"صدمة شعب ثار من أجل التغيير"، أن يتم الإعلان اليوم الإثنين، عن أن مصر تقدمت على جميع دول العالم في نسبة الإدمان، وتعاطي المخدرات بجميع أنواعها، وزادت حدة الكارثة، عندما كشف صندوق مكحافة الإدمان أن معدلات تعاطي المخدرات في مصر، تخطت الحد المسموح به عالميًا. كان كثيرون يمنون أنفسهم بأن البلد الذي ثار من أجل التغيير، وأشاد به العالم أجمع، أن يصبح في مصاف الدول التي تبهر العالم بالعلم والثقافة والصناعة والتقدم التكنولوجي، لكنه أبهر هذا العالم ب"الكيف".
استكمالًا للمجالات التي أبهرت بها مصر، جميع دول العالم، أنها احتلت المركزالثاني عالميًا، في التحرش الجنسي بعد أفغانستان، بحسب تقرير لمكتب شكاوي المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر.
وليس بغريب على شعب يعد من أكثر شعوب العالم بحثًا عن المواقع الإباحية، وفقًا لإحصائيات موقع "جوجل تريند"، أن يحتل المرتبة الثانية في التحرش الجنسي، ويبهر العالم في انتهاك جسد المرأة.
ومن إبهار العالم في المخدرات والتحرش، إلى إبهاره بالجلوس على قمة الدول الأكثر إصابة بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي"، وذلك باعتراف الدكتور محمد مصطفي حامد، وزير الصحة.
وبحسب تقرير صدر مؤخرًا، عن مجلة "إيكونوميست"، فإن مصر احتلت المركز الأول فى قائمة الدول التى سجلت انحدارًا فى إتاحة الفرص الاقتصادية للنساء مقارنة بالسنوات السابقة، وكأن مصر أصبحت ل"الرجال فقط".
إلى ماسبق، بات من حق المرأة المصرية أن ترتدي الملابس السوداء على ماوصل له حالها، بعدما احتلت مصر المركز الأول عالميًا بين الدول التي تراجعت فيها مكانة المرأة سياسيًا، وفقًا للتقرير السنوي الصادر عن المركز المصري لحقوق المرأة.
من المرأة إلى نزيف الدماء، التي باتت تسيل بكل مكان في مصر، بعدما صُنفت بأنها الأولى عالميًا -وفقًا للدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق بكلية الهندسة- في عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق.
في مصر فقط.. نتحدث عن تعاطي المخدرات ونتجاهل أسباب تدني الأخلاق.. ونعاني تفشي الإصابة بفيروس "سي" ونتجاوز عن فساد المستشفيات وانهيار الخدمات الصحية للمرضي.. ونصرخ من ازدياد حالات التحرش الجنسي، ونتناسى ضعف العقوبة على المتحرشين.. ونبكي على الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق، ونتناسى أن مصر من بين الدول التي بها أسوأ شبكة طرق في العالم.
أخيرًا.. عندما تغيب الأخلاق عن حياة الشعوب فلا تنتظر إلا أن يسير البعض في طريق "الكيف"، لنسيان الواقع، ومد الأيدي على أجساد "النساء"، والركوب في سيارة الموت التي لاتجد بديلًا عن السير في طرقات "قاتلة" تدفعه للعلاج في مستشفى بلا مشفى.. فيغيب العقل وتنحدر مكانة المرأة، ويجلس الباقون في المرتبة الأولى يدفعون ضريبة "حياة بلا أخلاق".