لم تنته الأزمة بين القاهرة وحماس عند حدود الخلاف حول التوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة بل امتدت إلي أبعد من ذلك فكانت عملية اعتقال ما يزيد علي عشرة فلسطينيين من حركتي حماس والجهاد لمدة تزيد علي خمسين يوماً وتعذيبهم بمقار أمن الدولة بمثابة ملف جديد يفتح لتتوتر العلاقة أكثر بين القاهرة وقطاع غزة. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الأزمة بين القاهرة والقطاع احتدمت بشكل كبير خاصة بعد الإفراج عن بعض المعتقلين الفلسطينيين الذين تم حجزهم أكثر من خمسين يوماً في مقار أمن الدولة بعد تعذيبهم. وقالت المصادر ل«الدستور»: إن المعتقلين فضحوا النظام المصري بعد عودتهم للقطاع وسردهم قصص العذاب التي شاهدوها في مقار أمن الدولة والتي أطلقوا عليها أبو غريب المصرية وجوانتنامو العرب خاصة بعد تعذيب أحد المعتقلين حتي فقد عقله والآخر يكشف عن السلخانة التي تعرض لها والثالث يؤكد مقتل يوسف أبو زهري صعقاً بالكهرباء. ومن جانب آخر، كشف رئيس لجنة الرقابة وحقوق الإنسان في المجلس التشريعي الدكتور يحيي موسي عن إجراء اتصالات مع نظرائه المصريين لإطلاعهم علي هذا الأمر، مؤكداً أن النواب المصريين يقومون بجهد كبير جداً في متابعة هذا الملف، مستدركاً في الوقت ذاته أنه يضيق علي النواب المصريين وتجفف منابعهم من قبل النظام المصري مثلما يتعرض له نواب الضفة الغربية. ومن جانبه، نفي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور أنور أبو طه أن تكون لدي حركته أجندة مرتبة مسبقاً لاستهداف مصر، مؤكداً أن الهدف من إثارة مسألة تعذيب الفلسطينيين العائدين من العلاج في مصر إلي غزة هو وقف هذه الممارسات، وليس التشهير بمصر أو استهدافها. وأوضح الدكتور أبو طه أن حركة «الجهاد الإسلامي» معنية بفتح حوار مباشر مع القيادة المصرية من أجل وقف هذه التجاوزات وليس التشهير بمصر. وقال: القصة أن المعتقلين الستة الذين أفرجت عنهم أجهزة الأمن المصرية -بعد أن كانوا قد خرجوا من غزة للعلاج وتم اعتقالهم وهم في طريق العودة وتمَّ تعذيبهم- ليسوا هم آخر من تم اعتقالهم، فقد اعتقل قبل يومين خمسة آخرون في المطار، وتمت إهانتهم، وقد ظهر أحد المعتقلين السبت الماضي علي شاشات التليفزيون وذكر أسماء ضباط من الأمن المصري. وأضاف: نحن معنيون بوضع حد لهذا من خلال فتح حوار مع القيادة المصرية، فمصر شقيقة كبري لنا، والذي حصل من قِبَل بعض الأجهزة الأمنية لا نعتقد أنه يمثل نهجاً في مصر. جدير بالذكر أن أحد المعتقلين الفلسطينين قد كشف عن سبب وفاة شقيق القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» سامي أبو زهري، يوسف أبو زهري، وأكد أنه تم إعدامه في مقر جهاز أمن الدولة المصري جراء التعذيب الشديد الذي تركز علي صعقات كهربائية شديدة.