المسؤول الإدارى بالكنيسة: الجنود المكلفون بحراسة «العذراء» كانوا يوقعون. فى دفاتر الحضور والانصراف.. والنيابة تستدعيهم. تضاربت روايات الشهود يصعب عمليات البحث عن الجناة فى حادثة الاعتداء على كنيسة العذراء بالوراق، حسب مصدر أمنى.. بينما تواصل الأجهزة الأمنية بالجيزة عمليات البحث والتمشيط للتوصل إلى المتهمين بإطلاق النار على حفل العرس فى كنيسة العذراء بالوراق، الذى أسفر عن مقتل 4 وإصابة 18 آخرين.. اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة للبحث الجنائى والعميد مجدى عبد العال مدير المباحث يقودان فريقا بالتنسيق مع ضباط قطاع الأمن الوطنى، لتكثيف التحريات لتحديد هوية المتهمين.
رجال البحث بناء على تعليمات اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية مدير الأمن يمشطون الأماكن القريبة من مكان الحادثة والمشهورة باختباء العناصر الخطرة فيها، وتم تنفيذ مأموريات عديدة إلى البؤر فى إمبابة وأوسيم والعياط، للبحث عن عناصر يشتبه بتورطها فى الحادثة،
وأشار مصدر أمنى إلى أن أعمال البحث تسير فى ظروف صعبة بسبب عدم وجود أى دلائل تشير إلى هوية الجناة، وتضارب روايات الشهود واختلافهم فى وصف ملامح الجناة، بينما تواصل نيابة الوراق برئاسة ياسر عبد اللطيف، تحقيقاتها المكثفة فى المجزرة البشعة التى شهدتها ساحة كنيسة العذراء، واستمعت النيابة إلى أقوال 10 مصابين، و3 من شهود الواقعة بينهم عامل فى مقهى ومواطن تصادف مروره وقت ارتكاب المجزرة وثالث يعمل فى محل تجارى بالمنطقة.
عامل المقهى أفاد فى أقواله أنه فى أثناء وجوده فى مكان عمله المجاور للكنيسة، فوجئ بشابين يرتديان الملابس السوداء يستقلان دراجة بخارية دون لوحات، وعلى رأسيهما خوذتان سوداوان لا تظهران وجهيهما، يتوقفان أمام الكنيسة بالتزامن مع خروج الأهالى من الكنيسة، وقام من يجلس خلف قائد الدراجة بإطلاق النيران من بندقية آلية على المواطنين وفرا هاربين، وأكد العامل أن الخوذتين السوداوين كانتا تحجبان ملامح المتهمين تماما، وتطابقت أقوال الشاهدين الآخرين مع أقوال عامل المقهى.
وأشارت أقوال الشهود الثلاثة أمام النيابة، إلى أن الحادثة ارتكبت بغرض الإرهاب وتم التخطيط والتدبير لها مسبقا فى ظل غفلة أمنية تامة، نفذها محترفون ارتكبوا المجزرة البشعة خلال أقل من دقيقتين، وهو ما أكدته أقوال الشهود باستعداد الجناة لارتكاب الجريمة باستخدام دراجة بخارية دون لوحات معدنية كوسيلة انتقال سريعة، وتعمد المتهمان إخفاء وجهيهما، بالإضافة إلى تزامن وصول الجناة أمام الكنيسة فى توقيت خروج المدعوين إلى حفل الزفاف بالكنيسة، علاوة على السلاح الآلى متعدد الطلقات الذى مّكن الجناة من قتل وإصابة أكبر عدد ممكن من الضحايا خلال ذلك الوقت المحدود.
كما استمعت النيابة إلى أقوال المسؤول الإدارى بكنيسة العذراء بالوراق «عياد خلة»، حيث أكد إنه كان متواجدا بالداخل وقت إطلاق النيران ولم يرى أحدا وبمجرد خروجه فوجئ بأعداد كبيرة من المصابين كان قد سقط على الأرض بالإضافة إلى رؤيته سيدة كبيرة تجلس على كرسى غارقة فى دمائها وقد فارقت الحياة، مشيرا فى اقواله إلى عدم وجود قوات لحماية الكنيسة منذ 14 أغسطس الماضى يوم فض إعتصامى رابعة والنهضة وإحتراق قسم الوراق.
وكشفت تحقيقات النيابة أن الجنود المكلفين بحراسة الكنيسة، كانوا يوقعون فى دفاتر الحضور والانصراف بقسم الوراق، وأنهم أنهوا خدمتهم اليومية أمام الكنيسة رغم عدم تواجدهم منذ شهرين، وأمرت النيابة بإستدعائهم لسؤالهم، واستدعاء الضابط المسؤول عن توزيع الخدمات الأمنية لسؤاله.
كما أكد شاهد عيان آخر وجوده بجوار الكنيسة وقت وقوع الحادثة، وشاهد الملثمين وهم يطلقون النيران على معازيم الفرح بعدها فرا هاربين، ولفت نظره وجود سيارتين إحداهما ماركة «شاهين» وأخرى «فيات» كانتا تسيران بشكل بطىء جدا خلف الدراجة البخارية، التى كانت تقل المتهمين بغرض تعطيل الطريق خلفهما، حتى لا يستطيع أحد اللحاق بالمجرمين، وبعدها أسرعتا بالهرب خلف المتهمين بعد أن انتهيا من مهمتهما.
وأمرت النيابة باستعجال تحريات إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، وتحريات رجال الأمن الوطنى حول الحادثة، مع وجود دلائل لعملية إرهابية فى تنفيذها، واستدعاء أمينى الشرطة المكلفين بحراسة الكنيسة لسماع شهادتيهما حول الحادثة، وبيان أوجه تدخلهما للتعامل مع الجريمة، واتصالهما بقوات الأمن والمسؤولين وطبيعة تسلحهما وقت الحادثة.
واستمعت النيابة إلى أقوال 10 من المصابين، وكانوا فى حالة نفسية سيئة للغاية، وأبدوا خلال التحقيقات مدى الظلم والقهر الذى تعرضوا له باغتيال فرحتهم واحتفالهم بالقتل والدم، وقتل الأطفال والنساء وكبار السن، دون ذنب أو مبرر للغدر، وقالوا إنهم كانوا فرحين وخارجين من الكنيسة وفوجئوا بإطلاق النار بكثافة نحوهم وسقط الضحايا غارقين فى دمائهم وسط ارتفاع أصوات الصراخ، مؤكدين أن أهاليهم الناجين هم من حاولوا إسعافهم ونقلهم إلى المستشفيات، فى ظل تأخر سيارات الإسعاف.
وقال عدد من الشهود المجنى عليهم إن الجناة كانوا ملثمين واستقلوا دراجة بخارية وأطلقوا النيران بصورة عشوائية، بينما قال آخران إن منفذى الجريمة كانا يرتديان خوذتين قيادة موتوسيكل سوداوين وملابس شبابية «كاجوال» عبارة عن «تى شيرتات» ظهر منها أن بشرتيهما داكنة اللون، وتطابقت أقوال المجنى عليهما أصحاب رواية الملابس الكاجوال مع أقوال عامل المقهى بأن المتهم الذى كان خلف قائد الدراجة البخارية هو من قام بإطلاق النيران بكثافة عليهما وباقى أقاربهم الخارجين من الكنيسة.