1- لا أستطيع أن أبلع فكرة أن صحيفة الأهرام الناطقة بلسان الدولة أخطأت الأحد الماضي..عندما نسبت تصريحاً لصفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني فحواه أن الرئيس مبارك هو مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة..خاصة أن الأهرام لم ينشر نفياً أو تصحيحاً لما قاله الشريف..والذي كان بوسعه الاتصال بالصحيفة فور صدور طبعتها الأولي وتصحيح تصريحاته..لا هذا أو ذاك حدث، بل إن أهرام الأحد في طبعاته الثلاث لم يغير متن (سطور) الخبر بل قام بتعديل بعض العناوين فقط..مما يعطي تأكيداً أن تصريح الشريف كان صحيحاً.. الأهم من ذلك أن تصحيح تصريحات رئيس مجلس الشوري ورد في إحدي الصحف اليومية المستقلة وليس في الأهرام. دعك من كل هذا اللف والدوران ولعبة الاستغماية وهل قال صفوت الشريف هذا التصريح أم لا؟..فهذا لجج ليس له معني أو تبرير..وظني أن ما نشرته الأهرام علي لسان رئيس مجلس الشوري صحيح مائة بالمائة..وأن النفي في صحيفة أخري غير الأهرام يؤكد ما نقوله..فالتصريح ثم النفي هو مجرد بالونة اختبار للرأي العام والنخبة المصرية..لمعرفة مدي قبول هؤلاء فكرة ترشيح مبارك للانتخابات الرئاسية القادمة..خاصة أن الوقت لا يزال مبكراً أمام النظام..ليسمح له بترتيب أوراقه وأشخاصه..وإعادة رسم السيناريوهات..ترشيح الرئيس مبارك هو أصدق خبر صدر عن الحزب الوطني هذا العام. 2-القارئ الأستاذ محمد سعد أرسل معقباً علي ما كتبته الخميس الماضي حول قضية السور الفولاذي المصري في منطقة الحدود مع غزة..حيث يري أن حماس لم تطرح من قبل فكرة ترحيل فلسطيني غزة إلي سيناء وأنه إذا صح ما كتبته.. فكيف يمنع جدار فولاذي تحت الأرض عبور الآلاف فوقها ؟ ويضيف أن مصر لم تسكت أبداً عن تهريب الأغذية ولم تفكر لحظة واحدة في غلق الأنفاق مثلما جاء في مقالي..لكنها -أيضاً-لم تصعد جهودها للنهاية أما حرصاً أو خوفاً علي بقية باقية من عقل لديها لو أغلقت كل منافذ الهواء لشعب جائع محاصر. ويكمل القارئ :تقول إن القاهرة تخاف من تهريب سلاح عكسي وبعض العناصر الإجرامية..رغم أنه لم يثبت وجود أي قطعة سلاح مهربة أو أي عنصر إجرامي بل إن مصدر التهديد يأتي من حدودنا مع العدو الصهيوني..ولم تفكر حكومتنا «الذكية» في بناء جدار فولاذي معها..ويضيف:ما علاقة الأمن القومي وأحقية مصر في حماية حدودها بإحكام الحصار حول شعب أعزل؟ وينهي قائلاً: ما يحرك الحكومة هو ضغوط أمريكية إسرائيلية بالإضافة إلي كره غريزي غير مبرر لحماس. 3-منذ فبراير الماضي تشرفت بالاطلال علي قراء صحيفة «الدستور» الغراء ثلاثة أيام من كل أسبوع (الأحد والثلاثاء والخميس)..ورغم مطالبة الصديق العزيز إبراهيم عيسي أكثر من مرة بأن تتحول (كلمة حرة) إلي عمود يومي.. فإنني كنت أتخوف من فكرة الالتزام اليومي..لكن هذه المرة لا أعرف لماذا لم أتردد في الاستجابة لطلب «الدستور» ورئيس تحريرها العزيز..لذا أرجو من قارئ هذه السطور أن يتقبل مشكوراً إطلالتي اليومية مع بداية العام الجديد..لكن ليس في هذا المكان المعتاد بل في الصفحة الخامسة صباح كل يوم..بدءاً من بعد غد السبت باذن الله.