ظاهرة غريبة ولافتة للنظر فرضت نفسها علي كرة القدم المصرية الخاصة بانتشار عدد من المدربين والتعامل معهم علي أساس أنهم مدربون كبار من الطراز الأول ويطلبون مبالغ فلكية من أجل تولي تدريب أندية الدوري الممتاز، رغم أنهم لم يحققوا أي بطولات خلال مسيرتهم التدريبة مع الأندية التي تولوا تدريبها، ويبقي كل طموحهم هو الحصول علي المركز الرابع أو مجرد البقاء في الدوري، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا كافٍ لكي يكون مبررًا لتهافت الأندية عليهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة؟ والغريب أن الأمر لا يزال مستمرا رغم الطفرة الأخيرة للمدربين الشباب في مصر ويأتي علي رأسهم إنجاز حسام البدري بفوزه ببطولة الدوري مع الأهلي، بجانب ما قدمه حسام حسن مع الزمالك وتفوقه علي عدد كبير من المدربين الكبار الموجودين في الدوري ويكفي القول بأن العدد الأكبر من المدربين الكبار في مصر لم يحققوا أي بطولات في تاريخهم مع الأندية التي قاموا بتدريبهم ولو حتي بطولة ودية. ومن أبرز أمثلة من هذه النوعية من المدربين يأتي الكابتن أنور سلامة الذي لم يحقق مع الأهلي سوي بطولة واحدة عام 1987 بعد رحيل المدرب الإنجليزي دون ريفي في منتصف الموسم فسلامة تولي تدريب القلعة الحمراء في فترة كان هناك جيل من النجوم علي رأسهم طاهر أبوزيد والخطيب وحسام حسن ومصطفي عبده وشوبير ومع ذلك لم يحصل سلامة إلا علي بطولة واحدة في وجود هؤلاء النجوم ثم رحل عن القلعة الحمراء وحصل بعدها علي فرص كثيرة في عدد كبير من الأندية، سواء صاحبة الشعبية أو حتي صاحبة المال ولم يحقق معها أي إنجاز يذكر رغم توافر الشروط الجماهيرية والإمكانيات المادية وكان آخرها فشله مع المصري وإنبي في تحقيق أي إنجاز يذكر، والغريب هو مفاوضات نادٍ كبير بحجم الإسماعيلي مع سلامة ليتولي تدريب الفريق الموسم المقبل رغم أن جماهير الإسماعيلي تحلم ببطولة جديدة بعد آخر ألقاب الفريق في عهد محسن صالح الذي حصل علي بطولتي الدوري وكأس مصر. والحال نفسها لفاروق جعفر الذي لم يحصل علي أي بطولة وهو مدير فني، وكانت أبرز إنجازاته عندما عمل مساعدا للأسكتلندي مكاي مع الزمالك في عامي 91 و92 وبعد ذلك لم يحقق جعفر أي بطولة سواء مع الزمالك أو الأندية التي تولي تدريبها، ويأتي علي رأسها غزل المحلة وبلدية المحلة والمصري والترسانة وطلائع الجيش، ورغم كل ذلك يعد جعفر من أغلي المدربين الموجودين علي الساحة الكروية ولا ننسي فشله الكبير مع منتخب مصر عندما تولي المهمة في تصفيات كأس العالم 1998في فرنسا ولم يحقق شيئا. أما محمد صلاح فتولي عددًا كبيرًا من الأندية ولم يحقق معها أي إنجاز يذكر له والغريب أن عددًا من الأندية هبطت في وجوده ورغم ذلك مازال يتلقي عروضًا وكل همه البحث عن مغامرة جديدة وكان آخر ضحايا صلاح هبوط الترسانة، ومن قبله طنطا وبلدية المحلة وحاليًا يتولي تدريب نادي تليفونات بني سويف الذي فشل في الصعود للدوري الممتاز ورغم توافر كل الإمكانيات لمختار مختار مع نادي بتروجت فإنه علي مدار الأربع سنوات الأخيرة في الدوري لم يحقق أي إنجاز يذكر، خاصة أن الظروف كانت مواتية له للمنافسة هذا الموسم بعد تراجع مستوي الأهلي والزمالك خلال الدورين الأول والثاني إلا أن نتائج بتروجت في الدور الثاني في كل موسم تؤكد أن طموح الفريق ومدربه هو مجرد الوجود في المربع الذهبي بعيدًا عن أي شيء آخر. ومثال آخر مصطفي يونس الذي لم يتوقف عن توجيه النقد للمدربين الأجانب والمصريين في الدوري لم يقدم أي إنجاز خلال مسيرته التدريبية حتي يكافئه اتحاد الكرة بتولي تدريب منتخب الشباب بعد فشله في كل الأندية التي تولي تدريبها خاصة الشمس والأوليمبي. وطه بصري لا يزال يعيش علي ذكري بطولة كأس مصر التي حققها مع إنبي عام 2005، ورغم ذلك لم ينجح مع أي ناد في الفوز بأي بطولة ورغم ذلك وصل سعره لكي يكون الأغلي بين المدربين المحليين في بداية الموسم مع نادي الاتحاد مقابل 70 ألف جنيه حتي رحل وانتقل لتدريب الاتصالات في الدرجة الثانية.