فلم يجد المثقفون فى احتجاجهم على وزير الثقافة الذى أتى به مرسى وإخوانه للقضاء على الثقافة المصرية والفنون والإبداع المصرى إلا اقتحام الوزارة.
لقد أتى الإخوان بوزير على رأس وزارة مهمة ليس له علاقة لا بالثقافة ولا المثقفين حتى ولو كان أستاذًا فى أكاديمية الفنون.
كأنهم جاؤوا به للقضاء على الثقافة.. كما يفعلون فى قضايا وطنية كثيرة الآن.
واحتج المثقفون على هذا الاختيار.
ولم يحدث أى شىء أو رد فعل من قبل مرسى وإخوانه ورئيس حكومته الفاشل!!
واعتبر الإخوان أنهم صرفوا علاء عبد العزيز للمثقفين أصحاب الألسنة الطويلة والجدل الذين لا يرضون عنه لكى يقطع ألسنتهم.
وقد حاول المثقفون التعامل بالعقل مع هذا الموقف.. ولكن ليس هناك استجابة.
وبدأ الوزير الجديد فى الإطاحة بقيادات الثقافة ومنافقة الإخوان فى وقف النشاط الثقافى من معارض تشكيلية وحفلات موسيقية.. تمهيدًا للقضاء على الفن والثقافة المصرية.
فهكذا يتعامل الإخوان.
يريدون فرض سيطرتهم وثقافتهم «الضحلة» والجاهلة على الناس.
ورغم ما حدث من اقتحام المثقفين لوزارة الثقافة لم يخرج أحد من المسؤولين للحوار مع المثقفين «أليس هم دعاة الحوار الوطنى؟».
ولم يتحدث إليهم أحد.
ولم يتحدث إليهم هشام قنديل.. وهم قامات كبيرة وعظيمة.. وهم ثروة مصر الحقيقية.
هم الثروة المهملة التى كان يمكن بها حل مشكلات كثيرة مع دول تناطح مصر الآن فى إفريقيا وآسيا.. يفشل معها النظام الإخوانى بجهله وغبائه فى الحفاظ على حقوق مصر.
فلا أحد من تلك الدول ممثلة فى رؤسائها وأمرائها وسياسييها إلا احترم مثقفى مصر وفنانيها.. ويفتحون جميع الأبواب أمام ثقافة وفن مصر وأهلها.
لكن مرسى لا يفهم ذلك.
لكن هشام قنديل لا يفهم ذلك.
لكن مرشد الإخوان لا يفهم ذلك.
لكن أعضاء جماعة السمع والطاعة لا يفهمون ذلك.
ويتركون الأمر كأنه لا يعنيهم.. وعلى المثقفين والفنانين أن يخبطوا رأسهم فى الحيط.
هكذا يفعلون مع جميع أطياف المجتمع.
هكذا يفعلون مع القضاة.
هكذا يفعلون مع أصحاب الثورة وشبابها ويعتقلونهم.
هكذا يفعلون مع الشعب.
إنهم يحتقرون الثقافة والفن.. كما يحتقرون الشعب.
لقد أساؤوا بتصرفاتهم إلى مصر وإلى الشعب لا إلى المثقفين والفنانين.
ويصرون على المضى فى طريقهم المضلل والكاذب الذى يستحلون فيه كل شىء.
■ ■ ■
أيمن نور يعود إلى عمله القديم.
يعود بعد أن انكشف وفضح نفسه أمام محمد مرسى وبنفاق الهجوم الإثيوبى عليه.
وانكشف بضحالة أفكاره.. وتفاهتها.. وهى فعلا تتناسب مع أصدقائه الجدد.
يعود ويريد أن يغير الاتجاه بممارسة دور «العراب» بين الإخوان والآخرين.
يعود وفى ذهنه الأضواء والتلميع بعد أن انطفأ تمامًا بمواقفه المخزلة فى التأسيسية والتوافق مع الإخوان فى الاستبداد والإعلانات الدستورية و«الحول» الوطنى.