انا حاحكي حكاية من زمان وافهموها زي ما تفهموها .. خدها وطبقها على أوضاعنا المهببة .. براحتك .. اعتبرها ملهاش اى دخل باللي بيحصل .. براحتك برضه .. بس المهم انا حبيت أكون مؤدب في العنوان .. لأن اللفظ اللي اتقال على " بخيت " اللي خذلنا ومرضيش يلعب معانا الماتش .. " ... " أمك بخيت!
مين بخيت بقى ؟ .. كان واحد لعيب كورة محصلش .. وكان بيتأجر في الماتشات الصعبة اللي كنا بنلعبها في الشارع واحنا عيال صغيرين .. كانت آجرته ممكن ربع جنيه او أكلة كشري عند " الحظ السعيد " في شبرا .. بس كان لعيب ابن شياطين .. لو عايز تغلب الفريق المنافس .. مفيش غير انك تجيب بخيت .. ملهاش حل تاني .. لأنه الى جانب انه حريف كبير وبيرقص طوب الأرض ، الا انه كمان " جتة " .. تضرب فيه ما تضرب برضه حينفد منك ويجيب الجون .. وفي السكة برضه يقوم يرقعك شلوت او يضربك في مقتل من غير ماحد يشوفه اذا لقاك زودتها حبتين في نشوفية اللعب والتكسير.
انا فاكر الماتش ده كأنه كان امبارح .. كان فريق شارع الخلفاوي اللي انا منه حيلاعب فريق شارع " الشيخ " رمضان .. وفريق الشيخ رمضان معروف عنه انه فريق صعب و " رِخم " وابن ستين في سبعين .. اللي يلاعبه ينسى انه ممكن يفوز .. حتتغلب حتتغلب .. بالذوق بالعافية حتتغلب .. هى كده .. فتحة صدر وبلطجة .. واللي مش عاجبه ميلعبش معاه او يروح يلعب بعيد . فريق الخلفاوي اجتمع مع نفسه وقرر ان يلعب ماتش مع الشيخ رمضان .. وقال واحد مننا مش حنعرف نغلبه الا اذا جبنا " بخيت " .. مفيش غير بخيت هو اللي حيكسر عين ابو الشيخ رمضان .. طيب فين بخيت ؟ نشوفه في اى داهية ونجيبه .. المهم لقيناه .. الحمد لله يا عم بخيت انت فين يا راجل ده احنا دوخنا عليك .. عندنا ماتش " كسر عين " مع فريق الشيخ رمضان وعايزينك تلعب معانا الماتش ده .. واللي انت عايزه حتاخده. بخيت سأل : بتقولوا مع مين ؟ قلنا له : فريق الشيخ رمضان رد بخيت : لأ .. لو فريق تاني انا تحت امركم .. بلاش الشيخ رمضان سألناه : وماله الشيخ رمضان .. انت حالف انك متلعبش ضده؟
رد : مش النظرية .. بس بلاش الشيخ رمضان قلنا له : ما احنا لازم نعرف .. اشمعنى كله اوكيه.. والشيخ رمضان لأ .. انت خايف منه ولا إيه؟
رد بعصبية : بخيت مش ممكن يخاف من حد .. الجن الازرق نفسه اقدر الاعب أمه وامسخر اهله .. بس بصراحة انا متفق مع فريق الشيخ رمضان اني ملعبش ضده مع اى فريق تاني .. وانا عند كلمتي .. مش ممكن ارجع فيها ابدا.
قلنا له : انت عارف فريق الشيخ رمضان ده فيه مين .. بيلعب معاه ابن المستشار فلان وابن اللواء فلان بتاع الداخلية وابن التاجر " الشاطر " اللي بياكلها والعة .. عشان كده هما مش بيلعبوا كورة بقوانين الكورة نفسها .. بيلعبوا بقوانينهم هما .. ولازم يغلبوا .. لازم يغلبوا.
بخيت تحت إلحاحنا الشديد وافق يلعب معانا الماتش .. وقلنا له على الميعاد والمكان .. ورحنا بشلة المعلم من غير حتى ما نتدرب .. ونتدرب ليه؟ .. ما بخيت حيلعب معانا .. يعني حنكسب حنكسب .. الماتش الساعة 6 بعد العصرية .. واحنا هناك من خمسة ونص .. قلعنا ولبسنا لبس الكورة .. وكل شوية نسأل بعضنا : هو بخيت اتأخر ليه ؟ .. وقتها طبعا مكنش فيه موبايل ولا يحزنون .. بعتنا واحد من اللي معانا يروح يشوفه .. فرجع وقال مش لاقيه .. الساعة ستة الا 10 دقايق .. وفريق الشيخ رمضان نزل الملعب وقاعد يسخن كأنه حيحارب .. واحنا حاطين ادينا على خدنا مستنيين بخيت .. وبخيت كأن الأرض انشقت وبلعته .. فص ملح وداب .. الساعة 6 .. ولازم ننزل الملعب .. وشكلنا حيبقى معفن اوي لو اعتذرنا وانسحبنا.
واحنا واقفين مستنيين ومش عارفين نتصرف ازاى .. لقينا واحد من فريق الشيخ رمضان قرب مننا وقال : جرى ايه يا كباتن .. حتلعبوا الماتش ولا لأ .. عموما اللي انتوا مستنينه مش جي .. ومش ممكن يلعب ضدنا أبدا .. انسوا .. ومادام استعدينا للعب يبقى لازم تلعبوا .. حتى الانسحاب مرفوض .. قالها بطريقة تهكمية سخيفة وفيها تهديد .. فاضطرينا ننزل ونلعب .. ومقلكش يا محترم اتعمل فينا ايه في الماتش ده .. لمّا بقينا احنا اللي نقول مش جمهورهم : كفاية حرام .. دستة اجوان ولا أحلى دستة جاتوه من جروبي .. واحنا ولا جون .. لدرجة من كتر المسخرة اللي اتمسخرناها وقفنا وقلنا لهم : خلاص يا " جماعة " .. كفاية 12 .. ومش حنقدر نكمل.
مقلكش ازاى زفّونا واحنا راجعين مهزومين وواخدين على قفانا .. ومحدش مننا قدر يرفع عينه في واحد منهم .. ولمّا وصلنا حتتنا قال واحد مننا : لو " بخيت " لعب معانا مكناش اتغلبنا ابدا .. كررها يجي ميت مرة .. فرد عليه زميل آخر : انت كل شوية تقوللي بخيت .. بخيت .. طيب يا سيدي .. " ... " ام بخيت وملعون ابوه.. ارتحت ولا اشتم كمان.
الوحيد - وانا لسه فاكر - اللي اعترض على سب " بخيت " انا .. وقلت لهم بالحرف الواحد : انتوا عارفين احنا اتغلبنا ليه؟ .. لأننا كنا مستنيين " بخيت " وحطينا في اعتبارنا قبل حتى ما نلعب الماتش ان لو بخيت مجاش مش ممكن نغلب أبدا .. فبخيت مش غلطان .. جايز له حسابات تانية مع فريق جماعة الشيخ رمضان .. الغلط عندنا احنا .. لأننا رمينا كل الحِمل علىه .. ولمّا بخيت " خلى بينا " ومعبرناش .. اخدنا على قفانا واتغلبنا 12 – صفر .. عشان كده اللي بيقول " .. " ام بخيت .. اقوله لأ " .. " امك انت وملعون ابونا واحد واحد عشان علقنا أملنا على بخيت ومعملناش حسابنا انه ممكن يفقعنا بومبة وميجيش. وهنا علّق زميل : طيب ازاى نرد اعتبارنا بعد ال 12 صفر؟ قلت : نستعد صح .. وصح اوي .. وننسى " بخيت " .. ننساه خالص دلوقتي .. ونروح نلعب ماتش عمرنا ونرد لهم الصاع صاعين. رد صاحبي : انت بتتكلم كأنك متعرفهمش .. وهما حيسيبونا نغلبهم ونمشى .. ده انت بتحلم
قلت : المهم نعمل اللي علينا ونجيب اجوان بجد .. ونكسر عينهم بجد .. ساعتها بقى لو حصلت خناقة وعركة .. نقف لهم زي الأسود .. واحدة بواحدة والبادي اظلم.
هنا قال صاحبي وباين ان كلامي عجبه : عندك حق .. ويمكن ساعتها نلقى بخيت طلع من تحت الأرض ووقف معانا احنا .. على اعتبار حاجة واحدة بس .. ان مش احنا اللي بدأنا .. هما اللي مش عاجبهم يتغلبوا مننا.
فقلت : المهم لازم نلعب معاهم ماتش تاني ولازم نغلبهم وننسى خالص ان بخيت يلعب معانا .. احنا لو قدرنا عليهم .. بخيت حيجي لحد عندنا لوحده وحنبقى احنا وهو ايد واحدة!
" على فكرة اللي حكيته ده مش من خيالي .. اقسم بالله العظيم حصل بجد يجي من 45 سنة .. وعشان بس القسم اللي أقسمته .. اتصرفت بشكل درامي فني في الحدوتة زي بتوع السيناريو .. بس أصل الحكاية زي ما هو .. هذا للتوضيح ليس أكثر"