طالبت حنين زعبي البرلمانية العربية بالكنيست تل أبيب بنشر تفاصيل الوثائق العسكرية التي سرقتها عنات كام محررة موقع «والا» الإخباري وقامت بنشر جزء صغير منها صحيفة «هاآرتس» منذ شهور وتتضمن وصفاً للقرارات العسكرية بقتل مدنيين في الضفة الغربية وتفاصيل عن عملية «الرصاص المصهور» بالقطاع والتي راح ضحيتها الآلاف من الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح، وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية قد ألقت القبض علي عنات منذ شهور، موجهة إليها تهمتي التجسس والخيانة. وقامت زعبي ببعث رسائل إلي إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي أمس، متسائلة فيها عما إذا كان هناك حظر من قبل وزارته بنشر الوثائق العسكرية التي تبلغ 2000 وثيقة، موضحة في رسالتها أن الرقابة العسكرية سمحت بنشر جزء صغير من الوثائق قبل بدء الحرب علي غزة في نوفمبر 2009، إلا أنها وبضغط من قيادة الجيش الإسرائيلي تراجعت عن موافقتها هذه بعد طباعة العدد وألزمت «هاآرتس» بإخفاء الطبعة من الأسواق. وذكرت النائبة العربية في رسالتها لباراك أن تراجع قيادة الجيش عن نشر الوثائق يؤكد أهمية المعلومات التي يتضمنها،موضحة أن النشر سيعيد الحسابات الدولية فيما يتعلق بالتعامل مع إسرائيل، بما يتضمنه من معلومات حول قرار غزو غزة، واستهداف المدنيين الفلسطينيين مما يؤكد أن جرائم الجيش هي جزء من سياسات الاحتلال وليست عمليات شاذة ولا قسرية. واختتمت النائبة رسالتها بالقول: إن الشعب الفلسطيني برمته ليس بحاجة إلي هذه الوثائق ليعي سياسات القتل المتعمد، إلا أن نشر المقال ومضمونه من شأنهما أن يقدما برهاناً إسرائيليا فيما يتعلق بجرائم الحرب الإسرائيلية. في سياق منفصل خصصت صحيفة «هاآرتس» العبرية أمس تقريرا شاملا عن مدي جهوزية الجبهة الداخلية الإسرائيلية لهجوم صاروخي محتمل في أي مواجهة أو حرب مقبلة، لافتة إلي وجود 13 ألف قذيفة يمكن توجيهها لإسرائيل في حال حدوث مثل هذه الحرب أو المواجهة، وأضاف التقرير أن منظمة حزب الله اللبنانية تملك الآن آلاف القذائف بينها صواريخ سكود يمكنها الوصول لجميع أرجاء إسرائيل، واستهداف مقار القيادة العسكرية ومعسكرات سلاح الجو والاستخبارات والبني التحتية الاستراتيجية ومطار بن جوريون، وهو ما لم تواجهه إسرائيل في أي من حروبها السابقة. ونقل معد التقرير عن عوزي روبين الخبير الأمني الإسرائيلي أن 13 ألف قذيفة موجهة إلي إسرائيل وتحمل 1435 طناً استعداداً لأي مواجهة مقبلة، إضافة لعدد كبير من قذائف الكاتيوشا والقذائف قصيرة المدي التي يملكها حزب الله، موضحا أن كلاً من إيران وسوريا وحركات المقاومة استطاعت بناء قوة ردع صاروخية موازية للتفوق الجوي الإسرائيلي، مضيفا أنه حتي في حال سعي الجيش في الحرب المقبلة إلي الحسم السريع، إلا أنها ستستمر لأسابيع تتعرض خلالها الجبهة الداخلية لمئات الصواريخ والقذائف يومياً.