«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يريد الرئيس مبارك معرفة اسم المسئول الذي تلقي رشوة مرسيدس فعلاَ؟

«الدستور» تواصل رحلة البحث عن هويته في مصر وألمانيا وأمريكا
هل يريد الرئيس مبارك معرفة اسم المسئول الذي تلقي رشوة مرسيدس فعلاَ؟
عندما تنفجر أو تتكشف خيوط أي عملية رشوة لمسئول حكومي في أي نظام سياسي محترم فإن كهنة هذا النظام وسدنته يسعون علي الفور لتوضيح الأمور ووضع الحقائق كاملة أمام الرأي العام المحلي احتراما لحقه في المعرفة وتداول المعلومات من جانب وللدفاع عن سمعة النظام السياسي نفسه من جانب آخر.
لكن الحاصل أنه علي الرغم من توافر المعلومات حول ما يمكن اعتباره أكبر قضية رشوة عرفتها البلاد عندما قدمت شركة دايلمر بنز الألمانية المنتجة لسيارات مرسيدس الشهيرة والفاخرة الرشوة - الشركة - لمسئول مصري حكومي كبير لتسهيل شراء سيارات ومعدات منها فان الجميع في الحكومة والنظام الحاكم التزم الصمت وكأن الوقائع المشارة إليها تخص دولة أخري وتعني شعبا آخر.
إدمان الفشل
لو أن الحكومة تحركت بشكل سياسي ودبلوماسي رفيع لكان اسم هذا المسئول المجهول الهوية موضوعا في ملف أحمر اللون علي مكتب الرئيس حسني مبارك في اليوم التالي لكن ولأن الحكومة لم يعد لديها ماتعانيه من حمرة الخجل فان أداءها في هذه القضية ظل باهتا ويائسا علي نحو يدعو للاشمئزاز والاستغراب.
أيها السادة يا من تدعون الطهارة ونظافة اليد والنزاهة والشفافية وككل هذه المسميات البلاغية التي تلوكونها صباح مساء بلا معني هاهي الفرصة أتت إليكم علي طبق من ذهب لكي تبرهنوا علي صحة هذه المزاعم.
أين ذهبت تأكيدات الرئيس مبارك في كل أحاديثه علي عدم التستر علي أي فساد أو انحراف والضرب بيد من حديد علي كل من يتسبب في إحداث الفساد في أجهزة الدولة أو أنظمتها أو العاملين بها أو غش المتعاملين فيها أو التربح غير الشرعي أو أي صورة أخري من صور الفساد.
تلك حكومة أدمنت الفشل حتي بات جزءًا من سياستها وآخر ما يعنيها هو نظرة رجل الشارع العادي إليها وطالما أن الرئيس راض بما يجري تحت نظره وسمعه، فليبق رئيس الوزراء أحمد نظيف في مكتبه آمنا مطمئنا وليذهب هذا الشعب البائس إلي الجحيم .
رواية النظام
ثمة من يعتقد أن هذه الرشوة علي قلة المبالغ المدفوعة فيها تستهدف في الأساس تشويه سمعة النظام الحاكم في مصر علي اعتبار أن الرشوة المدفوعة تبدو صغيرة مقارنة بحجم ونشاط الشركة الألمانية وثانيا لكون الرشاوي لا تدفع عادة بتحويلات بنكية وإنما يفضل المرتشي حفاظا علي سريته وضمانا لعدم ملاحقته تلقيها كأموال سائلة( كاش) أو عبر وسيط ثالث غير معلوم.
وقال قيادي بارز في الحزب الحاكم طلب عدم تعريفه، هذه القضية في تقديري تستهدف تشويه سمعة النظام، لا أعتقد أن هذه الأموال الضئيلة تؤخذ علي سبيل الرشوة، هذا تشويه لكبار موظفي الدولة».
وتابع ل ( الدستور) الثمن زهيد وحقير بالنسبة لشركة عملاقة، لا أحد يتلقي رشوة بهذه الطريقة هذا ليس معناه أن لدينا أشخاصًا طاهرين، إنما في إطار النظام الدولي الاقتصادي الجديد لا تصبح الرشوة بهذا الشكل.
وعلي الرغم من أن الحكومة أعلنت علي لسان رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة، عن تقدمها بطلب إلي السلطات الأمريكية وشركة «ديملر مرسيدس بنز» الألمانية، للحصول علي معلومات عن المسئول الحكومي البارز المتورط في قضية الحصول علي رشوة من الشركة إلا أن ثمة شكوكا قوية في أن تقدم هذه الجهات علي الكشف عن متلقي الرشوة.
وقال رشيد في عدة تصريحات صحفية وتليفزيوينة مؤخرا إن الدولة تحركت في قضية الرشوة بشركة «ديملر بنز»، مشيراً إلي أن أوراق القضية بين الحكومة الأمريكية والشركة الألمانية، منوها بأنه «فيما يتعلق بمصر لم تذكر البيانات أسماء المتورطين، وبالتالي تقدمت مصر بطلب رسمي للحصول علي المعلومات والبيانات، وحتي يصدر ذلك لا أحد يمكنه الحديث في هذا الموضوع».
لكن وزيرا في الحكومة طلب عدم تعريفه قال ل ( الدستور) «نتمني أن يقدم لنا الأمريكيون اسم هذا المسئول لمحاكمته أخشي ما أخشاه أن الحكومة الأمريكية لا تريد الإفصاح عن الاسم لأنه ليس هناك اسما في الأصل».
بازيتا المجهول المعلن
(الدستور) من جهتها سعت للوصول إلي الأمريكي ديفيد بازيتا الموظف السابق في الشركة الألمانية وأول من كشف تفاصيل هذه الرشوة قبل أن ينتقل لاحقا للعمل في شركة أمريكية أخري تقدم استشارات فنية ومالية لعدد من الشركات العاملة في مجال الصناعة.
لم يكن الرجل شخصا عاديا في الشركة التي التحق للعمل بها للمرة الأولي في شهر يناير عام 1983 حيث ظل يعمل بها لمدة عشرين عاما وتسعة شهور بالتمام والكمال قبل أن يتحدث للمرة الأولي عن تفاصيل الرشاوي المالية التي قدمتها شركته لعدة مسئولين في حكومات عربية وأسيوية وأفريقية لتسهيل أعمالها وضمان حصولها علي طلبات لشراء السيارات.
تقول السيرة الذاتية المحدودة والمتاحة للرجل علي شبكة الإنترنت إنه خريج كلية والش للمحاسبة وإدارة الأعمال التي تتخذ من ولاية ميتشيجن الأمريكية مقرا لها، وهو أمضي سنوات في الدراسة للحصول علي درجات علمية مختلفة من نفس الكلية.
يعيش ديفيد حاليا في مدينة ديترويت التي تعتبر من أكبر مدن ولاية ميتشيجن الأمريكية وتبلغ مساحتها 370.2 كم2 وعدد سكان مدينة ديترويت 900198 نسمة، وتصنف في المرتبة العاشرة بالنسبة لمدن الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لإحصائيات لعام 2000، علما بأنها أصبحت المدينة الحادية عشرة من حيث عدد السكان بعد سان خوسيه بكاليفورنيا عام 2004،
تعرف المدينة التي تجاور ديترويت مدينة ويندسر بأونتاريو كندا، بصناعة السيارات، وتسمي أحياناً باسم «Motor City » أي مدينة المحركات أو السيارات بسبب ذلك طبقا لموسوعة ويكيبيديا الحرة..
لكن ديفيد الذي عرفت قضيته طريقها إلي المحاكم الأمريكية، مازال يرفض أن يكشف اسم المسئول المصري الذي قال في أوقات سابقة وفي أوراق الدعوة القضائية أنه تلقي رشوة مالية من الشركة الألمانية لتسهيل أعمالها في مصر.
وفي الدعوي الجنائية التي رفعتها في المحكمة الجزئية الأمريكية في واشنطن، اتهمت وزارة العدل الشركة الألمانية لصناعة السيارات بانتهاك قانون الممارسات الأجنبية، كما رفعت لجنة الأوراق المالية والبورصات شكوي منفصلة في الشق المدني.
واتهمت الشركة بدفع الرشاوي في الصين، كرواتيا، مصر، اليونان، هنغاريا، أندونيسيا، العراق، ساحل العاج، لاتفيا، ونيجيريا، روسيا، صربيا والجبل الأسود، تايلند وتركيا وتركمانستان وأوزبكستان وفيتنام وغيرها من البلدان للمساعدة في «تأمين عقود مع عملاء الحكومة لشراء سيارات دايملر تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات».
رشاوي مغطاة
ووفق نص الاتهام الواقع في 27 صفحة، فإن الشركة الألمانية قدمت رشوتين الأولي بمبلغ 1.1 مليون مارك ألماني ثم رشوة أخري بمقدار 322 ألف يورو (حوالي 2.5 مليون جنيه) للمسئول المصري الذي لم تسمه العريضة بغرض تسهيل أعمال ومبيعات الشركة في مصر.غير أن العريضة قالت إن الدفع تم عن طريق شركة تسمي نفسها «كونسالتنج إيجيبت» أو «مصر للاستشارات» عمل فيها هذا المسئول كغطاء لعملية الرشوة، بحسب العريضة.
وقالت العريضة إن المبالغ دفعت «لتأمين شراء شاسيهات سيارات علاوة علي عربات إطفاء للمصنع، لافتة إلي أن المصنع المذكور تملكه الحكومة المصرية ويقوم بشراء شاسيهات وقطع غيار من مرسيدس».
ومولت الرشاوي المزعومة، بين يناير 1998 و2008، من خلال شركات وهمية وفي حالة واحدة، قامت دايملر بإنشاء شركة محدودة في الولايات المتحدة لدفع الرشاوي .
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن دايملر حققت ما لا يقل عن 50 مليون دولار من الأرباح نتيجة للرشاوي.
رد الشركة الألمانية
لم يكن الوصول إلي ديفيد سهلا علي الإطلاق فالمعلومات المتاحة عنه عبر شبكة الانترنت تبدو محدودة للغاية,وهو يتجنب بشكل عام أي اتصال بوسائل الإعلام الأمريكية والعالمية منذ أن كشف تفاصيل هذه الفضيحة المدوية.
وبعد عشرات المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية مع بعض أصدقائه ومعارفه وزملائه في العمل خرج بازيتا للمرة الأولي عن صمته ليقول عبر صديقه وزميله في العمل لين برزوزفيسكي أنه استجابة لنصائح مستشاريه القانونيين فإنه لن يتكلم في هذه المرحلة.
وقال لين عبر الهاتف إنه يأمل في تفهم مبررات موقفه والحساسية التي تعتري القضية برمتها, مشيرا إلي أنه رفض مؤخراً عدة عروض إعلامية انهالت عليه لإجراء مقابلات تليفزيونية وصحفية مع كبريات وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية حول هذا الموضوع.
رحلة البحث التي أجرتها (الدستور) عن اسم المسئول المصري الذي تلقي وفقا لمزاعم بازيتا الرشاوي لم تتوقف, فيما اعتذر مسئول في شركة دايملر بنز الأمانية عن الكشف عن اسم المسئول الكبير في الحكومة المصرية الذي تلقي رشوة مالية من الشركة التي تنتج سيارات مرسيدس لتسهيل عمليات تجارية وشراء معدات وقطع غيار من الشركة بعدة ملايين من الدولارات.
وقال أوت فيست فليبرج مسئول الشئون القانونية والسياسية بشركة دايملر من مقر الشركة في مدينة شتوتجارت الألمانية في رده علي أسئلة وجهتها إليه (الدستور) عبر البريد الالكتروني حول هوية هذا المسئول المصري: «مع الأسف, ليس هناك المزيد من المعلومات حول هوية هذا المسئول، باستثناء ما ورد في ملفات وزارة العدل الأمريكية والجهات الأمريكية والأمانية المختصة».
وأضاف فليبرج في رسالته: «قد قمنا بتطبيق برنامج أكثر صرامة لضمان عدم حدوث هذه الانتهاكات مجددا, لقد تعلمنا الكثير من هذه الحوادث وفي المقابل قمنا بتعزيز الروابط الداخلية في شركتنا ونتخذ إجراءت صارمة لضمان سيطرتنا علي هذه الروابط».
في المقابل قالت لورا سويني، المتحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية في لقاء هاتفي مع وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: «لدينا الأسماء لكنه لا يمكننا الإفصاح عنها حيث إن هناك سياسة تمنعنا من الإفصاح عن أسماء أشخاص لم توجه لهم اتهامات بعد».
وقالت سويني إن القضية كانت موجهة ضد شركة مرسيدس وليس ضد الموظفين الحكوميين في عشرين دولة.
وقال جون هايني، المتحدث الرسمي باسم هيئة سوق المال والتدوال الأمريكية :«إننا نشعر إننا قد كشفنا عن كل ما هو مناسب حتي الآن. ولن نقوم بكشف المزيد».
غير أن محاميين أمريكيين متخصصين في قانون مكافحة الفساد في الدول الأجنبية انتقدوا الحكومة الأمريكية بشدة واستغربوا تكتمها علي المسئولين الأجانب في هذه القضية ومنهم مسئولون في مصر والعراق وتركيا قائلين إن الحكومة الأمريكية استطاعت تحريك دعاوي دولية في قضايا مشابهة ضد موظفين لحكومات أجنبية.
ولفت المحامي مارك بون في رسالة لوكالة أنباء أمريكا إن أرابيك لوجود حالات قاضت فيها الحكومة الأمريكية مسئولين أجانب وكشفت عن أسمائهم بناء علي طلبات من دولهم المعنية ومنهم مسئول بارز في هايتي متهم بغسل الأموال ومسئول آخر في وزارة السياحة في تايلاند بعد تلقيه رشاوي.
وقال مارك بون الذي يعمل في شركة ميلر اند تشيفلير تشارتدرد، التي مقرها واشنطن العاصمة، انه في حال توجه هيئة تحقيقات مصرية، مثل النائب العام بمخاطبة وزارة العدل الأمريكية بأن ما تبين حتي الآن يمكن أن يكون كافيًا لبدء التحقيقات في مصر «فعندها ربما ستكون وزارة العدل» في أمريكا مجبرة عل الإفصاح عن اسم المسئول الذي تلقي مدفوعات من دايملر بنز.
وقال مايك كويلر استاذ القانون التجاري بجامعة بتلر باندينابوليس، أن ما تقوم به وزارة العدل نوع «من السخافة» حيث إن أمريكا عضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تطالب أعضاءها بمكافحة العمليات التجارية الدولية الفاسدة «التي تؤثر في المصلحة القومية الاقتصادية للبلاد» أيا كانت تلك البلاد.
وقال كويلر إن تساهل وزارة العدل الأمريكية مع ديلمر والموظفين المرتشين حول العالم «يعتبر أكبر مزحة في تاريخ شهر أبريل» لأنه يشجعهم علي الاستمرار في ممارساتهم. وقال إن ما تقوم به وزارة العدل الأمريكية «لا يساعد علي الترويج لاحترام القانون».
وكانت وزارة العدل قد وافقت علي إيقاف عملية المقاضاة وتسويتها مدنيا نظير قيام دايملر بدفع 185 مليون دولار.
فساد الحكومة باعترافها
في بلاغة لا يحسد عليها، قال أحمد درويش وزير التنمية الإدارية الذي يرأس اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، لا فض فوك إن معظم أشكال الفساد لدينا تتعلق بالجهاز الإداري، وهو اعتراف رسمي بمدي تغلغل الفساد في أروقة الدولة ودواوين الحكومة.
وقبل فترة لخص بيتر ايجن رئيس منظمة الشفافية العالمية والمسألة في حديث لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية عندما قال بوضوح نحن نعتبر الفساد السياسي هو الأصل لكل الشرور فالطبقة السياسية التي وصلت للحكم سواء عن طريق الانتخابات المزورة أو بمساندة «جماعات المصالح» لا يمكن توقع أن تكون تلك الطبقة السياسية علي درجة من الأمانة والنزاهة في الحكم .
ولاحظت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني في صفحتها الخاصة بمصر أن المساءلة والشفافية في النظام القانوني اللوائح تتسم بالضعف، ونفس القول ينسحب علي التنفيذ. وهذا يتضمن مساءلة الحكومة والبرلمان، رغم وجود لوائح تحكم تعارض المصالح والإفصاح عن الذمة المالية. علاوة علي ذلك، يوجد نقص كبير في الوصول إلي المعلومات وإيجادها وتداولها. ولقد حدد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عدة عوامل تمثل سياق القوة الذي يوجد فيه الفساد، منها ضعف القدرات الرقابية لدي منظمات المجتمع المدني، خاصة في الشبكات المكونة من منظمات المجتمع المدني، وضعف الصحافة التي تتناول قضايا الفساد بمهنية، وكذا عدم توفير حماية للمبلغين وفكرة الإفلات من العقاب بشكل عام، وتهميش الفقراء في سيادة القانون والاحتكام إلي القضاء.
وبشكل عام لا تزال مصر تحتل مكانة متدنية في مؤشر إدراك الفساد منذ عام 1998 - 2009، وجاءت في المرتبة 111 من بين 180 دولة في مؤشر إدراك الفساد الأخير لعام 2009.
وقالت المنظمة المعنية بمحاربة الفساد حول العالم ومقرها برلين إن الجهود الحكومية لمحاربة الفساد وسوء استغلال السلطة غير فاعلة بسبب تضارب المصالح والتدخل السياسي وضعف تطبيق القانون ومحدودية إمكانية الوصول إلي المعلومات.
وذكر استبيان أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن 80% من الأفراد يرون أن عضوية رجال الأعمال في مجلس الشعب تزيد من فرص الفساد.
وخلص أول تقرير حكومي من نوعه في مصر حول الفساد الإداري، أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء تحت عنوان: «منهجية ونتائج مؤشر إدراك الفساد الإداري علي مستوي المحليات»، إلي أن الفساد الإداري منتشر في جميع محافظات مصر بدون استثناء، وثلثا المواطنين المصريين أدركوا واقعه، أو تعرضوا لوقائعه. وبالنسبة لأسباب انتشار الفساد، أكد تضافر مجموعة من الأوضاع التي توفر بيئة حاضنة للفساد، أولها ارتباطه عكسيًا بديمقراطية النظام السياسي، بمعني أنه يترتب علي ضعف الشفافية وغياب الإفصاح عن المعلومات الخاصة بالدولة وأعمالها الاقتصادية، إضافة إلي قدرة المسئولين الحكوميين وكبار الموظفين علي خرق القانون والإخلال بالالتزامات الوظيفية بغرض تحقيق الكسب غير المشروع.كما حذر التقرير من أن رواتب الموظفين حينما تكون هزيلة يزداد الإغراء لهم بالتورط في الممارسات الفاسدة. وعود علي بدء، فإن قصة رشوة المرسيدس إما أن تكون فقاعة صابون سرعان ما ستذهب بلا أثر، أو تكون بداية لسلسلة من فضائح الفساد التي ستعجل بسقوط النظام كما حدث هنا وهناك، وفي الانتظار فإن الرئيس لا بد أن يكون معنيا بالبحث في خلفية ما حدث ويحدث، لكن تلك كما يقولون قصة أخري!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.