«أقدر مشاعر الرئيس والمسؤولين، لكن المشاعر لا تكفي لهذه الأمور، ومن المفروض أن توجد قرارات حاسمة وواضحة ومرضية لكل إنسان»، هكذا قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تعليقا على الأحداث التي شهدتها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عقب جنازة ضحايا أحداث الخصوص يوم الأحد الماضي. تواضروس أعلن عن تلقيه العزاء في «شهداء الخصوص منذ العاشرة صباح بعد غدا الخميس» بالمقر البابوي بالكاتدرائية، وأضاف في مداخلة تليفونية من دير الأنبا بيشوي مساء الاثنين على قناة مارمرقس التابعة للكنيسة «لكن أول مرة في تاريخ مصر يتم الاعتداء على المقر الرئيسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والحقيقة هذا حادث حوله علامات استفهام كثيرة، تجعلنا متألمين من أجل ما يحدث في مصر وصورة مصر ومن أجل الآلم الذي يشعر به كل إنسان».
البابا وجه اللوم للجهات الأمنية قائلا «الجهات الأمينة قامت بدور، إذ ربما هذا الدور غير كامل، وفيه شبه تقصير أو سوء تقدير للأمور، ولو نظرنا إلى الأمور كان ممكن تتلم وتتجمع لو كان في حسم وقرار صائب في توقيته المناسب»، مضيفا «بصفة عامة حالة عدم الاستقرار التي نشهدها بسبب رخاوة القانون وتأجيل الاجراءات وعدم اتمامها في نصابها الصحيح».
بطريرك الكرازة المرقسية قال «أناشد المسؤولين، فصورة مصر أهم من كل شئ، والتقاعس الذي رأيناه في الصور والتلفزيونات مهين لمصر، ولصورة الدولة بصفة عامة«، مضيفا «المواضيع مؤلمة ومتعبة وغريبة عن مجتمعنا»، وقال «أعزي في كل الأحباء الذين انتقلوا ونالوا أكاليل الشهادة سواء في منطقة الخصوص أو الكاتدرائية ومحيطها».
البابا أكد «أنا بتابع الأمور كلها وفي اتصالات مع الرئاسة، ورئاسة الحكومة، وفضيلة الإمام الأكبر تفضل وتحدث معنا أكثر من مرة وقيادات كثيرة»، وأضاف «ابنائنا في قلوبنا وبحسب ترتيب جدول الخدمة من المفترض أن هذا أسبوع خدمات خارج القاهرة، لكن أنا على اتصال بالقاهرة ولا أعمل بمفردي، بل أنا على اتصال بالأباء الأساقفة خاصة المتواجدين في القاهرة، والأباء الكهنة في السكرتارية والأحباء المسؤولين عن الأمن في الكاتدرائية»، مؤكدا «العمل لا يتوقف على شخص أوحضور شخص».
وقال «قلبي يعتصر بالالم من أجل أي دم يسفك، ومن أجل انتقال الأحباء، وحالة عدم الاستقرار العامة التي يشهدها الشارع المصري»، واضاف «وأوجه نداء من أجل الحكمة وإعمال العقل، وألا يُستفز الإنسان سريعا، والجواب اللين يصرف الغضب، لكن أقدر إنفعال الشباب الغاضب سواء داخل الكاتدرائية أو خارجها، وغضبه هذا أحيانا يكون في محله، وبصفة عامة يجب ألا نستفز بأي كلمة تقال هنا أو هناك، لازم الواحد يفكر بعقل قبل ما يعمل أي خطوة».