«لدينا مشكلة في الأرقام، فلا ثقة لنا في الأرقام المتعلقة بالأقباط وعددهم واقتصادهم وثروتهم»، هكذا قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإقتصادي سعد هجرس، خلال جلسة «الوضع الإقتصادي للأقليات تحت حكم الإخوان»، خلال المؤتمر الذي نظمه منتدى الشرق الأوسط للحريات اليوم الأحد. هجرس أشار إلى أن الشيخ الغزالي قال «إن الأقباط أسعد أقلية في العالم»، وأوضح هجرس أنه قال ذلك «استنادا إلي عدد من الأرقام وضعها محمد عمارة عن وزن الأقباط في الحياة المالية والإقتصادية وأن نسبتهم العددية تصل إلي أن 5% من سكان مصر ويمتلكون بين 35 و40% من ثروة مصر، والأصابع الأمريكية تعمل علي تنميتهم وتوجيههم».
الكاتب والباحث في الشأن القبطي سليمان شفيق قال إنه أعد بحثا به أسماء وأماكن وتواريخ المذابح التي ارتكبت ضد الأقباط في عهد مبارك ووزراء داخليته وأشارت الإرقام إلى «157 قتيلا و811 جريحا واستحلال أموال وممتلكات 1384 قبطيا تم نهب ممتلكاتهم أو إتلافها وحرقها في 324 حادثة والإعتداء أو حرق أو هدم 103 كنيسة في الفترة من 1981 حتى إسقاطة في 2011، وحدثت10 مذابح جماعية في عهد مبارك».
شفيق وصف عصر مبارك «بالدامي لأن الأقباط دفعوا سنويا أكثر من 5 قتلى و27 جريجا و 3 أعتداءات على 3 كنائس ونهب وحرق ممتلكات 46 قبطيا بلا تعويضات دفعت». وقال «منذ عام 1972 حتي 1995 وقعت أكثر من 511 حادثه أبرزها قتل الكاهن غبريال عبد المتجلي بسمالوط، واغتيال فرج فودة وغيره، وكان عهد مبارك هو العهد الذهبي للإخوان المسلمين، لأنهم دخلوا للسياسة في عهده، ووصلوا لمرحلة التمكين».
مضيفا «قبيل ثورة 25 يناير خرج الأقباط بالكنيسة للوطن في الاحتجاج المسيحي الأول عقب أحداث العمرانية 2010 وعقب أحداث كنيسة القديسين، ثم بعد الثورة في ماسبيرو»، لافتا إلى «تحول المسيحيين من رفع الصلبان في المظاهرات إلي شعارات مصرية وسياسية، وتطورا من ماسبيرو إلى ميدان التحرير، وهو أحد العوامل المهمة التي عجلت بوحدة المصالح بين العسكر والإسلاميين والغزوة الإسلامية للوعي المصري والثورة، وهو ما وحد الحركات القبطية الثورية مع القوى الثورية الأخرى ليخرج الأقباط من الكنيسة وبها إلي الوطن». شفيق قال إن «الأقباط لم يعودوا كتله صماء تحت أمر الإكليروس الكنسي، خاضعين للسمع والطاعة مثل تنظيمات الإسلام السياسي، بل لم يستدرج الأقباط للتسهيلات التشريعية التي أتاحها لهم الدستور».
مضيفا: وفي انتخابات 2012 صوت الأقباط الحزبيون لأحزابهم وتشكلت لجان من الشباب الثوري للوعي الانتخابي وتأسست خارج الكنائس وثارت هذه اللجان علي الإكليروس وليس العكس.
عدلي دوس أحد المشاركين قال إن الشعب المصري كله كان يخاف من وصول الإخوان إلى الحكم، وبالفعل تأكدت المخاوف التي كانت عند الجميع بعد أن وصل مرسي إلى الحكم، مضيفا أن «الحالة الاقتصادية السيئة التي تمر به البلاد هي بسبب ما يقوم به الإخوان، فبعد رحيل ساويرس عن البلاد حدث هبوط حاد في البورصة المصرية، خاصة وهو لا يقوم بأي شئ خطاء».