياحها لتشكيل المحافظ ديفيد كاميرون حكومة ائتلافية أخرجت البلاد من الأزمة التي أعقبت الانتخابات، محذرة في الوقت نفسه من أن هذا التحالف قد لا يصمد طويلا. وبعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة، أعلن زعيم المحافظين ديفيد كاميرون أمس الأول التوصل إلي اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية مع الديمقراطيين الأحرار بزعامة نك كليج. وأجمعت الصحف علي الترحيب بانتهاء مرحلة، شهدت مفاوضات شاقة بين الأحزاب البريطانية الثلاثة الرئيسية سعيا للتوصل إلي تسوية. وتصدرت معظم الصحف صور كاميرون عند باب مقر رئاسة الحكومة إلي جانب زوجته الحامل سامانتا. وقالت صحيفة «دايلي تليجراف» المحافظة إن «تشكيل ائتلاف حاكم بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين وضع حدا لإحدي الحقبات الأكثر اضطرابا في التاريخ السياسي الحديث» للمملكة البريطانية. بينما اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن فترة «الغموض السياسي وصلت إلي نهايتها، وأن النتيجة هي الأنسب للبلاد». غير أن تلك الصحف حذرت من أن الائتلاف الجديد قد لا يصمد طويلا أمام وضع اقتصادي هش بعد الخروج من أسوأ انكماش اقتصادي عرفته منذ الثلاثينيات. وحذرت صحيفة «التليجراف» التي دعمت المحافظين في الانتخابات من أن كاميرون يواجه «أصعب ميراث سياسي في التاريخ الحديث». وقالت إن بريطانيا تواجه فترة من التقشف، ستولد أصعب التحديات، وختمت محذرة من أن «حكومة ائتلافية لن تكون مرضية ولن تدوم طويلا». وأشارت جميع الصحف إلي الصعوبات التي تنتظر الحكومة الجديدة وكتبت صحيفة «ذي صن» المؤيدة للمحافظين إلي أن كاميرون يواجه «مهمة هائلة». وقالت إن العالم يراقب ليري إن كانت بريطانيا جادة بشأن خفض العجز في ميزانيتها البالغة 163 مليار جنيه إسترليني أم لا موضحة أنه اختبار لا يمكن للحكومة أن تفشل فيه». أما صحيفة «التايمز» المحسوبة علي اليمين الوسط فقالت إن «الزعيم المحافظ بدأ حقبة سياسية جديدة، محذرا من أن مهاما صعبة وشاقة تنتظر الحكومة الجديدة». ورأت أن اتفاق تقاسم السلطة لم يركز علي معالجة المشكلات الكبري، معتبرة أنه يفتقر إلي «استراتيجية ذات مصداقية لإصلاح المالية العامة». وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز في افتتاحيتها: «إن السياسة البريطانية حافلة بلحظات توصف بأنها تاريخية، لكن هذه اللحظة ينبغي أن تقاوم اختبار الزمن». مشيرة إلي أنه من الصعب معرفة إن كان الائتلاف الجديد سيصمد، موضحة أنه تم تجاهل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد في المناورات التي جرت في الأيام الأخيرة.