«الله يكشف الحقيقة ويعرّى كذبهم لأن الله يدافع عن الذين آمنوا».. بهذه الكلمات علّقت والدة الشهيد محمد الجِندى على نص استقالة رئيس قطاع الطب الشرعى السابق الدكتور إحسان كميل جورجى التى تم تداوُلها على المواقع الإخبارية والتى قال فيها إن استقالته جاءت بعد ضغوط شديدة عليه للتلاعب فى تقارير الصفة التشريحية وصلت لأعلى سقف لها عندما تم تمزيق تقرير الصفة التشريحية لجثة الشهيد محمد الجِندى وإلقاء قصاصات التقرير فى وجهه، مضيفة فى تصريحات خاصة ل«الدستور الاصلي » أن استقالة جورجى حدثت لأنه يريد أن يقول الحقيقة، وبعد اعتراف كبير الأطباء الشرعيين «الشعب كله علم الحقيقة وربنا يعرّى كذبهم ولن يستطيعوا أن يكذبوا مرة ثانية». والدة الجِندى تابعت فى تصريحاتها ل«الدستور الاصلي » أنا مع القضاء المصرى حتى النهاية وإذا لم ينصفنى سأدوِّل قضية ابنى فى بلاد العالم، وسأسير فى أكثر من اتجاه ويسعى كثيرون كل بطريقته وربنا سيأتينى بالقصاص لابنى إن شاء الله». وأضافت والدة الشهيد بانفعال «لا بد أن يأتونى بمن عذبوا ابنى وضربوه ثم يأتون إلىّ بأكفانهم فهذا القصاص الذى عندى وسأقوم عندها بالذبيحة حتى أفدى ابنى وإذا لم يفعلوا ذلك فأنا واثقة من أن الله سيقتص منهم فى الدنيا أو الآخرة».
ووجهت والدة الشهيد رسالة إلى النظام الحاكم قائلة: «أوقفوا الدم واتقوا الله فى مصر وشبابها»، واصفة ما تمر به مصر الآن بحالها أيام نكسة 67، قائلة «وقتها سقط منا كثير من الشهداء وكنا منهزمين وظللنا لسنوات طويلة فى هذا الحال، لكن المصريين كانوا مصريين بجد قلبهم على البلد بيتبرعوا بفلوسهم وذهبهم عشان يشتروا أسلحة، وكانت أم كلثوم تلفّ البلد تعمل حفلات لتجمع تبرعات للجيش وظللنا نعمل ونستعد حتى جاءت حرب 73 وانتصرنا وكان هناك شهداء أيضا لكن كانت الأمهات تزغرد لأن أولادهن استشهدوا من أجل نصرة بلدهم، وبلدهم انتصرت، وما نعيشه الآن هو وقت النكسة ولكن من المؤكد أن انتصار 73 سيأتى، ومن بعد الظلم والظلام لا بد أن يأتى النور»، مؤكدة «مبارك قعد 30 سنة وربنا انتقم منه وهو رجل تجاوز ال80 من عمره ويجلس مهانا فى السجن وعليهم أن يتعظوا مما حدث له».
لبنى منيب، مسؤولة ملف قضية الجِندى بالتيار الشعبى المصرى، قالت إنه حين يتقدم إحسان كميل، رئيس مصلحة الطب الشرعى -الرجل الذى جاء لتغطية تلاعب مصلحة الطب الشرعى بعد الدكتور السباعى أحمد السباعى، الذى تلاعب فى تقرير الطب الشرعى الخاص بالشهيد خالد سعيد- باستقالته بسبب إجباره على التلاعب فى تقرير محمد الجِندى يدل على أن التلاعب فى القضية فاق الحدود.
وأضافت منيب فى تصريحات ل«الدستور الاصلي » أنه إذا كان ضمير كميل استيقظ ويريد الكشف عن التلاعب فى تقرير الجِندى فعليه أن يتعاون معنا ويقدم التقرير الحقيقى الذى كان قد كتبه ومزقوه -حسب قوله فى نص الاستقالة.