لا يمكننا التعامل مع نانسي عجرم باعتبارها مطربة عادية فهي واحدة من أهم مطربات جيلها.. استطاعت أن تحجز لنفسها مكانا متميزا جدا وسط زملائها وأن تحافظ علي وجودها منذ انطلاقتها الأهم في عام 200 بأغنية «أخاصمك آه» التي غيرت شكل الأغنية والفيديو كليب في مصر والوطن العربي، وخلال تلك الفترة أثبتت نانسي عجرم أنها تتمتع بذكاء يمكنها من الاستمرار علي القمة لأنها تحسب خطواتها جيدا.. ورغم الهجوم الحاد الذي تعرضت له في بدايتها، لكنها أكدت للجميع أنها مطربة ينبغي أن يحسب لها ألف حساب.. التقينا نانسي عجرم أثناء زيارتها الأخيرة لمصر لإحياء حفل شم النسيم وتحدثنا معها عن الحفل وعن خطواتها الفنية وعرض شركة روتانا وكذلك عن المنافسة بينها وبين هيفاء وهبي وإليسا.. لماذا اخترت إحياء حفل شم النسيم هذا العام بالقاهرة؟ - لأنني أحب الشعب المصري جدا، وقررت قضاء هذا اليوم معه، وأنا علي فكرة كنت أجهز لهذه المناسبة منذ فترة، وأتمني أني يكون الجمهور راضيا عن الحفل. البعض يري أن وجودك أصبح أقل كثيرا في الفترة الأخيرة.. وأنك لم تصبحي حريصة علي الوجود بكم أكبر من الأعمال مثلما كنت تفعلين في بداية ظهورك علي الساحة؟ - قد يكون هذا صحيحاً، لكنني أيضا أؤكد أن أعمالي ليست قليلة، وكل ما في الأمر أنني أحاول أن أختار ما يناسبني، فأنا أرفض أن يكون الوجود فقط من أجل الوجود حتي لو كان العمل ضعيف المستوي، لأنني أخاف جدا أن أقدم عملا لا يرضي عنه جمهوري، فأعمالي سيحاسبني عليها جمهوري فيما بعد، لذا الأمر يشكل صعوبة ما لأني أنتظر حتي أجد عملا جيدا أقدمه. لكن البعض يبرر هذا بأن حياتك الأسرية تشغلك عن متابعة أعمالك الفنية.. خصوصا أن هذا حدث بعد الزواج والولادة؟ - طبعا أنا تفرغت إلي حد ما لابنتي «ميلا»، لأنها تحتاج إلي رعاية كبيرة مني، فهي ما زالت في السنوات الأولي، لكن هذا أيضا لم يعطلني عن عملي، فأنا أحاول التوفيق بين الأمرين. أنت الآن تحضرين لألبومين دفعة واحدة أحدهما للأطفال.. هل أنت تعوضين بذلك فترات غيابك عن الساحة؟ - أنا لم أكن غائبة، ولكنني كنت فقط أختار بعناية الوسيلة التي أظهر بها، وعموما أنا انتهيت من الألبومين تماما، فألبوم الأطفال يحمل عنوان «تيتة نصحتني»، والألبوم الثاني أعتبره مفاجأة كبيرة لجمهوري، فأغنياته تحمل أفكارا وموضوعات مختلفة جدا، والألبومان سيطرحان في الأسواق خلال شهر تقريبا، وقد أنتجتهما علي نفقتي الخاصة، لكنني الآن في مرحلة البحث عن شركة لتقوم بتوزيع الألبومين. لماذا تصرين علي إنتاج ألبوماتك علي نفقتك الخاصة وترفضين كل عروض شركات الإنتاج؟ - أنا أنتج ألبوماتي علي نفقتي الخاصة، لأنه ليس هناك أي مشكلة في أن أقوم بذلك، بالعكس فأنا أجد في الإنتاج لنفسي راحة نفسية، لأنني بذلك أبتعد عن جو التوتر والمشكلات التي تتسبب فيها شركات الإنتاج، لأنه معروف أن شركات الإنتاج تتدخل فيما لا يعنيها. هل رفضت عرض شركة روتانا لهذا السبب، أم لأن هناك اختلافا علي قيمة التعاقد؟ - المفاوضات بيني وبين شركة روتانا لم تصل لمرحلة الاتفاق علي الأجر، وكل الموضوع أن شركة روتانا أرادت أن تفرض شروطا معينة لم أتقبلها، فرفضت العرض تماما. البعض يري أيضا أن الكليبات التي قدمتها في الفترة الأخيرة مع سعيد الماروق أقل كثيرا من مستوي كليباتك التي قدمتها مع نادين لبكي؟ - بالعكس أن لا أري هذا إطلاقا، فكل كليباتي حتي الآن في مستوي واحد تقريبا، وفي رأيي كليباتي ناجحة جدا سواء تلك التي قدمتها مع نادين لبكي، أو التي قدمتها مع سعيد الماروق، لأن كلا المخرجين يمتلك خبرة قوية في المجال تجعلني مطمئنة جدا وأنا أتعامل معهما، وعموما أنا أحاول دوما أن أقدم عددا كبيرا من الكليبات، حتي إنني صورت خمس كليبات من الألبوم الأخير،لأنني أري أن جمهوري يحب أن يري كل أغنيات الألبوم مصورة. منذ بداية انطلاقتك وأنت دوما في مقارنة مع هيفاء وهبي، وإليسا.. في رأيك ما السبب؟ - لا أعرف ما السبب الذي يجعل البعض يضعني في مقارنة معهما، لكنني لا أجد أي وجه للمقارنة بيني وبينهما، سواء علي مستوي نوعية الأغنيات أو الأداء، فلكل منا لون مختلف تماما عن الأخري، ولكل واحدة جمهور مختلف أيضا عن الأخري، وأنا أحترم إليسا وأحترم هيفاء وهبي، لكنني كما قلت أرفض فكرة المقارنة من الأساس. ما تعليقك علي ما تردد حول خلافك الأخير مع نجوي كرم؟ - هذا غير صحيح، فأنا تجمعني بنجوي كرم علاقة طيبة جدا، ولم يحدث بيننا خلاف من أي نوع، وأنا بشكل عام لا أفضل تعبير المطربة الأكثر جماهيرية، أو المطربة الأولي، فكل مطرب له لون مختلف، وله جمهور خاص به أيضا، فأذواق الجمهور تختلف، ومن الصعب تصنيف المطربين علي أنهم أول وثان وثالث، فنجوي كرم فنانة كبيرة، وأنا أعتز بصداقتها. البعض انتقد إعادة تقديمك بعض الأغنيات القديمة بصوتك، وقد انتقد الملحن حلمي بكر أداءك عندما غنيت بعض أغنيات أم كلثوم؟ - أنا طبعا أحترم الملحن حلمي بكر كثيرا، وأحترم رأيه في الأغنيات التي أقدمها مهما كان هذا الرأي، لكن بخلاف أغنيات أم كلثوم أنا قدمت أغنيات قديمة كثيرة سواء لعبد الحليم حافظ أو شادية، والحمد لله لاقت قبولا عند الجمهور، لكنني أري أيضا أن أغنيات أم كلثوم التي أعدت تقديمها لاقت استحسانا من الجمهور بدليل أنه يطلبها كثيرا في حفلاتي. هل تتابعين أعمال المطربين الذين ظهروا بعدك علي الساحة.. وما رأيك في كل هذا الكم من المطربين؟ - أنا أتابع، ولكن ليست متابعة مكثفة، وكما قلت لكل مطرب لون مختلف، وعلي كل واحد فيهم أن يثبت نفسه، ومنهم من سينجح في ذلك، ومنهم من سينتهي، فهناك مثلا مطربون كثيرون ظهروا في الوقت الذي ظهرت فيه، ولكنهم حاليا اختفوا، وأنا دوما أقول إن من يمتلك الموهبة الحقيقية سوف يتمكن من الاستمرار برغم كل الصعوبات التي سوف يواجهها.