صاحب «يعقوبيان»: الفن لا ينفصل عن الحالة السياسية.. والتطرف فى العالم كله مرتبط بالهوس الجنسى.. والخيال مفتاح لفهم ما يحدث حولنا فى أول ظهور له بعد عودته إلى مصر قادما من فرنسا هاجم الأديب علاء الأسوانى جماعة الإخوان المسلمين بشكل غير مباشر، مدينا ما فعله أنصارها من اعتداء عليه فى أثناء وجوده بباريس قبل أيام، مما أدى إلى إلغاء ندوة كان يلقيها هناك، وإعادة تنظيمها فى اليوم التالى. جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها مكتبة الشروق مساء أول من أمس عن أهمية الأدب.
الأسوانى تحدث خلال الندوة عن روايته الصادرة مؤخرا «نادى السيارات»، قائلا إن الفن ليس منفصلا عن الظرف السياسى الراهن، باعتبار أن الفنون بأشكالها هى مفتاح فهم العالم، وبمثابة إعادة تركيب لحياتنا اليومية بشكل أكثر عمقا وجمالا ودلالة، مضيفا أن مهمة الأدب إزالة الهراء وكل ما ليس له معنى، بحيث يستمد الأديب تجربته الإنسانية من الواقع ثم يُعمل عقله ليصل إلى النموذج العميق المحمل بالدلالات للتعبير عن هذا الواقع.
صاحب «عمارة يعقوبيان» أضاف أن هناك من لم يتعدوا بعد مرحلة المتع التى تمس حواسهم بشكل مباشر كالأكل أو الشعور بالبرد، ملقبا إياهم ب«المصابون بالانحباس الحسى»، أى مسجونون فى إطار الحواس وخارج هذه الحواس الأولية لا يمكن توصيل أى معان إليهم، إلا أن هؤلاء لا يستمتعون بالموسيقى أو الأدب.
ورغم أن الأسوانى لم يأت على ذكر الإخوان بشكل مباشر، فإنه شن عليهم هجوما قاسيا، واصفا إياهم «بغير المقدرين للأدب، والكارهين للخيال»، مشيرا إلى أن الذين طعنوا نجيب محفوظ دون أن يقرؤوا له حرفا، هم من لا يفهمون من العالم سوى ما تدركه حواسهم الأولى، لافتا إلى أن التطرف فى العالم كله مرتبط بالهوس الجنسى، وأن الخيال هو مفتاح لفهم ما يحدث فى العالم بمنظور مختلف.
كما أكد الأسوانى خلال ندوته أن مقياس تحضر الأمم ليس بارتفاع مستوى دخل الفرد أو بالقوة العسكرية ولكن باحترام الإنسان والفنون، واصفا من هاجموه فى فرنسا ب«المجموعة العاطلة عن أى تذوق للفنون»، مضيفا أنهم دخلوا ندوته وسط حشود من الفرنسيين أرادوا الاستماع إلى كاتب مصرى، وقاموا بإلغاء الندوة، وهذا يكشف عن الجهد الكبير المطلوب إنجازه مستقبلا. وذكر الأسوانى أن أحد الحاضرين لندوة مناقشة «نادى السيارات» كان يظن أن هدف الندوة هو بيع السيارات، قائلا «هذا البيزنس نرفضه»، منتقدا ثقافة قطاع كبير من المصريين يستخدمون كثيرا من الكلمات بشكل يومى لا معنى لها كجزء من الثقافة العامة، مؤكدا أنه يسعى جاهدا أن لا يكتب جملا زائدة لا معنى لها أو لا تأثير لها فى النص الأدبى.
بينما اختتم صاحب «شيكاغو» الندوة، بالحديث عن روايته «نادى السيارات» التى استغرق فى كتابتها أربع سنوات، حيث تحكى الرواية عن اختراع أول سيارة فى العالم، وكيف أحب المصريون السيارات، رغم عدم تقبل عدة شعوب هذا الاختراع فى بداية الأمر، بالإضافة إلى ذكر الرواية قصة تأسيس نادى السيارات بمصر.