هذا تحذير رقيق اللهجة الى الأشقاء في دولة قطر وباللغة العامية المصرية نقول "العيار الي ما يصبش يدوش". وإذا تعذر عليكم قراءة المثل المصري فأقول لكم بالفصحى، ان التحفيز ضدكم أخذ في التراكم و عما قريب ستصطدمون بحليم صبور اسمه الشعب المصري. والحكاية ليست بحاجة الى صراحة ولا مصارحة. وإنما الأمر بحاجة الى بصيرة وحسن قراءة للتاريخ، وقد يفيدكم فتح خريطة للاسترشاد.
التاريخ يقول لنا ان للقوة أسباب وما من دولة او إمارة استطاعة ان تشترى أمنها إلا بحسن الجوار، وقوتها الذاتية، والتفاهمآت المبنية على المصالح المشتركة مع الأقليم. فلو تحول هذا للأنخراط الغير مقبول في شؤون الآخرين، والتحريض على الفتن الداخلية، واللعب بالنيابة عن قوى عظمى فحتما سيأتي يوم (أراه يقترب) "تتجلط" فيه كل المراكب السائرة وتنقلب المتناقضات التى تديرونها بالوكالة "ضدكم".
إلا تذكرون يوما كاد ملف كأس العالم 2022 ان ينقلب الى فضيحة أممية لقطر، ثم سكن الأمر حتى تلاشي! هل تذكرون ما حدث يومها؟ ولمن لا يذكر هذا الموضوع، نذكركم باختصار ان الاتحاد الدولي لكرة القدم أجرى تحقيق أتهم فيه قطر بدفع أموال من اجل ان تحصل على حق تنظيم كأس العالم. وما أن ارتفع صدى التحقيق وبدأ يدوي حتى هرعت قطر بكل أموالها وغطت على الموقف بسخاء منقطع النظير حتى تلاشى الأمر بالتدريج من الاعلام. وتبقى منه "قرصة الأذن" التى قد تعود في أي يوم تتخطى فيه قطر دورها.
نحذر حضراتكم بكل لهجة رقيقة وبكل صدق الأخوة وبكل اعتزاز بمرحلة ما كانت الجزيرة فيها عنوان الحقيقة ومنبر من لا منبر له وملجأ كل طريد وصوت كل هامس يحلم بالتغير المنشود إلا تدعوا رصيد قطر ينفذ حتى يصل الى نقطة إلا عودة (سبحان الله، قناة الجزيرة الآن ضد حزب الله!!). الى الآن قطر في الوعي الشعبي لا تمثل خطر داهم ولا عدوا نحذر منه. بيد ان قوى قطر الناعمة أخذه في النفاذ وسيتبع ذلك حالة من الممانعة لكل ما هو قطري بسبب كثرة ورود اسم قطر في كل ما يعكنن على الشعب المصري.
هناك اتهام لكم أنكم تمارسون حرب ضد السعودية على الأرض المصرية من خلال تنافس بين الإخوان والسلفيين. واتهام آخر بتمويل أنشطة مشبوهه لحركة حماس (وليس كل أنشطة حماس مشبوهه وانما الجانب الموجه للأراضي المصرية). واتهام آخر بعدم معاملة مصر بالطريقة التى تليق بعد ان استقبلتم قادتها (وان كانوا مرسي وقنديل) بطريقة اقل من الواجب! واتهام بالتوغل بالمال داخل مصر لشراء كل ما هو غالى وثمين مثل قصر فؤاد سراج الدين، بل وأخطر من ذلك، تحوم حولكم الشبهات للاستيلاء على قناة السويس تحت مسمى الأستثمار، فيما يعد أسواء من قانون الأمتياز سيء السمعة والتاريخ. الى آخره من الاتهامات التى لا تنتهي. حتى الأموال التى أقرضتموها لمصر وأصبحت ودائع بالبنك المركزي تحولت من مساعدة أشقاء الى سؤال عن الثمن السياسي ورائها!
لو افترضنا ان عندكم تفسير يبرأكم أمام أعين الناس من كل ما سبق فلماذا لا تتقدموا به؟ المصيبة ان تشعروا بأن موقفكم سليم في أعين الناس! او أنكم لستم بحاجة لشرح مواقفكم التي تبدوا ملتبسة وغامضة ولها أهداف غير المعلنة! أرجوكم ان تفيقوا فقريبا يأتي يوم تتجمع فيها كل المتناقضات التى تديرونها وتنسج شباكها حولكم وتسقطوا سجناءها! وقد يأتي يوم يحدث فيه انقلاب داخلي في الأسرة الحاكمة كما أنقلب الأبن على أبيه من قبل، وقد تكون القاعدة الأمريكية هواها ضدكم فتقبل بثورة شعبية تطيح بالعائلة الحاكمة كلها، فالتاريخ المعاصر يقول ان امريكا تجيد التعامل مع المتناقضات ولا تمانع في أستبدال وكيل محلي بوكيل محلي أخر أذا لزم الأمر!
ايها السادة في قطر، ماذا تفعلون؟ ولماذ كل هذا اللعب فيما لا يعنيكم ولا طائل من ورائه او عائد عليكم؟ الا ترون موقعكم في الخليج بين أيران والعرق والسعودية؟ الا ترون موقفكم من تأجيج صراع سنى شيعي؟ الا تشعروا ان علاقتكم بأسرائيل سترتد عليكم؟ الا ترون ان أمريكا تخلت عن كل حلفائها مثل الشاه ومبارك؟ علاما تراهنون؟ وهل أساء اليكم الشعب المصري يوما ما لكي يصبح عرضة لمؤامراتكم؟ الم تكن سوريا حبيبتكم عشية حرب لبنان-أسرائيل في 2006؟ لماذا كل هذا التحريض؟ أين ينتهي طموح رئيس وزرائكم؟