قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن العنف الذي تشهده مصر حاليا يؤكد إلى مدى تحولت ثورات الربيع العربي إلى صراعات شرسة على السلطة بين فصائل متناحرة ، ليتضح أن دول العربية تجد صعوبة حقيقية في العيش بسلام أكثر من القيام بثورة أو انتفاضة. ففي ليبيا -كما أبرزت الصحيفة-ملئت الجماعات المسلحة الفراغ الذي أنتجته ثورة الليبيبن بعد الاطاحة بنظام المستبد معمر القذافي وفي سوريا تشوهت الانتفاضة الشعبية وآلت إلى حرب أهلية دامية أزهقت أكثر من 100الف روحا ووفرت ملاذا آمنا للاسلاميين المتطرفين.
وبالنسبة لمصر ، التي دائما ما تعتبر صاحبة الريادة في العالم العربي ، قتلت قوات الأمن والجيش مئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي معلنة أمس فرض حالة الطوارىء وحظر التجول وسط حالة استقطاب عميقة داخل الشارع المصري /حسبما لفتت نيويورك تايمز/
وفي تونس-مهد ثورات الربيع العربي-تقف الانقسامات السياسية حائلا دون الاسراع في صياغة دستور جديد للبلاد.
وأضافت :" أصبح جليا أن ثورات الربيع العربي قضت نهائيا على أنظمة الحكم البالية التي طغى عليها حكام مستبدون عمدوا إلى تزوير الإنتخابات واستند حكمهم على سحق المعارضة وتكميم الأفواه، لكن ما لا يزال غير واضح حتى الان هو النموذج البديل لهذه الانظمة"
ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الانتفاضات العربية تحولت إلى صراعات مريرة ما بين صراع على السلطة و صراع على تحديد شكل العلاقة بين المؤسسة العسكرية والحكومة ودور الدين في الحياة العامة وما يعني أن تكون مواطن لا سلعة في بلدك.
وتابعت :"إذ يقول بعض المؤرخين والمحللين المختصين في شئون الشرق الأوسط بأن العقم السياسي والاقتصادي التي أفضت إليه دول الربيع العربي على مدار عقود طويلة من العيش تحت الحكم الاستبدادي تركها غير معدة أو مؤهلة جيدا لوضع اسس حكومات جديدة وبناءء مجتمع مدني.
ورأت الصحيفة، من جانبها، إنه حتى وأن نجحت بعض الحركات في إدراك أهدافها الاولية من حيث الاطاحة بالطغاة الذي استأثروا بالحكم طيلة 4 عقود إلا أن أهدافهم الاكثر شمولية من العيش في ديمقراطية وبكرامة ومرعاة حقوق الانسان و تحقيق مساواة اجتماعية وأمن اقتصادي تبدو بعيدة المنال اليوم أكثر من أي فترة مضت.
وأضافت :" لقد كشف الربيع العربي الغطاء عن الانقسامات المجتمعية الحادة بين المعسكر الليبرالي والاسلامي والطوائف الدينية بل وساهم في تفاقم هذه الانقسامات"