تتغذى «الموظفة 2010» على صغار الموظفين و في عالم الموظفات الجديدات لا يقلن «عيش سن» بل يتناسين ماضي أهلهن ويتكلمن بلغة سيلنترو وكوستا بات الشكل التقليدي للموظفة المصرية علي وشك الانقراض، فمع دخول عصر القطاع الخاص وشركات الاستثمار والمنظمات الدولية، وبما أن البلد كلها شغالة في السيلز والتسويق يعني شغل البيع - أمال مين بينتج مش عارف -، فإن هذا الشكل التقليدي للسيدة التي تقمع بامية طوال النهار وتمضي انصراف من الشغل الساعة واحدة ونص والتي تزن 100 كيلو وأنت طالع، أصبح مهددا بالانقراض من قبل كائن آخر ظهر حديثا يدعي «الموظفة 2010» وهي فئة الموظفات الشابات أو إللي عايشين في دور الشابات، وهذا الكائن اسمه العلمي «سمر»، وهو اختصار لمفهوم «ست متأنعرة روشة»، وإليكم الوصف التفصيلي الفسيولوجي والسيكولوجي لموظفات القطاع الخاص النضيف والمؤسسات الدولية النضيفة برضه هذه الأيام تعيش وتترعرع «الموظفة 2010» في بيئة القطاع الخاص، وقد سميت موظفة، لأنها توظف كل مهاراتها لتثبيت أقدامها في البيئة التي تعيش فيها رغم أنها لا تملك المهارات الكافية لذلك، وتعتبر «الموظفة الجديدة» نتاج التغيرات المناخية والاقتصادية التي جعلت من بعض أعضائها يتولين قيادة قطيع الموظفين وهن في عمر الثلاثينيات. تتغذي «الموظفة 2010» علي صغار الموظفين وخاصة علي فصيلة «المتدربات» فهي لا تطيق دخول إحدي المتدربات للبيئة التي تعيش فيها معتبرة أن ذلك سيقلل من نفوذها وسيلفت نظر «ذكر الموظف» لهذه المتدربة، ولذلك تقوم «الموظفة 2010» باستخدام مهاراتها لإبعاد أي كائنات دخيلة عن طريق ما يسمي التطفيش والتخنيق والتنطيط علي المتدربات إلي أن يطفشن من القطيع. تعتبر «الموظفة 2010» من ذوات الدم البارد، فهي تتحمل سخافات الكائن المسمي المدير ولا تحتج ولا تعترض لأن كل تفكيرها منصب علي الغنيمة التي تحصل عليها آخر كل شهر رغم أنها لا تقوم بأي مجهود. أما عن الصفات الفسيولوجية فهي تمتلك لساناً ساما، خاصة مع الأوفيس بوي ومع ذكور الموظفين الذين يقلون عنها مكانة، ويتميز مخها بصغر الحجم وهناك بعض الموظفات لا يمتلكن هذا المخ مطلقا حسب تأكيد ذكور الموظفين، كما أن لسانها يصاب بالتقوس والإعوجاج وتتحدث بلغة إنجليزية مع زميلاتها وزملائها إمعانا في الأرننة فالتسويق أصبح ماركتينج، والهدف تارجت، والمنديل تيشو، والشاحن تشارجر. تنتمي «الموظفة الحديثة» لعائلة الكائنات البراوية، فهي لا تطيق التعامل مع زميلاتها في العمل ولا تتحمل أن تشارك في أعياد ميلادهن، ولكنها تمتلك جلدًا يغطي جسمها ويتلون بطرق عديدة ويجعلها تشاركهن وتمثل علي الآخرين أنها تحبهم وتريد إسعادهم وتعبر عن ذلك بإطلاق بعض الصيحات التي تعني «إزيك يا لولو أنت أمورة قوي النهاردة» أو «آي ميس يو آخر حاجة»، كما تجذبها دائما رائحة النميمة وأحاديث الزواج وفساتين الفرح والجيب شانيل والبوليرو والجوتشي. تتغذي «الموظفة الحديثة» علي بلو تشيز وبراون بريد، أي جبنة زرقاء وعيش سن ولكن في عالم الموظفات الجديدات لا يقلن «عيش سن» بل يتناسين ماضي أهلهن ويتكلمن بلغة سيلنترو وكوستا، كما أنها عادة ما يشاهدها ذكور الموظفين وهي تحمل الكوفي بتاعها صباحا في كوب بني وعادة ما تشتريه من ستاربكس أو كافي بينز أو «اون ذا رن»، وتعتقد «الموظفة 2010» أنها بذلك قد انتقلت لشريحة اجتماعية أعلي وهي تحمل الكوفي بتاعها وداخلة به الشغل أمام باقي القطيع. تتواجد «الموظفة 2010» دائما بجانب فصيلة المديرين وأصحاب النفوذ، كما أنها تسعي لاجتذاب ذكر الموظف زميلها غير المرتبط بأي طريقة، وتحزن للغاية إذا سمعت أنه ارتبط بأنثي غيرها حتي لو لم تكن تفكر فيه. تراقب الموظفة الجديدة الميل الخاص بها أكثر مما تراقب صغارها، كما تهتم بطريقة تحدث باقي القطيع معها أكثر من اهتمامها بما تنجزه في العمل، وعادة ما تطلق صيحات في منزلها أمام زوجها تعني «أنا بجيب فلوس زيي زيك وشقيانة وتعبانة». تدافع «الموظفة الجديدة» عن نفسها بالأسافين والزنب وتتقرب من رؤسائها لإخفاء عدم كفاءتها، كما أن عينيها يطلقان مادة دمعية قادرة علي كسب تعاطف الذكور عند الحاجة لذلك. وعلي عكس ما تبرزه هذه الأنثي من حبها في العمل وعدم تفكيرها في التكاثر، فإنها دائما ما تفكر في شكل المكان الذي ستتكاثر فيه وتنتظر الذكر الذي سيحقق لها أحلامها، وهي لا تفكر في أنتريه من المناصرة أو أوضة نوم من دمياط مثلما يوجد في منزل أهلها، بل تصر علي أن تكون عشتها «مودرن» وبها ليفنج وبيد رووم من إن آند أوت. وإلي اللقاء في حلقات أخري من برنامج «عالم الموظفين». كلام رجالة: سألوه: أنت ضد عمل المرأة؟ قال: أنا ضد عدم عمل المرأة في العمل