«طوق» حديدي من الفقر والجهل والمرض تركناه عبر العديد والعديد من السنين يلتف حول عنق الصعيد خانقاً إياه وجاعلاً إياه كل شوية يشلف دم بدون أن يتدخل أحد لتخليصه منه.. «إسورة» من العادات القديمة والتقاليد غير المنطقية والخرافات البالية والقوانين القبلية الخاصة تركناها تُقيد حركته وتشلها بدون أن يحاول أحد فكها من حول معصميه.. طوق وإسورة لن يُنتجا لنا في النهاية سوي إحساس هائل بالظلم.. لن ينتج لنا بدوره سوي غضب عارم ومكبوت وجاهز للانفجار في أي وقت.. غضب عارم ومكبوت سوف يحاول التنفيس عن نفسه من خلال محاولاته للتملص من أسر هذا الطوق ومن قيد تلك الإسورة.. وعندما يفشل في تخليص نفسه لن يجد أمامه للتملص من الطوق سوي أن يقطع رقبته وللتخلص من الإسورة سوي أن يمزق معصميه.. وعندها يصبح من الطبيعي جداً أن يحدث ما حدث في مذبحة قرية الحجيرات بقنا مؤخراً.. ويصبح من الطبيعي أيضاً أن تنتهي تحفة «يحيي الطاهر عبدالله» و«خيري بشارة».. «الطوق والإسورة».. بموت الحفيدة «فرحانة» بعد أن يدفنها خالها بالحيا ثم يخرجها ابن عمها ليقتلها بمعرفته.. بينما التي تستمر علي قيد الحياة منذ أول الفيلم وحتي نهايته هي الجدة.. «حزينة»!