قال الدكتور نور أحمد الخبير الاستراتيجى لشئون المياه والأمن القومى بالشرق الأوسط ان الوقت قد فات للتعامل مع سد النهضة لأن الحكومة الإثيوبية قامت ببناء 20% منه حتى الآن كما حذر من النتائج السلبية لبناء السد والسدود الثلاثة الأخرى التى تنوى إثيوبيا بناءها على مجرى نهر النيل الأزرق، الذى يغذى مصر بحوالى 50% من المياه الواردة إليها من مياه فيضان الحبشة بالإضافة إلى طمى النيل الذى يساعد على تقليل تسرب المياه فى جانبى وقاع النهر ويساعد على تخصيب التربة الزراعية ويقلل النحر. وأشار إلى أن إثيوبيا أعلنت عن تحويل مجرى النيل الأزرق منذ 15 يوماً لكن الاحتفالات الشعبية التى قامت بها اليوم هى التى زادت الصخب الإعلامى حولها وأقلقت المصريين والسودانيين ولهم حق فى ذلك مشيراً الى انه فات الأوان على مصر لوقف بناء سد النهضة الأثيوبى حتى بعد تأكيد نتائج اللجنة الثلاثية انه سيؤثر سلباً عليها.
وأشار خلال اتصال هاتفى لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاربعاء ان هناك مشكلة حقيقية ستظهر عقب الانتهاء من جسم سد النهضة تتمثل فى ضرورة تخزين حجم من المياه يسمى الحجم الميت الذى يستخدم لتشغيل محطات الكهرباء مقداره 25 مليار متر مكعب مرة واحدة سنوياً ومصر حالياً لديها عجز فى مياه الشرب بحجم 20 مليار متر مكعب سنوياً يعاد فيها استخدام مياه الزراعة والصرف الصحى.
وأردف انه فات الأوان ان تتدخل مصر فى انشاء سد النهضة واثيوبيا تهدىء الموقف المصرى وتحاول غض بصر المسئولين المصريين حتى استكمال بناء السد عام 2015 وبعدها تظهر سلبيات هذا السد مشيراً الى ان هذا سيترتب عليه انخفاض منسوب المياه أمام السد وبالتالى حصة الكهرباء.
من ناحية أخرى قال الدكتور ماهر شعبان استاذ بمعهد الدراسات الافريقية ان أثيوبيا أخذت الخطوات التنفيذية لبناء سد النهضة ضاربة عرض الحائط بكل الإحتياجات مشيراً الى ان دول المصب تعيش حالة من الهياج السياسى وهذا السد سيؤثر على مخزون المياه بالسد العالى والطاقة الكهربائية التى نعانى منها الان ستقل بنحو 20% .
وأوضح د.ماهر ان أثيوبيا اذا كانت جادة وتريد الحفاظ على حصة مصر من المياه يجب ان يكون ذلك من خلال معاهدة يوقع عليها الجميع وبخاصة ان اثيوبيا كانت قد أعلنت منذ عام2009 انها تعلن عن عزمها بناء سد وثورة 25 يناير خدمت أثيوبيا عن مصر وجعلتها تستغل انشغال مصر بالعراك السياسى الموجود وبالتالى بدأت الخطوات العملية التى ترجمتها بتحويل مجرى نهر النيل الأزرق.
وأضاف ان هناك من يفكر لأثيوبيا ويرسم السياسة الخارجية لها ولا شك ان اسرائيل هى من تدعم هذا المشروع بوصفها عدو استراتيجى لمصر وستستفيد من الطاقة الكهربائية الناجمة عن هذا المشروع ويمكن ان تضرب مصر فى العمق مشيراً الى ان هذا المشروع يعتبر قضية أمن قومى مصرى لا يمكن السكوت عليه.