منذ نحو عامين امتنعت مختارا عن مشاهدة كل ما يمت لقطر بصلة، خاصة قنوات الجزيرة وفروعها المختلفة مباشر، ومباشر مصر والوثائقية، حتى الجزيرة للأطفال حذفتها من القنوات التى يشاهدها، ابنى الصغير، فأنا اعلم جيدا أن الجزيرة ليست أكثر من أداة استعمارية تأسست باتفاق مخابراتى بريطانى إسرائيلي أمريكى، لإدخال إسرائيل إلى قلب المنطقة العربية، وتسهيل التطبيع معها، وجعل فكرة وجودها مستثاغة لدى الشعب العربي. ولعل كثيرون يعلمون أن رجل المخابرات الإسرائيلية ديفيد كمحى الذى كان مسئولا عن لبنان، هو صاحب فكرة إنشاء قناة الجزيرة، ونسق وهندس بنائها فى لندن بحضور مسئوليين كبارا فى المخابرات البريطانية ورئيس الوزراء القطرى السابق، وكان ذلك مع إرهاصات اتفاقيات أوسلو، ومشروع بيريز الشرق الأوسطى، الذى لا نزال نحيا فى تداعياته دون أن نعلم.
وبغض النظر عما فعلته الجزيرة، وعن وجود إسرائيليين فى قطر لإدارتها لسنوات، فإن هذه القصة والارتباطات الأجنبية، والسعى لخدمة أهداف إسرائيل وأمريكا فى الشرق الأوسط لا يعنينى كثيرا، وانا أشاهد تلك القناة طالما كنت مدركا لأهدافها، وأعلم بالطبع كيف تدس السم فى العسل، المشكلة هى أننى اضطررت للعودة لمشاهدة الجزيرة، بعد ثورة 30 يونيو فى ضوء الهجوم الموجه إليها، وخاصة القناة التى نشأت بلطجة وعافية وتحمل اسم الجزيرة مباشر مصر، زورا وبهتانا.
والحقيقة أن هذه القناة التى تحمل اسم مصر ليست اكثر من عاهرة قطرية، لكنها عاهرة بدون رخصة، لأنه حتى فى الدعارة هناك قوانين وقواعد واصول، فمثلا الدعارة فى تركيا ينظمها القانون، وتخضع العاهرات لكشف طبي دورى ويسددن الضرائب، ويساهمن فى الدخل القومى لتركيا، بما يعنى أن أردوغان يعيش فى جزء من حياته على عرق التركيات العاملات فى الدعارة.. لكن هناك دعارة أخرى غير مرخصة او منظمة ولا تخضع للقانون أو القواعد، فتيات شوارع، يحملن أمراضا، ويصبن من يقترب منهن بالعدوى.
الجزيرة مباشر مصر، هى عاهرة بدون رخصة، لأنها لا تلتزم بقواعد المهنة، ولا تطبق مواثيق الشرف الصحفى، ولا تراعى الحقيقة، وإنما تنضح بالسم والأكاذيب لدرجة ان كل من يتقرب منها قد يصاب بالإيدز أو الزهرى، وغيرها من الأمراض التى تنقلها عاهرات الشوارع غير المسجلات.
العاهرة القطرية فى مصر، تعمل بالبلطجة، لم تحصل على ترخيص، ولا تلتزم بالقانون، وكلما اغلقت لها الدولة محلا، تسللت لتبيع بضاعتها الفاسدة من مكان آخر،إنها وصلة من الدعارة والعهر، على الهواء مباشرة.
وبعيدا عن الإصرار على العمل بدون ترخيص وأن تحمل هذه العاهرة القطرية اسم مصر، فإن المحتوى لا يقل اسفافا وقة أدب، مثلا، فجر الثلاثاء، أصرت العاهرة القطرية على كتابة مقتل اثنين واصابة العشرات تعرضوا إطلاق رصاص وهم يصلون الجنازة، بينما مراسل العاهرة فى القاهرة يؤكد أن الإصابات وقعت بعد الصلاة، لكنهم مصرون على كذبهم، لأن المطلوب هو تصوير الجيش والشرطة وكل من يعارض الإخوان شركاء العاهرة بأنهم يحاربون الإسلام.
فى نفس اليوم، استضاف مذيع مصري للأسف، شخصا على الهاتف يدعى عماد للتعليق على الاشتباكات امام قسم مدينة نصر، وبعد الحلفان والتأكيد انه ليس إخوان وأنه مواطن عادى على فكرة مش إخوان، والمذيع يؤكد انه مواطن عادى مش إخوان، ثم يبدأ الحديث عن الشرطة التى ضربت المتظاهرين السلميين وقتلتهم.. إلى أخر وجهة النظر الواحدة التى تريد العاهرة ترويجها.
والعاهرة هى الوحيدة فى العالم التى شككت فى فيدو افخوان وهم يلقون ثلاثة صبية من سطح عمارة فى الأسكندرية، وبثت تقريرا تشكك فيه، وهى وسيلة الإعلام الوحيدة التى كتبت على موقعها الإلكترونى أن الثورة ضد الإخوان تم تمويلها من أمريكا بينما أى حمار أو قواد بيسرح عاهرت يعرف أن السفيرة الأمريكية فى القاهرة الأخت باترسون من فرط دفاعها عن الإخوان وتهديدها للمعارضة، ورفضها خلع مرسي جعلتنا نشك فى أنها عضو بالجماعة أو مسئولة تنظيم الأخوات!
بعدما عدت لمشاهدة هذا الغثاء، ووصلات الحقد والكراهية والمؤامرة، قررت ألا أعود إلى العاهرة القطرية مرة أخرى، لأن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، بينما هذه العاهرة ومن فيها يأكلون من نصفهم الأسفل فقط!