تظن جماعة الإخوان المتأسلمين،ومندوبها المؤقت بمؤسسة الرئاسة أن أساليب العناد،والقمع،والتهديد،والوعيد ستأتى بثمارها مع هذا الشعب الذى ضجر بهذه الجماعة،وبكل ما ترتكبه من مساويء فى حقه،وحق بلاده وهى لا تدرى أنها ستكن أول الخاسرين من جراء إتباع هذه الأساليب التى لن تجدى نفعاً مع الشعب المصرى الذى لم تدرك هذه الجماعة كنهه حتى الآن،ولم تستطع أن تفهم سر تركيبة الشخصية المصرية،فهى كعادتها دائماً ضعيفة الفهم،قليلة الذكاء بل إنها لا تجيد فن التعلم من دروس الماضى. فما زالت تتبع نفس أساليبها العقيمة البالية،ولا تريد حتى أن تطور من نفسها أو من أساليبها التى حفظها الجميع عن ظهر قلب فهذه الجماعة لا تجيد سوى أساليب الغش،والكذب،والتضليل،وتستطيع أن تغير جلدها فى لحظة خاطفة حسبما تقتضى الظروف، وحينما ترى فى ذلك مصلحتها، إضافة لإجادتها التامة لكل أساليب الإنتخابات الملتوية، وعلى رأس تلك الأساليب إستغلال الدين، والتستر خلف الشعارات الدينية البراقة، وقد كشفت الجماعة بفشلها المعتاد، وقلة ذكائها المعروف تلك الحقيقة التى لا تقبل الشك حينما أصرت بعنادها المعهود على تمرير المادة التى تجيز إستخدام الشعارات الدينية فى الإنتخابات بالقانون الذى تم طبخه بمجلس التكية الذى يُدار من فوق هضبة المقطم تلك هى الأساليب التى تجيدها هذه الجماعة التى إبتلى الله الوطن بها.
لقد كافحت تلك الجماعة لسنين عِدةٍ من أجل الوصول لكرسى الحكم لا من أجل الوطن أو حتى من أجل الدين كما تدعى، وما إن واتتها الفرصة الفرصة على طبق من ذهب إلا وأصابها عمى الطمع، وغرور السلطة .
فلم تعُد ترى سوى مقاعد النفوذ، والسلطان لذا تراها تسابق الزمن لأخونة كل مفصل من مفاصل الدولة حتى تُحكِم سيطرتها على على مقاليد الحُكم، وحتى تضمن بقاءها فيه إلى ما شاء الله معتقدة أنها ستستطيع أن تنفيذ حلمها الوهمى المستتر تحت إسم الخلافة الإسلامية الذى تعيش فيه متحجرة متقوقعة داخله، ولا ترى غيره.
إن أبلغ دليل على قلة ذكاء هذه الجماعة أنها لا ترى، ولاتفهم شيئاً واحداً، وهو أن الله ليس بغافل عما يعملون، وأنه من ورائهم محيط، ولعلها لا تدرك أيضاً أن الله يحق الحق بكلماته، وأنه يمهل، ولا يهمل.
أم نسى هؤلاء أن هناك أرواح أزهقت، وأموال لا حصر لها إهدرت، وحقوق ضاعت من أصحابها، وأن هناك أيضاً مواطنين شرفاء تم إعتقالهم، وسحلهم، وغيرهم تم إختفائهم، وكل ذنبهم أنهم قالوا كلمة حق فى عهد تلك الزمرة الحاكمة الحالمة بالمشروع المسمى مجازاً بالخلافة أم أن عُقم الفهم وصل إلى حد أنهم لم يدركوا بعد أن ....
(كلكم راعٍ، وكل راع مسئول عن رعيته) . نعم ظلت الجماعة المتأسلمة تحاول لستة، وثمانين سنة الوصول لكرسى الحكم لكنها إستطاعت فى شهور قليلة أن تهدم كل ما شيدته فى تلك الأعوام الطوال المنصرمة .
فقد حكمت بنفسها على نفسها بالسقوط فى نظر كل مصرى وطنى كما أنها نجحت فى زرع كراهيتها، وكراهة حتى النطق بإسمها فى قلب كل مواطن .
لقد أعلنت الجماعة إيمانها الكامل بالديموقراطية، وبالطبع هذا مجرد وعد إنتخابى ليس أكثر، ولا أقل فما إن تمكنت من كرسى، وقبضت على السلطة فى راحة يديها حتى ظهر وجهها الحقيقى، فضجرت بكل رأى خالفها، ورفضت أى نصيحة مخلصة من أجل هذا الوطن لا تراها فى صالحها .
فلا تتعجب عزيزى القارىء حينما أقول لك أن الجماعة أهم عند أتباعها من مصر بل إنها أهم من الدين نفسه .
فالجماعة أولاً، والدين ثانياً، وأخيراً مصر !!!
ألا تصدقنى !! إذن دعنى أُثبت لك كل ما ذكرته :
أولاً : الجماعة رقم (1) وقبل أى شيء حتى الدين نفسه :
والدليل على ذلك أنها قد إستغلت النزعة الدينية للمصريين، ووعدتهم بالعدل، والمساواة التى أمر بهما الله، ورسوله كما وعدت بتطبيق الشريعة حال فوزها فى الإنتخابات، وصدعت رؤوسنا لسنين عِدةٍ بشعار:(الإسلام هو الحل) !! وما إن تمكنت من الحكم حتى ألقت بكل ذلك وراء ظهرها فلا شريعة طُبقت ولا عدالة، ولا مساواة تحققت فلو كان الدين هو الأهم عند هؤلاء فما الذى يمنعهم عن تطبيق ما وعدوا به، ومن كان الدين عنده رقم (1) هل تراه يشترى به ثمناً قليلا ؟؟!!
ثانياً : الجماعة أهم من مصر :
والدليل على ذلك أيضاً أن التنازل عن جزء من أرض مصر الغالية شيء لايهم طالما كان هذا التنازل فى مصلحة الجماعة، وكما ترى بنفسك عزيزى القاريء ما جرى فى موضوع حلايب، وشلاتين، وما صرح به النائب، والمستشار السابق لرئيس الدولة، وأحد أهم أعمدة الجماعة الدكتور العريان أبلغ دليل على ذلك، أيضاً موضوع سيناء التى كادت أن تصبح فى خبر كان لولا عناية الله سبحانه وتعالى، ومن بعده رمز الوطنية الخالصة البطل الشريف سيادة الفريق عبد الفتاح السيسى، ورجاله الشرفاء درع مصر الحامى لشعبها، ولترابها، وأيضاً موضوع قناة السويس الذى كاد أن يذهب بعرق أجدادنا، ودمائهم أدراج الرياح، والذى لولا أيضاً عناية الله، ولطفه بمصر، وشعبها أن جعل رمز الوطنية الفريق السيسى يقف حائلاً، وحائط صد أمام ما كانت تسعى الجماعة له، وتصبو إليه فكان كعهدنا به درع حامى لهذا الوطن .
هل تريد أدلة أخرى عزيزى القاريء أم يكفى هذا ؟؟
أما عن تركيبة الشخصية المصرية التى مازالت الجماعة تجهلها فسأترك الأيام لتعملها من هو الإنسان المصرى، وما هو سر عظمته .