إصابة 3 جنود فى هجوم إرهابى جديد على سيارات للأمن المركزى فى سيناء ما زال الإرهاب يطل بوجهه القبيح فى سيناء. أمس تعرض عدد من سيارات تقل جنود الأمن المركزى بقطاع شمال برفح، كانوا فى طريقهم لقضاء إجازاتهم، لوابل من الرصاص الحى، أطلقه عليهم إرهابيون يستقلون سيارة، بالقرب من قسم الشيخ زويد.
المصادر أكدت أنه فى أثناء مرور السيارات فوجئ الجنود بإطلاق الأعيرة النارية من قِبل إرهابيين خلّفت تلفيات بجسم إحدى الحافلات وتحطم زجاجها، وأفادت مصادر طبية بالإسعاف بشمال سيناء إصابة المواطن محمد أبو الخير سلامة 21 عاما، من حى الماسورة برفح بطلق نارى بالفك السفلى، وإصابة مجندين بقطاع شمال للأمن المركزى هما عمر محمد أبو الخير 20 عاما، من محافظة أسيوط ومصاب بطلق نارى بالصدر من الناحية اليسرى، والمجند عادل يسرى عبد العزيز 22 عاما، من محافظة المنيا ومصاب بشاظية بالفخذ اليمنى، وإصابة ضابط الصف أشرف محمد عبد الحليم من محافظة المنيا بطلق نارى بالساق اليمنى، وتم نقل المصابين لمستشفى العريش العسكرى..
وأكد عدد من شهود العيان بمنطقة الشيخ زويد أن السيارات واصلت السير، وتم وضع المصابين فى مدرعة حتى نقطة إسعاف «قبر عمير»، وهناك تم نقلهم للمستشفى العسكرى بالعريش، مضيفين أن «الجنود أصبحوا مستهدفين فى طريق عودتهم إلى بيوتهم فى الإجازات، خصوصا أنهم يسيرون على الطريق الدولى برفح والشيخ زويد والتى تكثر فيهما العناصر المسلحة».
يذكر أنه بعد حادثة خطف الجنود السبعة قررت قوات الأمن المركزى تجميع الجنود فى سيارات خاصة وتسييرها فى حراسة مدرعتين مزودتين بطاقم من الجنود المدججين بالسلاح.
وعززت القوات من وجودها وشددت من عمليات التفتيش على الأفراد والسيارات بالطريق الدولى، كما تمكنت مباحث شمال سيناء من القبض على اثنين من العناصر الإرهابية المتورطين فى اقتحام وحرق وسرقة قسم شرطة بئر العبد وضبط عامل لاتهامه بالتحريض على التظاهر واستهداف القوات المسلحة والشرطة و16 محكوما عليهم. وقال بيان مديرية أمن شمال سيناء إن «مباحث قسم شرطة بئر العبد تمكنت من ضبط نبيل.م ح، 27 عاما، وأحمد.ص.ص، 25 عاما، مقيمين ببئر العبد، وهما من العناصر الإرهابية التى تقوم باستهداف قوات الشرطة والمنشآت العسكرية والمطلوب ضبطهما وإحضارهما فى واقعة اقتحام وحرق مبنى قسم بئر العبد وسرقة محتوياته والاستيلاء على الأسلحة والذخائر».
وأضاف «كانت معلومات قد وردت لوحدة مباحث قسم أول العريش تفيد قيام محمد.ع.ر، 56 عاما، عامل مقيم ضاحية السلام بالتحريض على استهداف القوات المسلحة والشرطة وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه.
كما تم ضبط 16 محكوما عليهم منهم 15 محكوما عليهم بجنح الحبس الجزئى و5 محكوم عليهم بجنح الحبس المستأنف، واثنان محكوم عليهما بجنح الغرامات الجزئية».
فى سياق آخر تشهد مدينة الإسماعيلية إجراءات أمنية مشددة، بعد محاولة استهداف مقر المخابرات الحربية بالمحافظة والذى أسفر عن جرح 6 من قوات الجيش التى كانت موجودة بالقرب من المقر وقت الانفجار. أجهزة الأمن بالإسماعيلية ترجح أن يكون تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذى تبنى من قبل محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم هو الذى يقف وراء عملية التفجير، خصوصا أنها تمت بواسطة سيارة مفخخة.
مصدر أمنى أكد أن هذا التفجير يحمل بصمات «بيت المقدس» لأنه يتشابه مع عمليات التفجير السابقة التى تمت لمبنى المخابرات الحربية برفح ومديرية أمن شمال سيناء، إضافة إلى أن قدرات هذا التنظيم المالية والفنية عالية وهو الوحيد الذى يضم عناصر لديها القدرة على تفخيخ السيارات، وحسب المصدر الأمنى نفسه فإن التفجير الذى استهدف مقر المخابرات الحربية استُخدمت فيه سيارة مفخخة تم وضع نحو 60 كليو جراما من مادة «تى إن تى» شديدة الانفجار بداخلها، وتم تفجيرها عن بعد.
خبراء المعمل الجنائى والأدلة الجنائية والمفرقعات أكدوا من خلال المعاينة الأولية أن السيارة المفخخة ماركة «سوزوكى سوفت» وأن أحد الأشخاص المجهولين قام بتوقيف السيارة فى ممر ضيق يفصل بين مبنى المخابرات الحربية وبرج التمساح وهو برج إدارى وسكنى يتبع قناة السويس ويقيم فيه عمال ومهندسى هيئة قناة السويس، وأضاف أنه جار التعامل مع الأجزاء التى تم تجميعها من السيارة من أماكن مختلفة ومتباعدة عن موقع الانفجار، وهذا يدل على شدة الانفجار وقوته، ونفى المصدر أن تكون السيارة التى يمتلكها أحد المقيمين بالبرج السكنى هى التى كانت تحمل المتفجرات، وقام رجال المعمل الجنائى والأدلة الجنائية بتجميع كل أجزاء السيارة المفخخة وإرسالها إلى المعمل الجنائى بالقاهرة لفحصها.
وقال اللواء محمد العنانى مدير أمن الإسماعيلية إن الانفجار أسفر عن إصابة 6 أشخاص وحالتهم جميعا مستقرة، كما أسفر عن تفحم وتحطم عدد من سيارات المواطنين وتهشم الجدار الخارجى لمبنى المخابرات الحربية وإتلاف 5 طوابق كاملة من البرج السكنى التابع لهيئة قناة السويس وتهشم النوافذ وتحطم محتويات الشقق بالكامل، وقام اللواء أركان حرب أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى، واللواء محمد العنانى مدير أمن الإسماعيلية واللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بتفقد موقع الانفجار وسط حضور عدد من أهالى الإسماعيلية بجوار موقع الانفجار مرددين هتافات مطالبة من اللواء أحمد وصفى قائد الجيش بالقضاء على الإرهاب. وتشهد المنطقة المحيطة بموقع الانفجار إجراءات أمنية مشددة من قبل رجال القوات المسلحة والشرطة وتم إغلاق كل الطرق المؤدية إليه، وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس إن القناة شهدت أمس عبور 58 سفينة بإجمالى حمولات 3.4 مليون طن، وهو ما يؤكد ثقة المجتمع الملاحى الدولى فى كفاءة إجراءات تأمين المجرى الملاحى، وأضاف أن القناة آمنة تماما والملاحة تسير بصورة طبيعية فى القناة، وأمر بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة وتيسير أعمال الإصلاح والصيانة للمبنى السكنى الذى تعرض لبعض الأضرار البسيطة، وقال فى بيان لإدارة القناة إنه تم التنسيق مع الجيش الثانى الميدانى وقوات الأمن الداخلى بتكثيف عمليات تأمين المنشآت الحيوية التابعة لهيئة قناة السويس، وكذلك رفع درجة تأمين المجرى الملاحى للقناة وتكثيف الوجود الأمنى.
وأثار هذا التفجير ردود فعل غاضبة داخل المحافظة، حيث دعت حركة كفاية بالإسماعيلية إلى تنظيم وقفة احتجاجية بميدان الممر بمشاركة القوى السياسية بالمحافظة للتنديد بالعمليات الإرهابية التى تحدث داخل البلاد والمطالبة بعودة الأمن داخل الشارع، وأعربت عن أسفها لتفجير مقر المخابرات، وطالبت الحركة بمحاسبة المقصرين وسرعة اتخاذ الإجراءات الأمنية لمعرفة الجناة وعودة الأمن القومى للشارع.
كما استنكرت جبهة «شباب الإنقاذ» بالإسماعيلية التفجير الإرهابى، وقالت فى بيان لها إن نوعية هذه الحادثة لن ترهب المصريين أو يثنيهم عن تحقيق أهداف الثورة وتطبيق القانون على الجميع ومحاكمة المعزول، وطالبت بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم لمحاكمة سريعة، مؤكدة أن هذه الحادثة يعد الامتداد الطبيعى لإرهاب المحظورة فى ظل حالة التراخى الأمنى الواضحة أمام مظاهراتهم، ونبهت الجبهة إلى أن الصبر الشعبى قارب على النفاد أمام حالة الإرهاب التى يعيشها أبناء الإسماعيلية.