وتكتب أسماء بعض الصحفيين على المادة الإعلانية دون علمهم يوسف بطرس غالي تفجرت أزمة جديدة في مؤسسة «الأهرام» بعد أيام من أزمة التدخل السافر من جانب الدكتور بطرس غالي وزير المالية في سياسة تحرير أكبر وأعرق مؤسسة صحفية عربية، حينما نجحت ضغوطه في منع نشر مقالات أسامة غيث مدير تحرير الأهرام التي تكشف مخاطر ومساوئ قانون التأمينات الجديد بعد أن تم نشر مقال واحد من 3 مقالات كان غيث يزمع نشرها كل يوم سبت في بابه «الأسبوع الاقتصادي» رغم أن الجريدة وعدت قراءها بنشر سلسلة المقالات ولم تعتذر عن عدم نشرها احتراما للقارئ واحتراما لتاريخها العريق. والأزمة المهنية الجديدة التي تورطت فيها «الأهرام» والتي كان وزير المالية طرفا فيها أيضا حدثت يوم الأربعاء الماضي، حينما نشرت الجريدة إعلانا علي صفحتين لصالح وزارة المالية للترويج لقانون التأمينات الجديد، إلا أن جريدة الأهرام العريقة نشرت الصفحتين الإعلانيتين دون أن تبرز للقارئ أنهما إعلان تسجيلي، ولم يقف الأمر عند هذا بل إن الصحيفة وضعت أسماء بعض الصحفيين علي الصفحتين دون علمهم ودون أن يكون هؤلاء الصحفيون قد شاركوا في تحرير الصفحتين الإعلانيتين. وقد أكد أسامة غيث - مدير تحرير الأهرام - أن ما فعلته الجريدة بنشرها صفحتين إعلانيتين دون أن تبرز للقارئ أنها موضوعات تسجيلية، بالإضافة لنشرها أسماء بعض الصحفيين علي هذه الأعمال دون علمهم هو غش وتدليس وضربة خطيرة لمصداقية أكبر وأعرق مؤسسة صحفية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، كما وضعت الصحفيين الذين كتبت أسماؤهم علي الصفحتين في موقف حرج أمام نقابة الصحفيين خاصة أن القانون يمنع عمل الصحفيين في مجال الإعلانات. أكد غيث أن التصرف الأخير من إدارة الأهرام والذي جاء بعد أيام من منع نشر مقالاته التي تكشف مساوئ قانون بطرس للتأمينات والذي يهدد عقد الأمان الاجتماعي في مصر يكشف عن خضوع الأهرام لضغوط بطرس غالي، الذي يملك قوة مسيطرة علي رئيسي مجلس إدارة وتحرير الأهرام تجعلهما يرتكبان هذه المخالفة، مما فجر استياء وسخطا عارما في مؤسسة الأهرام، وأشار إلي أن هناك تفكيرا جادا لتقديم شكوي ضد عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس الإدارة وأسامة سرايا رئيس التحرير إلي مجلس الشوري والمجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين حفاظا علي مصداقية الأهرام وعلي سمعتها ومستقبلها. اتهم غيث بطرس غالي بشن حرب شرسة لخصخصة نظام المعاشات وهدم بنية شبكة الأمان الاجتماعي في مصر وأنه يفتح أبواب جهنم أمام ثورة تهدد البلاد خاصة أن القانون الجديد يمس الحقوق الرئيسية للمواطن ومنها حقه في المعاش التقاعدي الذي كانت مصر من أوائل دول العالم في تطبيقه منذ القرن التاسع عشر بصور مختلفة. وقد اتهم مدير تحرير الأهرام الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المؤسسة بالإذعان لضغوط بطرس غالي وتوجيه سياسة الأهرام التحريرية لخدمة السياسات الاقتصادية التي يريد بطرس غالي تطبيقها في مصر والتي كان التيار الأصولي الأمريكي يريد تطبيقها في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا أنه فشل في تمريرها في الكونجرس بسبب المعارضة الشديدة من الرأي العام الأمريكي، وأعرب غيث عن دهشته من قيام الدكتور عبدالمنعم سعيد برفع لواء الليبرالية التي تتيح الرأي والرأي الآخر، إلا أنه في التطبيق العملي ضاق ذرعاً بنشر الآراء التي تخالف وجهة نظر بطرس غالي وقام بمنع مقالاته التي تكشف عوار قانون بطرس لخصخصة المعاشات الذي يهدد الأمن الاجتماعي في مصر.