أمين: الإجراءات المتّبعة جيدة ومطابقة للمعايير الدولية.. ولم يتم استخدام القوة المفرطة اعتداءات الإخوان على أقسام الشرطة ومديريات الأمن والكنائس جرائم جنائية منظَّمة يجب التصدى لها بقوة
قوات الأمن نفذت قرار مجلس الوزراء بفض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من الجماعات الإسلامية والسلفية فى رابعة والنهضة، ومعه ظهرت مخططات الجماعة لتنفيذ سيناريو الفوضى الذى يشبه تماما ما وقع فى نهاية جمعة الغضب 28 يناير 2011 واليوم التالى له، مراقبون حقوقيون تابعوا عملية فض الاعتصام وأشاروا إلى أن قوات الأمن اتّبعت المعايير الدولية والتزمت بالقانون قدر المستطاع خلال تعاملها مع اعتصامات مسلحة.
ناصر أمين مدير المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، قال ل«التحرير» إنه فى ما يتعلق بفض الاعتصام، فحتى هذه اللحظة الإجراءات المتبعة هى إجراءات جيدة، يراعى فيها عدم الاستخدام المفرط للقوة، وطبقا للمعايير الدولية للتعامل مع الاعتصامات، مشيرا إلى أن المقاربة بين كثافة أعداد المحتشدين قياسا إلى نسبة الخسائر فى الأرواح والإصابات تؤكد الالتزام بهذه المعايير.
أمين أشار إلى اعتداءات الإخوان على الأقسام ومديريات الأمن والكنائس فى عدة محافظات، جرائم جنائية منظمة يجب أن يتم التصدى لها بكل قوة ووفقا للقانون، موضحا إذا ما تم الهجوم بأسلحة نارية من المعتصمين، فإنه يحق للشرطة أن تردّ بنفس القوة.
الدكتور مجدى عبد الحميد رئيس جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية، قال «أرى أن الحكومة التزمت أقصى درجات ضبط النفس منذ بدء الأحداث»، مضيفا ل«التحرير»، أن الأجهزة الشرطية إلى حد كبير حاولت الحفاظ على حياة المواطنين رغم عدم تدريبها على مواجهة عنف المعتصمين، وإنها تلتزم بدرجة عالية من الشعور بالمسؤولية فى محاولة إنهاء فوضى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
عبد الحميد أضاف أنه أصبح واضحا للجميع أن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابى مسلح يهدف إلى الاستيلاء على السلطة لترويع المواطنين، وهذا التنظيم يجب أن يعامل معاملة التنظيمات الإرهابية، موضحا أن كل ما يحدث هو خطة موضوعة وليس من قبيل الصدفة لإحداث أكبر قدر من الفوضى، وافتعال ما يوحى بأن البلد بها حرب أهلية أو اعتداء غاشم من السلطات على مواطنين آمنين.
رئيس جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية لفت إلى أن الجماعات الإرهابية تمارس العنف على مستوى البلد كله، كما كان متفقا عليه فى المخطط الذى تم وضعه من قِبل الغرب وأمريكا، وذلك بإحداث أكبر قدر من الفوضى حتى يتدخلوا فى الشان الداخلى لمصر، لكن أسلوب الحكومة كان محبطا لهذه المخططات، مشيرا إلى أن المواطنين على درجة عالية من الوعى حيث قاموا بتكوين لجان شعبية لمساعدة القوات الأمنية لمواجهة هذا الإرهاب.
عبد الحميد قارن بين ما حدث أمس وما حدث عندما اندلعت الثورة فى شوارع مصر فى 25 يناير، وما قامت به هذه الجماعة الإرهابية عقب جمعة الغضب، حيث مارست نفس الأساليب التى تمارسها الآن بإحراق وإشعال الممتلكات العامة والخاصة. فقد استغلوا قيام الشعب بثورة سلمية وجهزوا للاستيلاء على الحكم بمعاونة أجهزة مخابرات خارجية وحماس.
محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائى، قال إن فض الاعتصام بدأ منذ عدة أيام بقرار رئاسة الوزراء، ولم يتم فجأة، فالمناشدات تمت منذ فترات كبيرة بفض أعضاء الإخوان لاعتصاماتهم، ويعودوا للحياة الطبيعية وهذا لم يتم، موضحا أن ما قامت به الشرطة هو محاولات تحذيرية فى ظل وجود وفود من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين، والشرطة تبدو أكثر شفافية، لكن الإخوان يريدون ضحايا للمتاجرة بالدماء، ونتمنى أن ينتهى الأمر دون خسائر.
زراع أضاف أن الإخوان الموجودون فى رابعة يريدون حدوث أزمة، فهم نجحوا عدة مرات فى تصوير أنفسهم على أنهم ضحايا، عندما قرروا مواجهة الشرطة بشكل يحدث صراعا ويسقط فيه عدد كبير من الضحايا، وتابع «لكن نحن كدولة مصرية غير ناجحين فى ترويج انتهاكات الإخوان ليس فى القاهرة فقط بل فى سيناء، موضحا أن كل هذه الأفعال الهدف منها إسقاط الدولة وإظهار الحكومة الموجودة بأنها غير قادرة على إحكام السيطرة».
زارع أشار إلى أن المحافظات التى يقومون بالعنف فيها هى التى يتركز فيها إخوان وسلفيون وجماعات إسلامية مثل الحوامدية وريف إمبابة والتبين أو مناطق معزولة مثل قرى الصعيد، مشيرا إلى أن محاولاتهم مصيرها الفشل، ليس لأنهم فى صراع مع الدولة ولكن لأن لديهم مشكلات مع الشعب المصرى كله، متوقعا أن الفوضى لن تستمر أكثر من 72 ساعة، وإلا فإن الدولة ستتعامل وفقا للقانون بكل قوة ويحق لها فرض حالة الطوارئ.