الشوارع بالسيدة زينب مزدحمة كالعادة و لكن هذه المرة لسبب أخر، فالجميع يسيرون في إتجاه واحد و هو مشرحة زينهم حيث جثث قتلي فض إعتصامي رابعة العدوية و النهضة، و انت في الطريق تشم رائحه الدماء بسبب كثرة الجثث المتراكمة أمام المشرحة و كل منهم ينتظر دوره في ورقة يعلن بها إنتهاء حياة من مات. و بالشوارع الجانبية ترقد أمهات يتشحن بالسواد في إنتظار طابور طويل من الجثث أمام مشرحة زينهم، و في الوقت نفسة تواجد اقارب قتلي ضباط قسم كرداسة جمبًا إلي جمب مع اقارب قتلي جماعة الإخوان ، و الأمر لم يخلوا من المشادات بينهم و المشاحنات السياسية و التي سريعًا ما تنتهي بقدوم جثث جديدة.
وشهدت المشرحة موقف لا إنساني بكل المقاييس حيث أن الأمر تعدي إمكانيات المشرحة في التعامل مع القتلي، بعد تزايد عدد القتلي و الذي قدره البعض بالمئات و بعد إكتفاء ثلاجة المستشفي اضطر أهالي الضحايا إلي الوقوف خارج المشرحة و كل منهم يحمل جثمان واحد من الضحايا و يضع بعضًا من الثلج علي الجثة كي لا تفسد بسبب إرتفاع درجة الحرار .
و بداخل المشرحة لم يتمكن الأطباء من فحص الجثث فحصًا دقيقًا بسبب كثرتها و رغبة الأهالي من إنهاء الموقف سريعًا، و مع إستمرار توافد الجثث أغلق الطريق إلي المشرحة تمامًا، و أتهم البعض مستشفي إمبابة أنها أخرجت تقارير إنتحار الضحايا و ليس إصابتهم بطلق ناري في الإعتصام و مع مرور الوقع أصبح الدخوا إلي المشرحة مستحيلاً .
وأهاب المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بوزارة الصحة سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشريح كافة الجثث التي وقعت ضحايا اشتباكات الأمس بين قوات الشرطة وأنصار الرئيس المعزول والوقوف على أسباب الوفاة الحقيقية حفاظا على حقوق الضحايا وتسهيل إجراءات مقاضاة المتسبب في وفاتهم.