تعهد بنزاهة الانتخابات التشريعية والرئاسية وحذر من انتكاسات د.عيسي: لا توجد أي مؤشرات علي نزاهة الانتخابات عاشور: خطاب مبارك يؤكد أن رسالة المعارضة وصلت الرئيس مبارك في الكلمة التي ألقاها في الذكري ال«28» لتحرير سيناء ألمح أمس الرئيس حسني مبارك، ضمنياً للمرة الأولي، إلي رغبته في الاستمرار في السلطة حتي انتهاء فترة رئاسته الخامسة العام المقبل، قاطعاً بذلك الطريق علي أي تكهنات أو شكوك في أنه قد يفكر في التقاعد بعد عودته من رحلته العلاجية مؤخراً في ألمانيا. وألمح مبارك أيضا إلي رغبته في الترشح لفترة ولاية سادسة، عبر تعهده بالحرص علي نزاهة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستشهدها البلاد خلال الفترة المقبلة. وشكلت الكلمة التي ألقاها الرئيس مبارك في الذكري ال«28» لتحرير سيناء، أول مناسبة علنية ليقطع فيها الرئيس مبارك الشك باليقين ويعلن بشكل غير رسمي أنه لن يتخلي عن السلطة وأنه باق في منصبه كرئيس للبلاد بعد انتهاء فترة رئاسته الحالية. واستخدم مبارك في خطابه أسلوب المضارع المستمر تعبيراً عن بقائه في السلطة، بعدما راجت مؤخرا تكهنات حول اعتزام الرئيس التقاعد طواعية عن السلطة بسبب وضعه الصحي. وخلافاً لمحاولات التأليب الحكومية ضد المظاهرات التي تعبر عن الاستياء من سياسته، قال مبارك: إن ما تشهده مصر اليوم من تفاعل نشط لقوي المجتمع، هو نتاج ما بادر إليه منذ خمسة أعوام مضت، معتبراً أنه هو دليل حيوية المصريين، وشاهد علي ما يتمتعون به من مساحات غير مسبوقة لحرية الرأي والتعبير والصحافة، مضيفاً: وأقول بكل الصدق والمصارحة إنني أرحب بهذا التفاعل والحراك المجتمعي، طالما التزم بأحكام الدستور والقانون، وتوخي سلامة القصد ومصالح الوطن. لكنه حذر في المقابل من أن يتحول هذا التفاعل والحراك النشط إلي مواجهة أو تناحر أو صراع، مؤكداً: علينا جميعا أن نحاذر من أن يتحول التنافس المطلوب في خدمة الوطن وأبنائه لمنزلقات تضع مستقبله ومستقبلهم في مهب الريح. وشدد مبارك علي أن مستقبل الأوطان لا تصنعه الشعارات والمهاترات والمزايدة، ومقدرات الأمم والشعوب لا تتحقق بخطوات غير محسوبة العواقب، ونحن في مصر نمضي في الإصلاح السياسي واعين لظروف مجتمعنا ومحذرين من انتكاسات تعود بنا إلي الوراء. وتابع: وإنني - ونحن مقبلون علي الانتخابات التشريعية العام الحالي والرئاسية العام المقبل - أعاود تأكيد حرصي علي نزاهة هذه الانتخابات، وأرحب بكل جهد وطني صادق يطرح الرؤي والحلول لقضايا ومشكلات مجتمعنا، ولا يقامر بأمنه واستقراره ومستقبله. ووصف الدكتور حسام عيسي أستاذ القانون بحقوق عين شمس خطاب مبارك بأنه رسالة مختصرة وواضحة تؤكد أن نظام الحكم يرفض أي تعديلات دستورية ويصر علي المضي في نفس الطريق بلا أي تغيير، وأبدي «عيسي» دهشته من حديث الرئيس عن «نكسة تعود بنا إلي الوراء» قائلاً «هل المطالبة بتعديلات دستورية في وطن ليس فيه حريات ولا ديمقراطية ولا احترام لحقوق الإنسان ولا عدالة اجتماعية يعتبر نكسة؟!». وأشار «عيسي» «رغم أنه ليس هناك مؤشرات حتي هذه اللحظة علي هذه النزاهة». من جانبه قال سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري «نحن نتفق مع الرئيس علي عدم المقامرة بمستقبل الوطن، ولكننا نري أن رد السلطة للشعب المصري في اختيار من يحكمه بنزاهة هو الذي يضمن أمن البلد واستقراره. لافتاً إلي أن المطالبة بتعديل الدستور ليس خروجا عليه، قائلاً: «نحن ضد الخروج علي الدستور ولكننا مع تعديله بشكل يحفظ أمن الوطن ويلبي احتياجاته وهو ما يؤكد أننا نحترم الدستور». واعتبر عاشور أن خطاب مبارك يعني أن رسالة المعارضة في مصر قد وصلت تماما وأن الرئيس أدركها جيدا وهذا نصف الطريق علي حد قوله، مضيفاً «النصف الآخر هو القبول بهذه المطالب منعاً للتدخلات الخارجية التي نرفضها».