الهلباوى: أنا مش شايف دولة فى مصر ولو فيه كانوا سيطروا على سيناء مالى.. تلك الدولة التى تقع جنوب الصحراء الكبرى التى لا تربطنا بها حدود مباشرة، أصبحت بين ليلة وضحاها قبلة الجهاديين المصريين الذين تسربوا إليها للاشتراك فى القتال الدائر هناك تحت دعوات الجهاد.
الدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى السابق، أوضح أن هؤلاء الشباب والشيوخ فى ما يسمى بالجهادية السلفية اليوم، بعضهم كان جزءا مما عرف بجماعة المسلمين أو «التكفير والهجرة»، وهؤلاء يرون أن المشاركة فى أى حرب بين مسلمين وغير مسلمين واجبة وفرض عين عليهم، وكذلك محاربة كل من هو خارج المذاهب الأربعة المعتمدة لدى أهل السنة، ومن ثم كانت مشاركتهم فى أفغانستان ضد الروس، وفى العراق ضد الأمريكان والقوات البريطانية، وفى الصومال ضد قوات الحكومة التى كفروها، وفى سوريا ضد حزب البعث وضد النصيرية أو العلوية التى ينتمى إليها بشار، وبالتأكيد سوف يشاركون فى مالى، لأن هناك قوات فرنسية احتلت البلد واعتدت على زملاء وشركاء لهم فى الفكر والإدارة.
وأضاف الهلباوى أن هذه الجماعات تنبع من مشكاة واحدة، وعندها فتاوى بعضها شاذ مثل التى كفروا فيها مرسى وجميع الإخوان المسلمين.
أما بخصوص الدولة وكيفية التعامل مع هؤلاء الشباب، علق الهلباوى قائلا «أنا مش شايف فيه دولة فى مصر، ولا توجد دولة، ولو فيه كانوا سيطروا على سيناء وعلى الجماعات الجهادية فى مصر»، فالدولة محاصرة ولا تستطيع أن تفرض سلطانها على البلد، وهى محاصرة من قبل الفتاوى الشاذة.
الدكتور جمال زهران، المحلل السياسى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، قال إن كل الجهاديين والتيارات المتأسلمة يتخذون من الدين وسيلة للوصول إلى السلطة وتضليل الشعوب، وكأنهم هم فقط الذين يمثلون الدين، لكنهم يغررون بالشباب، وعلى الشعوب أن تفيق وتعرف حقيقتهم، لافتا إلى أننا لو صمتنا على أفعالهم سوف يصدرون لمصر المشكلات داخليا وخارجيا.
أستاذ العلوم السياسية أشار إلى أن النظام الحالى يريد هيكلة المنطقة لحماية مصالحه، وإلا فلماذا لا يذهب هؤلاء الشباب لكى يجاهدوا ضد أمريكا وإسرائيل، فهم لم ولن يفعلوا ذلك، لأن هؤلاء مشروعهم السلطة، ولذلك يقاتل الإخوان الآن من أجل الكرسى.
زهران كشف أن هؤلاء الشباب المغرر بهم والذين يسافرون إلى سوريا ومالى وعدد من البلدان الأخرى، هم أضلع للإخوان وأذرع لهم فى الداخل والخارج، وهم يستغلون مثلا شخصا مثل أبو إسماعيل لفرض البلطجة فى الداخل، والجهاديون يتم إرسالهم إلى مالى وسوريا وغيرها من الدول لممارسة البلطجة الخارجية، ثم التفاوض بعد ذلك لكسب بعض المغانم التى تصب فى مصلحة الإخوان،.
واتهم زهران النظام الحاكم برعاية هؤلاء الذى وصفهم بالإرهابيين.
الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان السابق، قال ل«التحرير» إن الأفراد الذين يسافرون تحت مسمى الجهاد يفعلون ذلك خارج إطار الدولة، ولا أظن أن مؤسسات الدولة يمكن أن تسمح بذلك، والذين يخرجون إنما يسافرون على مسؤوليتهم الشخصية، ولكن هذه الأمور لا تترتب عليها نتائج إيجابية بقدر ما تكون سلبية للغاية، لأن هذه المسألة يجب أن تخضع لقواعد وأصول، فهناك دول ومؤسسات ومخططات، وهناك أيضا استخبارات محلية وعالمية تراقب كل ذلك.
حبيب لفت إلى أن مسألة خروج شاب أو اثنين أو ثلاثة إلى دولة مالى أو دول أخرى يجب أن يستوقفنا، وهنا نتساءل «كيف خرج هؤلاء؟ وخارجين إزاى؟ وماشيين فى أى طريق؟ وما الدور الذى سيقومون به؟»، فمثلا «أنا كفرد عايز أقوم بعمل جهادى، أخرج كدا من غير ما حد يعرف؟»، فهناك أجهزة سيادية للدولة على اطلاع بما يجرى على مستوى الساحات الإفريقية والعالمية، لذلك لا بد أن تكون هناك توجيهات على مستوى الجهات الرسمية فى الدولة.