«سى إن إن» و«فرانس 24» و«الجزيرة الناطقة بالإنجليزية» تعرض صور «الاتحادية» على أنها لأنصار مرسى «توافق عجيب وغريب فى الكذب والتضليل والتدليس»، هذا ما ظهر على أكثر من شبكة وقناة إخبارية عالمية، خلال تغطيتها لتظاهرات أول من أمس الجمعة. وكشفت تلك الشبكات مثل «سى إن إن» الأمريكية، و«فرانس 24» الفرنسية، و«الجزيرة الناطقة بالإنجليزية» القطرية عن وجهها الإخوانى، وفق عدد كبير من النشطاء ومستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، و«تويتر»، الذين أعربوا عن غضبهم العارم من استخدام تلك القنوات هذه الوسائل المضللة. وقامت القنوات الثلاث بوضع صور لمحيط قصر الاتحادية والتظاهرات التى تؤيد دعوة وتفويض الجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب على أنها لقطات لمؤيدى مرسى، المطالبين بعودته هو وجماعة الإخوان المسلمين إلى مقاعد السلطة، والمتمسكين بالشرعية، التى أسقطها الشعب المصرى. ولم تكتف النسخة الإنجليزية من قناة «الجزيرة القطرية» بهذا الأمر، بل ظلت تضع تلك الصورة الحية لنحو 5 دقائق كاملة دون أن تغيرها أو تعتذر عن هذا الخطأ، بل وأشارت إلى أن مؤيدى دعوة الجيش كانوا مجرد آلاف، ولم يلب كثير الدعوة إلى التظاهر. أما قناة «فرانس 24» فعرضت تلك الصور، وانتقلت إلى أخذ آراء النقاد والمحللين، وحينما نبهها أحد المشاركين إلى هذا الخطأ تداركوه سريعا، معللين ذلك بأنه مجرد خطأ تقنى غير مقصود. وقدمت القناة الفرنسية، بعد انتشار موجة غضب عارمة تجاهها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، اعتذارا رسميا عن ذلك، واصفين إياه بالخطأ غير المقصود. ومن جانبها، استمرت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية على نهجها القديم، واصفين التظاهرات المؤيدة للجيش، بأنها لم تكن عارمة، مثبتة الكاميرات الخاصة بها على اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. ولكنها وقعت خلال نقلها السريع لميدان التحرير ومحيط الاتحادية فى نفس الخطأ، وأظهرت الصور الخاصة بمحيط الاتحادية على أنها خاصة بميدان رابعة العدوية. واتهم كثير من النشطاء وسائل الإعلام العالمية بعدم الحيادية وتصدير معلومات مغلوطة للخارج معتمدة على ما ينقله لها مسؤولو الإخوان المسلمين، دون أن تأخذ وجهة نظر قطاع عريض من الشعب المصرى الرافض لحكم الإخوان المسلمين. من جانبه، قال مصدر خاص داخل الحكومة المصرية ل«الدستور الأصلي» إنه تم مخاطبة قناتى «فرانس 24» و«الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية» لتوجيه اللوم لهما حول هذا الخطأ المهنى الفادح. وأشار المصدر الذى رفض أن يفصح عن هويته إلى أن القناة الفرنسية تقدمت بالفعل باعتذار رسمى نشر باللغات الثلاث «العربية والإنجليزية والفرنسية» على الموقع الخاص بها، وفى القناة نفسها. وتابع قائلا «كما أننا خاطبنا قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية وأبلغناهم عن احتجاجنا وانزعاجنا الشديد حول تلك الأخطاء المهنية الفادحة، وطالبناها بضرورة تقديم اعتذار رسمى للشعب المصرى». واستمر بقوله «وأكدت القناة القطرية أنها ستخاطب الإدارة الرئيسية فى الدوحة بهذا الشأن، وذكرنا لهم أنه لو لم يتم تقديم اعتذار رسمى، فإننا قد نكون مضطرين إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم».