بعد أن رفعت الجماعة أعلام القاعدة فى كل مظاهراتها ومسيراتها الأخيرة، يبدو أنها تتحول بشكل كامل إلى تنظيم إرهابى يعمل تحت الأرض كما تفعل القاعدة، فها هى قناة «الجزيرة مباشر مصر» تذيع فيديو للقيادى الإخوانى الهارب محمد البلتاجى، وهو بالضبط ما كانت تفعله مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، ومن بعده مع الزعيم الجديد أيمن الظواهرى. وهكذا يبدو أن قياديى الإخوان سيظلون فى مخابئهم مطاردين من الأمن والشعب، كما يعيش إرهابيو القاعدة فى الجبال البعيدة، ويكتفون بالتواصل مع العالم الخارجى وبث رسائلهم المسمومة من خلال الفيديوهات، التى تتولى إذاعتها القناة الكارهة لمصر «الجزيرة».
البلتاجى بوجهه غير المألوف خرج ليطل علينا من جديد ليبث الأكاذيب ويروج الإشاعات ويحرض على الاقتتال، رافضا اتهام الجماعة بالإرهابية وكال الاتهامات لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، مطالبا قيادات الجماعة المحبوسين حاليا على ذمة قضايا جنائية بعدم التعامل مع النيابات التى تجرى التحقيق معهم بدعوى أن هذه النيابات تابعة للانقلابيين، وهو ما يؤكد أن الجماعة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن البلتاجى خرج ليناشد المصريين ويتوسل إليهم من أجل إنقاذ الجماعة وقياداتها.
«الدستور الأصلي» ومن خلال الفيديو الذى بثته قناة «الجزيرة» القطرية تمكنت من التوصل إلى أن هذا الفيديو تم تسجيله منذ خمسة أيام، وهو ما كشفه البلتاجى نفسه عندما قال «أطالب قيادات الجماعة المحبوسين بعدم الرد على أسئلة النيابة كما فعل حسن البرنس اليوم»، وهو ما يعنى أن الفيديو تم تسجيله فى اليوم الثانى من القبض على حسن البرنس القيادى بالجماعة ونائب محافظ الإسكندرية السابق.
الفيديو كشف أيضا أن التصوير تم داخل أحد المكاتب الإدارية بعد أن جلس البلتاجى على أحد الكراسى المتحركة التى يتم وضعها أمام المكاتب، وظهرت فى الخلفية «ستارة» تحمل اللون الأبيض وبها خطوط من اللون الأحمر، ويُرجَّح أن يكون تم هذا التسجيل داخل أحد المصانع، وهو ما ظهر من الأصوات التى صاحبت الفيديو التى تشبه أصوات الماكينات، وبدا من خلال مقطع الفيديو أن البلتاجى غيَّر هيئته بشكل ملحوظ، حيث حلق شاربه وقام بتغيير نظارته بأخرى بنية اللون.
القيادى الإخوانى والمطلوب على ذمة قضايا جنائية محمد البلتاجى، قال فى كلمة متلفزة بثتها قناة «الجزيرة مباشر مصر» أول من أمس، إن ما حدث فى مصر فى الفترة الأخيرة هو إعادة لمبارك إلى قصره، وإعادة مصر إلى كونها دولة عسكرية والقضاء على الحريات فيها بشكل تام، وأضاف أن ما حدث فى سجن أبو زعبل لم يشهده العالم بأسره وأن هذا يأتى فى إطار الانتهاكات التى يمارسها الانقلابيون، مشددا على أن عملية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة أسقطت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، وأن الجيش «لم يكتف بقتل شعبه، بل سعى لقتل جنوده فى محاولة لصرف الأنظار عما حدث فى أبو زعبل»، واعتبر البلتاجى أن الحديث عن اتهام الجماعة بأنها إرهابية «محاولة ساذجة» من النظام للهروب من المسؤولية السياسية إلى عملية أمنية، مؤكدا أن النظام الحالى لم تعترف به سوى خمس دول، وباقى دول العالم ترى أن ما حدث فى الثالث من يوليو انقلاب، إضافة إلى أن «الأعداد التى نزلت للمشاركة فى 30 يونيو خدعت وعلمت حاليا أنه انقلاب دموى».
وأوضح القيادى الإخوانى أن «معتصمى رابعة العدوية ظلوا طوال 48 يوما ينددون بالانقلاب العسكرى بأفواههم فقط وليس بأيديهم»، مضيفا أن كل جريمته هى أنه وقف ضد ما سماه ب«الانقلاب العسكرى»، متابعا «الانقلابيون يسوقون حجة الحرب على الإرهاب لتبرير الانقلاب فى الخارج»، مضيفا «اعتصام رابعة كان محاطا بعديد من مؤسسات القوات المسلحة التى لم يتم الاعتداء عليها»، ولفت البلتاجى إلى أن هناك منظمات زارت الاعتصام وأوضحت كذب وزير الداخلية، وأيضا «لو كان هناك سلاح فى رابعة العدوية، فكان أولى أن يدافع المعتصمون به عن أبنائهم الذين سقطوا شهداء. قولوا لنا عن واقعة واحدة اُتهم فيها الإخوان، لكن تهمة التحريض لغة مطاطة وسيثبت إثبات كذبها»، داعيا قيادات الإخوان المحبوسين إلى عدم التعامل مع النيابة ولا جهات التحقيق، لأنها «مؤسسات غير شرعية»، مثلما فعل نائب محافظ الإسكندرية السابق حسن البرنس.
وتساءل البلتاجى «هل الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع علم مؤخرا فقط أن جماعة الإخوان هى جماعة إرهابية، رغم أنه كان رئيسا للمخابرات الحربية؟ وأيضا: كيف سمح لعضو فى جماعة إرهابية بأن يترشح للرئاسة؟ وكيف أصبح هو وزيرا فى حكومته؟»، مضيفا «لا تنخدعوا بأكاذيب الانقلابيين التى تصفنا بالإرهابيين، فيد هذا النظام غارقة فى بحيرات الدم، ولا تسمحوا لأنفسكم بأن تقفوا صامتين وتبرروا لأنفسكم السكوت عن هذه المجازر»، مشددا على أنه «ما من مسلم خذل أخاه فى طلب إلا خذله الله»، واختتم كلمته قائلا «والله ما وقفنا وقدمنا هذه التضحيات إلا ليقف الشعب عزيزا حرا، لا يملى عليه أحد إرادته. لقد خرجنا ووقفنا فى مواجهة الانقلابيين من أجل كرامتكم أنتم».
رئيس حزب التحالف الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ الدكتور عبد الغفار شكر اعتبر أن هذه الخطوة ربما تكون هى الخطوة الأخيرة لتنظيم الإخوان، مضيفا أن الجمعة المقبل ستثبت ما إذا كان التنظيم قد انتهى وفقد المتبقون من القيادات السيطرة عليه أم ما زال ينبض بالحياة؟ وأضاف أن هناك نقطة هامة للغاية وهى قيام البلتاجى بإرسال الفيديو إلى قناة «الجزيرة»، وهى القناة التى تقوم ليل نهار بإذاعة الكذب على الشعب المصرى، مضيفا «إرسال الفيديو للجزيرة يؤكد تورطها مع هذه الجماعة والتى أصبحت غير مرغوب فيها».
شكر اعتبر أن ما جاء بكلمة البلتاجى يؤكد أن هناك فقدانا لعملية التواصل بين قادة الجماعة وأعضائها، وحاول البلتاجى أن يستعطف الناس من أجل النزول إلى الشارع فى المليونية التى دعوا لها 30/8 المقبل، عندما قال ما من مسلم خذل أخاه فى طلب إلا خذله الله، مطالبا قوات الأمن بالبحث والتحرى لمعرفة المكان الذى سجل فيه الفيديو من خلال الأساليب الإلكترونية المتبعة بوزارة الداخلية.