في الفترة الماضية خرجت كل أعمدتي معادة بسبب وجودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية لفترة الترميم والفحص الطبي السنوي، وكان المفترض أن أحصل بعد آخر مقال نشر علي إجازة استشفاء معقولة أتوقّف خلالها عن الكتابة إلا أن تلك المناظرة المضحكة المبكية التي أجريت علي الهواء مباشرة وشاهدها العالم كله (يادي الفضيحة) بين الدكتور البرادعي وأحمد عز والدكتور سعد الدين إبراهيم استفزتني بشدة، وخاصة مع ردود الأخ عز التي بدت وكأنها ردود مسئول عتيق من القرن التاسع عشر أو من عصر محاكم التفتيش يحاول إقناع المستمعين بأنه ينتمي إلي حزب الملائكة، وأن من يتحدثان بلغة العصر من حوله هما اللذان لا يفهمان أحمد من الحاج أحمد في حين أن كلامه هو يثبت أنه لا يعرف أحمد من المقدّس منقاريوس، ويري أنها تشابه أسماء فقط !!.. ولقد ذكّرني هذا برواية من روايات الخيال العلمي اسمها «1984» كتبها الكاتب المبدع والمفكّر جورج أورويل عام 1884 متخيّلاً فيها ماسيكون عليه العالم بعد مائة عام، وفي روايته تنبأ أورويل بأن التكنولوجيا ستسود العالم، وأن الحكومات الديكتاتورية الفاشية ستستخدم هذه التكنولوجيا للسيطرة علي شعوبها ومراقبتها ليل نهار وسمي ذلك النظام (الأخ الكبير)؛ لأن الحكومات في روايته كما في الحقيقة كانت تستخدم نظام الأخ الكبير هذا لقهر شعوبها وضمان سيطرتها عليها والأهم لضمان استمرارها في السلطة. وعلي الرغم من شعور الكل بالقهر كان نظام الأخ الكبير هذا يتحدّث بلغة الاستعباط ليل نهار؛ ليقنع الشعب المقهور بأنه إنما يفعل هذا لصالحه.. ونظرة لما قاله أخوهم عز ولما حاول أن يبرر به تخلّف النظام، وهستيريا القمع الأمني، وسياسة التنكيل بكل من يعترض.. تؤكّد لنا أن أورويل كان بعيد النظر تماماً وصاحب رؤية مستقبلية مدهشة عندما كتب روايته، والفارق الوحيد بين روايته التي كتبها من أكثر من نصف قرن وما يفعله نظام الحكم الحالي هو أن النظام عندنا عدّل الاسم إلي (الأخ العبيط) بدلاً من (الأخ الكبير) وإلا لما اختار رجل أعمال مبغوض من الشعب المصري ليقف وسط مناظرة كهذه يريد أن يقول فيها علي الهواء وبلا خجل أو حياء إن البلاوي التي تحدث هنا والتي يراها العالم كله أوّلاً بأوّل وعيني عينك لم تحدث، وإن قانون الطوارئ سيئ السمعة أمر طبيعي علي الرغم من أنه لا مثيل له في إسرائيل نفسها وإنه سيرفع عندما يحل السلام في الشرق الأوسط ( بقي بالذمة في حد بيفهم ألف باء سياسة يقول كده ) أي أنه في رأي عز أفندي أنه لو لم يسد السلام في الشرق الأوسط لألف سنة قادمة فلن يرفع قانون الطوارئ!! طب ما تسموها بقي جمهورية مصر الطارئة الحزب وطنية وتريحونا .... وكلام الأسطي عز لم يسئ إليه فحسب وإنما أساء إلي الحزب الذي ينتمي إليه كله لأنه اختار أسوأ رسول للمناظرة و.... لنا بقية.