يعتبر جوزيه مورينهو - وليس مانويل جوزيه - من أهم المدربين في تاريخ كرة القدم، لقد اختارته الهيئة الدولية لتاريخ كرة القدم كأفضل مدير فني في العالم خلال موسمي (2004-2005م) و(2005-2006م). فهو قد بدأ حياته مديرًا فنيًا في عدة أندية برتغالية، حيث تولي تدريب فريق بنفيكا البرتغالي (2000م) ثم فريق دي ليريا (2001-2002م) ثم انتقل لتدريب بورتو (2002-2003م) الذي حقق معه عدة بطولات محلية وقارية كالدوري والكأس البرتغالي في عام 2003م وعلي بطولة أوروبا في عام 2004م. ثم تولي شئون التدريب في النادي الإنجليزي تشيلسي (2004-2007م) الذي حصل في عهده علي بطولتين للدوري البريطاني الممتاز (بطولة 2005 و2006م)، في عام 2008م رحل مورينهو إلي إيطاليا كي يتولي تدريب فريق انترناشيونال. حيث فاز بالكأس السوبر الإيطالية وأكمل موسمه بالفوز ببطولة الدوري الإيطالي الممتاز، ثم فاز في العام التالي بثلاث بطولات متتالية: بطولة الدوري والكأس الإيطالية وأكمل موسمه بالفوز ببطولة الدوري الإيطالي الممتاز، ثم فاز في العام التالي بثلاث بطولات متتالية: بطولة الدوري والكأس الإيطالية ثم البطولة الأوروبية، وفي مايو عام 2010م، انتقل إلي إسبانيا لتدريب فريق ريال مدريد الذي لقي هزيمة ثقيلة (خمسة أهداف مقابل صفر) من فريق برشلونة في لقاء 29 نوفمبر الماضي. ورغم هذه الهزيمة الثقيلة، فإن جماهير ريال مدريد لم تهتف ضده ولم تطالب بإقالته، ومن الملاحظ أيضًا أن مورينهو لم يتأثر بالهزيمة بل شارك في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب انتهاء المباراة، حيث اعترف إن هزيمة فريقه أمام برشلونة هي الأسوأ في حياته ومشواره التدريبي، إذ لم يسبق أن خسر مباراة بفارق خمسة أهداف للا شيء، غير أنه تقبل الهزيمة الحتمية التي لا مفر منها، وأوضح أن الأمل مازال يحدوه في الحصول علي الدوري في النهاية، فالفارق بين الناديين الكبيرين نقطتان فقط ويمكن تعويضهما بسهولة إذا بذل فريقه بعض الجهد، والسؤال: ماذا لو شارك مورينهو في الدوري العام المصري لكرة القدم كمدير فني لفريق سموحة أو الجونة أو المقاولون العرب أو الاتحاد أو المصري أو حتي الأهلي وتلقي فريقه هزيمة قاسية بفارق خمسة أهداف أو حتي هدف واحد؟ من المعروف أن الدوري العام لكرة القدم يعتبر من أهم المسابقات الرياضية في مصر، حيث يتنافس 16 فريقا علي درع الدوري، اللافت للنظر أن هذه المسابقة قد شهدت تساقط المديرين الفنيين الواحد تلو الآخر، فمنذ اللحظات الأولي لانطلاقة الدوري الحالي شهدت الملاعب رحيل عدد من المديرين الفنيين. لقد تقدم محسن صالح باستقالته من تدريب فريق سموحة الذي انهزم أمام الإنتاج الحربي 1/صفر في الأسبوع الأول من مسابقة الدوري الممتاز، وتبعه إسماعيل يوسف المدير الفني لفريق الجونة الذي تعرض للإقالة بعد الهزيمة التي مني بها الفريق أمام وادي دجلة بهدفين ضمن مباريات الجولة الثامنة من المسابقة ليحل محله أنور سلامة، ثم جاء الدور علي محمد عامر الذي تقدم باستقالته من تدريب المقاولون العرب عقب الهزيمة علي ملعبه أمام وادي دجلة 1/4 ليتم تعيين حمزة الجمل بدلا منه لكنه سرعان ما تعرض للإقالة بعد خسارة المقاولون بهدفين أمام فريق مصر المقاصة في الأسبوع العاشر، كما قامت إدارة نادي سموحة بعزل المدير الفني باتريس نوفو بعد تعادل سموحة أمام طلائع الجيش بهدف لكل منهما في المباراة التي أقيمت علي استاد الإسكندرية في الأسبوع الحادي عشر. ولم تمر سوي 24 ساعة علي إقالة نوفو حتي تعرض كابرال المدير الفني للاتحاد السكندري للإقالة بعد هزيمة الاتحاد بهدفين أمام إنبي ليخلفه محمد عامر، الغريب أن الأهلي أيضًا انضم إلي الأندية التي تعشق رحيل المديرين الفنيين قبل انتهاء الموسم الكروي، طالما نأت إدارة الأهلي بنفسها عن التعامل بالقطعة والإطاحة بالمدربين أثناء الموسم الكروي، غير أنها لم تستطع مواجهة الجماهير أو الإعلام واضطرت أن تقبل استقالة حسام البدري بعد هزيمة الفريق أمام الإسماعيلي في الأسبوع الحادي عشر، كما انضم مختار مختار المدير الفني للمصري إلي صفوف المدربين المستقلين بالدوري المصري بعدما قدم استقالته من تدريب الفريق عقب الخسارة بملعبه في بورسعيد أمام سموحة 1-3، وباستقالة مختار فقد بلغ عدد المدربين الذين تمت إقالتهم في الدوري المصري ثمانية مدربين، أي نصف مدربي فرق الدوري. لو كان مورينهو يتولي تدريب فريق الكرة بأحد الأندية المصرية لكان قد تعرض لهجوم عنيف من الجماهير التي تطالبه بالرحيل والترحيل. لهذه الأسباب، فإن مورينهو قد يفكر مرتين من قبل قبول أي عرض للتدريب في مصر، لعل شبح الهبوط الذي يخيم علي الأندية ويقلق مضاجع الجماهير هو الذي يجعلها تفقد صوابها عند تعرض فريقها للهزيمة، لكن ما نخشاه هو أن يرفض المدربون الأكفاء التعامل مع أنديتنا الرياضية إلا بعد وضع شروط قوية وقاسية لضمان حقوقهم الأدبية.