يجب ألا نخفي رؤوسنا في الرمال.. فأعياد سيناء هذا العام منقوصة !! .. لا أعرف كيف تحتفل سيناء بعيدها، ومئات من أبناء سيناء الشرفاء والأوفياء رهن سجون ومعتقلات ظالمة ؟! .. الأديب السيناوي، والمدون الشهير مسعد أبو فجر- صاحب مدونة «بدنا نعيش»- هو النموذج الأكثر تعبيراً عن حالة الانتقام واللدد التي يصر النظام علي أن يمارسها ضد أبناء شمال سيناء. .. القضاء المصري أصدر 13 حكماً قضائياً، بالإفراج عن أبو فجر ورفاقه، إلا أن وزارة الداخلية ما زالت تعيد اعتقال أبو فجر من داخل قرارات الاعتقال التي أسقطها القضاء وجددتها وزارة الداخلية 13 مرة دون أي منطق غير اللدد، والعناد، والإصرار علي تعميق الجراح. .. التقيت منذ ساعات عدداً من أسر سجناء سيناء، سمعت روايات من أبناء وزوجات ضاقت بهم سبل الحياة، وأغلقت أبواب ونوافذ الأمل أمامهم في ظل أوضاع جائرة، أفقدت الكثير منهم الشعور بالانتماء. .. شقيقة أحد السجناء قالت لي: سيناء تتعرض لحالة من حالات العقاب الجماعي، حيث لا فرص للعمل أو الكسب، فضلاً عن الشعور بالظلم بفعل تلفيق القضايا الجنائية والمحاكمات الجائرة، والاعتقالات المستمرة. .. وقال لي أحد آباء سجناء سيناء: لقد تحملنا الكثير في عهد الاحتلال الإسرائيلي فتعرضت منازلنا للهدم وفقدنا العديد من مصادر الدخل، فضلاً عن استشهاد عدد كبير من شبابنا واعتقال وتعذيب الآلاف من أبناء سيناء الشرفاء. .. وأضاف: كل ما تعرضنا له من تنكيل وعذاب، وتشريد لم يفقدنا الانتماء لوطننا وأشواقنا للعودة إليه!! إلا أن ما فشل فيه الاحتلال نجح فيه للأسف الاستبداد الأمني وكثرة المظالم التي نعانيها حتي بات البعض يقارن بين سيناء في عهد الاحتلال وسيناء في عهد الاستبداد! .. نعم .. طعم الظلم مؤلم، يملأ الدنيا سواداً فوق سواد. .. وحده الذي ذاق الظلم يحس بالمظلوم.. ويعرف مرارته وأوجاعه. .. الاحتفال الحقيقي بأعياد تحرير سيناء هو تحرير سيناء من القهر البوليسي والقمع الأمني والإفراج عن جميع المعتقلين والسجناء في قضايا سياسية وكذلك رد حقوق أبناء سيناء في تنمية حقيقية وعادلة تعوضهم سنوات الاحتلال والحرمان والتجاهل. .. وفي عيد سيناء نريد أن نسأل عن مصير المشروع القومي لتنمية سيناء بعد 16 عاما من إقراره ولماذا لم يستكمل رغم أن ترعة السلام كان مقرراً لها أن تروي 400 ألف فدان؟! .. في عيد سيناء نسأل عن العشر مناطق الصناعية التي كان مقررا إقامتها منذ 1994؟! .. في عيد سيناء نسأل: أين مبلغ ال 75 ملياراً الذي وافق عليه مجلس الوزراء في سبتمبر 1994 لإقامة مشاريع استثمارية في سيناء لم يتم منها شيء يذكر؟! .. عيد سيناء هو أتعس الأعياد إلي أن تعود حقوق أبناء سيناء