تتميز الكوميديا الرومانسية بأنها أفضل أنواع الكوميديا وأنجحها في الوصول إلي عدد كبير ومتنوع من المشاهدين، وعلاقة الحبيبين أو الزوجين علي شاشة السينما من أشهر تيمات الفيلم الكوميدي علي الإطلاق.. يقدم فيلم «The Bounty Hunter» من إخراج «أندي تاننت» وسيناريو «سارة ثورب» نموذجًا لمواصفات الفيلم الكوميدي الرومانسي الفاشل.. إنه نموذج الفيلم الذي اختار كل المواصفات الخاطئة وأصر عليها بحمق شديد، وأولي هذه المواصفات أن الفكرة الكوميدية الجذابة وحدها لا تصنع فيلماً كوميدياً ناجحاً، والأمر الثاني أن منح بطولة الفيلم لنجمين محبوبين لن يدفع المشاهد للتغاضي عن كل العبث الذي قدمه السيناريو وأفسد به قصة الفيلم الظريفة بالفعل، والأمر الثالث أن مشاهد الفيلم الكوميدي من الممكن أن يتسامح مع فيلم ذي قصة ضعيفة بلا منطق وبلا تماسك درامي أو أي كلام فني مما يقوله النقاد، بشرط أن يضحك ويتسلي، وإذا تنازل المتفرج عن الشروط الفنية ولم يجد أي شيء مما يبحث عنه، فإنه من المؤكد سيشعر بالخديعة، لأنه اشتري بضاعة مغشوشة بلا مضمون عميق أو شكل جميل، ويستخدم فيلم «The Bounty Hunter» أو «صائد الجوائز» تيمة كوميدية معروفة في الأفلام الكوميدية الرومانسية وهي لقاء يحدث بين زوجين بعد انفصالهما بفترة، البطلة نيكول «جينيفر أنيستون» صحفية طموحة مهووسة بعملها بصورة تجعلها تضعه فوق كل شيء حتي زواجها، والبطل أو الزوج السابق هو مايلو بويد «جيرارد باتلر» الذي ترك الشرطة بسبب كثرة مشاكله وعمل كصائد للجوائز وهي مهنة يسخر منها رجال الشرطة عادة، وهذا العمل يقوم صاحبه بمطاردة الهاربين من المحاكمات علي ذمة قضايا أطلق سراحهم فيها بكفالة، وهو عمل يستخدم فيه مايلو موهبته كشرطي للحصول علي مكافأة القبض علي الهاربين، ويأتي له القدر بمهمة هو علي استعداد لإنجازها مجاناً لمجرد التشفي والانتقام، وهي القبض علي زوجته السابقة التي تخلفت عن حضور محاكمتها عن مخالفة مرورية بسبب سعيها لسبق صحفي، وإلي هنا الفكرة كوميدية وبسيطة وجذابة رغم أن نهايتها متوقعة ومعروفة سلفاً.. المطاردات بينهما والهروب المتكرر يصنع في البداية حالة من الكوميديا لا تلبث أن يخفت وهجها علي الشاشة، حيث يستنفذ كل من «جيرارد باتلر» و«جينيفر أنيستون» كل سحرهما السينمائي في مشاهد الرجل والمرأة اللذين لا يطيقان أحدهما الآخر، وتصبح الحاجة ملحة لخط درامي إضافي لاستمرار الأحداث ولحشوها وإطالة فترة المطاردة، وهنا يقدم السيناريو الحل علي هيئة جريمة تحقق فيها الصحفية وتصلها معلومات عن تورط شرطي في قضية مخدرات، وتصبح هي مطاردة من جهتين، زوجها الذي يرغب فقط في الانتقام منها وإهانتها، وعصابة تحاول قتلها. من الغريب تماماً أن «جينيفر أنيستون» صاحبة النجاح الطاغي في مسلسل «الأصدقاء» الشهير لم تنجح في أعمالها الكوميدية التي تلت هذا العمل، بل هي علي الرغم من وجودها في أعمال سينمائية كل عام لا تنجح في أن تضيف جديد لمسيرتها الفنية إلا الفشل المتتالي. كاريزما «جيرارد باتلر» وخفة ظله تجعله من النجوم الذين ينجحون في الكوميديا مثل الأكشن والمغامرات، لكنه في هذا الفيلم يبدو سطحياً في أدائه عاجزاً عن الإضحاك.